سيّاحنا.. وضعفاء العقول

  • 8/29/2015
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

عندما نلاحظ الانتقادات الحادة على السيّاح السعوديين في الخارج في هذا الصيف يخطر على بالي ما يتعاطاه الإعلام بكل تفريعاته مع شباب المملكة العربية السعودية المخدوعين بالجهاد والمنزويين تحت لواء داعش، فرغم أقليتهم الملحوظة فإن الإعلام يتعمد إبرازهم إلى الواجهة، بأنهم واجهة الإرهاب والتطرف، علمًا بأن السعودية شعبًا وقيادة ضد الفكر الإجرامي، وقد كانت وما زالت تعاني من هذه الجماعات الإجرامية المتطرفة. هذا الكيل بمكيالين هو ذاته ما كانت تفعله الممثلة الفرنسية بريجيت باردو التي كانت ملكة الإغراء والتفسّخ الجنسي في العالم في منتصف القرن الماضي حينما كانت تبارك قتل مجرمي الصرب لمسلمي البوسنة والهرسك وكانت في الوقت ذاته تنتقد المسلمين بحدة على نحر الذبائح في عيد الأضحى المبارك. هذا الكيل بمكيالين نراه ونلمسه عن كثب عندما تمّ الضغط على منظمي مسابقات الهجن العربية للتخلي عن عادة ركوب الإبل بحجة الرفق بالحيوانات، في الوقت ذاته يركب الفرسان في الغرب الخيول وهم يوسعونها ضربًا للجري في السباقات على أنه موروث شعبي وثقافي لا بد من التمسك به والمحافظة عليه. ها هو الإعلام هذه الأيام يقدم مناسبات تراشق الإسبان بالطماطم على أنه عيد شعبي ووطني في الوقت الذي يموت فيه الملايين في العالم من الجوع، إضافة لمهرجانات ملاحقة الثيران في شوارع إسبانيا، ومن ثم قتلها بدم بارد على أنه موروث ثقافي وشعبي، بينما يصور تدخين الشيشة على أنه جريمة وتخلف تُمارس تحت برج إيفل، أو في متنزهات لندن أو ساحات باريس. المؤسف والمخجل في أن يتسابق بعض ضعفاء العقول والنفوس من أبناء جلدتنا على ترديد ما يقوله الآخرون، ويبالغون في عرض تصرفات بعض شبابنا غير الجيدة بأنها أعمال مشينة يندى لها الجبين الإنساني، وكأن هؤلاء الشباب قد جاءوا بثالثة الأثافي -كما يقال- علمًا بأنها تصرفات رغم ما بها من شوائب لا تعتبر قاصمة للظهر. لذا على الإنسان العاقل أن يضع الموازين كما ينبغي لهذه الموازين أن تكون في المكان الصحيح، فلا نبرر العمل الخاطئ، ولا نغالي في جلد الذات باسم التحضر والمدنية.

مشاركة :