سامي الشريف: غياب القدوة الحسنة أحد أسباب الإلحاد

  • 1/12/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات بالسادس من أكتوبر، فعاليات دورة "الإلحاد ومخاطره"، وذلك بمحاضرتين، الأولى حاضر فيها أ.د/ سامي الشريف رئيس لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة تحت عنوان: "الإلحاد والإعلام"، والثانية حاضر فيها أ.د/ أحمد حسين عميد كلية الدعوة جامعة الأزهر بالقاهرة تحت عنوان: "كيف نحاول أن نقف مع المخالف على أرضية متفق عليها"، يأتي ذلك مع الالتزام التام بكافة إجراءات الوقاية الصحية من التعقيم والتطهير، وارتداء المتدربين للكمامة، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، طوال مدة التواجد بالأكاديمية.وفي المحاضرة الأولى أشاد أ.د/ سامي الشريف بجهود وزارة الأوقاف واهتمامها بالتدريب النوعي والمتخصص للأئمة والواعظات، مثمنًا جهود أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في مجال تدريب وتثقيف الأئمة والواعظات، ونقلهم نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ الوزارة في كافة فروع المعرفة والإحاطة بقضايا العصر، كما أشار إلى أن فكرة الإلحاد موجودة منذ بدء التاريخ ولكن تكونت كفكرة منظمة في أوروبا في العقود الأخيرة، مضيفًا أن الإلحاد هو: حالة من الشك يمر بها الإنسان في كثير من مراحل حياته، وأكد سيادته أن الملحدين أصناف شتى، فمنهم من يقوم بإنكار الدين كله (إنكار الإله – الأنبياء- الكتب السماوية)، ومنهم من يقوم بالخروج من الدين، وزاد هذا الفكر مع العصر الحديث مع انفتاح الناس على العالم من خلال الوسائل الحديثة، مشيرًا إلى أهمية المناقشة مع هؤلاء الأفراد وعدم النفور من أي سؤال مع مناقشتهم مناقشة موضوعية تعتمد على الدليل والبرهان، وفي نفس السياق نبه على الدور الخطير الذي تلعبه وسائل التواصل الحديثة والسوشيال ميديا في نشر أفكار الملحدين، ويمكن أن نختصر أسباب انتشار الإلحاد في غياب القدوة الحسنة، وتعرض الشباب في مراحل تكوينه الفكري لبعض الكتابات التي تدعو إلى الإلحاد، وكذلك تغلب الشهوات على بعض الشباب واعتبار أن الدين هو المانع عن التمتع بتلك الشهوات، وأيضا انفتاح العالم الغير مسبوق وسقوط الحواجز عبر شبكة الإنترنت، والصدمة التي واجهها بعض الشباب المنتسبين للجماعات المتطرفة مع سقوط رموزهم، وانتشار مفاهيم الغلو والتطرف.وفي المحاضرة الثانية أكد أ.د/ أحمد حسين على أهمية التنشئة السليمة للطفل، وأن البيئة لها دور مؤثر ومحوري في التأثير على من نشأ فيها، فمن أسباب الإلحاد البيئة التي نشأ وعاش فيها الملحد، مشيرًا إلى قصور كثير من الجهات في محاورة هؤلاء الملحدين وفضح أباطيلهم، وأن كثيرًا ممن يتصدون لهم ليسوا على كامل الدربة والقدرة على المواجهة، مضيفًا أن هناك ثلاثة علوم أساسية في مواجهة هذا الداء لا بد أن نعيد قراءاتها وإعادة التلمذة فيها هي: علم المنطق وعلم الكلام وعلم الفلسفة، وأشار أن الإلحاد كغيره من الأفكار يؤمن به ويتبعه نوعان، الأول: المحترفون المنظرون الداعون له، والثاني: مجموعة من العوام التي قلدت الفكرة دون قناعة عقلية عندهم، فيجب أن نفرق بين النوعين فلا يعامل العامي معاملة الملحد الداعي للباطل الذي يكافح عن الكفر، فلو جلست مع النوع الثاني -الذي هو مقلد- بنية خالصة وعرضت عليه بعض الأدلة لرجع إلى الحق.وأشار إلى العوامل النفسية والشخصية والتي منها: الإفراط في تقدير الذات، ومحاولة الشخص إشباع رغبته بالشعور بأنه الأفضل، فيجد في الإلحاد وسيلة لإشباع هذه الرغبة وهمًا وجهلًا، محاولًا إقناع نفسه بأن الإلحاد قمة العبقرية، كذلك الإفراط في الحرية الفردية إلى درجة التكبر، ورفض مبدأ الأمر والنهي، والرغبة في التحلل من التكاليف الدينية والقيود الاجتماعية.وفي ختام المحاضرة أشار إلى الحلول، وأنها تكمن في التعامل مع كل تلك الأسباب ومعالجتها، وتوضيح صحيح الدين ورحمته وسماحته، مع تقديم الأدلة المادية على وجود الله وهي موجودة ومعروفة، فهؤلاء يحتاجون إلى التوعية وإلى الاستماع إليهم والحوار معهم ومناقشتهم وإعمال العقل بعمل عصف ذهني وفكري لهم حتى يصلوا للحقيقة بنفسهم وهي الإيمان بوجود الله تعالى، وبذلك نعالج الفكر الخاطئ بالفكر المستنير وبالإقناع وبالحجج وليس بالحرب والضرب والنبذ لأنها تأتي بنتائج عكسية.

مشاركة :