تم الكشف في إسرائيل، أمس، عن خطة كانت موجودة في أدراج الجيش الإسرائيلي، لسيناريو احتلال مستشفى الشفاء بقطاع غزة خلال عملية حربية مقبلة، وذلك في تهديد مباشر لقادة حركة حماس، الذين اتخذوا من مرائب هذا المستشفى ملجأ ومقر قيادة لهم خلال الحروب الثلاثة الماضية. وقالت مصادر عسكرية موثوقة إن الجيش الإسرائيلي شمل هذه الخطة في تدريباته الأخيرة، ووضعها ضمن سيناريوهات الحرب المقبلة، وبدا أنه يضع هذه الخطة ضمن أول مجموعة أهداف لهذه الحرب. ووفقًا لهذا السيناريو، ستعيد قيادة حماس نفس التصرفات حيث ستتخذ من الطابق الأرضي للمستشفى مقرا لها، فيما ستقوم القوات الإسرائيلية الأرضية، مدعومة بسلاح المدفعية وسلاح البحرية وسلاح الجو، باحتلال المستشفى، وخطف أو تصفية ما أمكن من قادة حماس. وكانت تقارير الجيش الإسرائيلي عن الحرب الأخيرة على غزة قد ذكرت أن قيادة حماس كانت تتحسب من وقوع احتلال كهذا. ولذلك جعلت من المستشفى منطقة عسكرية مغلقة في حينه، ومنعت طواقم التلفزيون من التصوير، وأبعدت المواطنين الذين قدموا لعيادة الجرحى، كما اعتقلت بعضا منهم وحققت معهم بتهمة جمع المعلومات والتجسس لصالح إسرائيل. وعندما أعلنت إسرائيل أن القصف الذي تعرضت له ساحة المستشفى تم بالخطأ، وأنها تعرف أن قادة حماس يختبئون تحت الأرض في المستشفى، لكنها لم تستهدفهم، وبثت رسالة طمأنة لهم، أوقفوا هذه الإجراءات وواصلوا التحصن داخل مرأب المستشفى. وجاء أن حماس تقيم لها مقر قيادة ميدانية في الطابق الأرضي من المستشفى منذ ثماني سنوات، وتحديدا خلال الحرب التي سميت في إسرائيل بـ«الرصاص المصبوب» سنة 2008 - 2009. وقد حاولت إسرائيل جس نبض المجتمع الدولي، فراحت تكشف أن قادة حماس يختبئون هناك، واعتبرت ذلك بمثابة «استخدام للجرحى والمصابين والطاقم الطبي كدروع بشرية تختفي وراءهم»، لكن الرد الدولي جاء حاسما ومحذرا من خطوة كهذه. وقد تضمنت الخطة الجديدة وثيقة قانونية تقول إن احتلال المستشفى لا يشكل خرقا للقانون الدولي، بل إن قيام قادة حماس باستخدامه مقر قيادة حربية هو الخرق للقانون الدولي، واحتلال المستشفى في هذه الحالة يكون مبررا، خصوصا إذا أخذوا بالاعتبار عدم المساس بالطاقم الطبي وعدم تدمير أجنحة المبنى. المعروف أن مستشفى الشفاء بني في غزة في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين في مطلع القرن الماضي، وعندما احتلت إسرائيل القطاع سنة 1967 قامت بتوسيعه ليستوعب 1000 سرير، فضلا عن إقامة جناح ضخم للعيادات الخارجية. وهي تعرف كل خرائطه الهندسية التفصيلية. لكنها لا تعرف تفاصيل شبكة الأنفاق التي أقامتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، والتي تشكل مهربا لمن يتحصن به، وفي الوقت نفسه تشكل مصيدة للقوات الغازية. ويعتقد أن نشر هذه الخطة في هذا التوقيت، جاء كتهديد مباشر لقيادة حماس، التي تنشر في الآونة الأخيرة أشرطة تسجيل تدعي فيها أن الجيش الإسرائيلي أخفق في الحرب الأخيرة، وفي قضية خطف الجندي جلعاد شاليط.
مشاركة :