تتربع محمية “الخنفة” على مساحة تقدر بـ 19 ألف كيلو متر مربع شمال محافظة تيماء التابعة لمنطقة تبوك, بمحاذاة صحراء النفوذ الكبير من الجهة الغربية, متضمنة العديد من المرتفعات والتلال ذات المناسيب المختلفة أبرزها: الضاحكية، وجبال عنز، وضبع، وبنية نيال، وأبو طليحات، والجرانيات، وبغيث الأسمر. ومحمية الخنفة عبارة عن تكوينات رسوبية تتمثل في تكوين تبوك الرئيسي، ويشتمل هذا التكوين على حجر الرمل الكوارتزي بلون أشقر وبني فاتح ورمادي وبني مائل إلى الحمرة ونادرا بلون أبيض يتحول إلى البني الغامق حتى الأسود وهو بوجه عام طيني ويحتوي على الميكا, ويرجح أن يكون القسم الأعلى من هذا التكوين تابعاً للعصر الديفوني. وتضم المحمية العديد من الشعاب والأودية منها وادي فجر ويقع في شمال المحمية, ووادي نيَال وهو المصرف الرئيس للجزء الأوسط والجزء الجنوبي الشرقي من المحمية, ووادي العقيلة وروافده ووادي الفاطر وروافده، وتغذي وادي نيِال روافد تسيل من الشمال من جبال بغيث الأحمر والأسمر كوادي السايلة، وروافد من الجنوب من جبال غرب كوادي غرب ومن جبال الخنافرية, بالإضافة إلى وادي الموردة الذي يجري من الجنوب للشمال ووادي أبو مطايا. وتزخر المحمية بكمية أمطار موسمية تتراوح ما بين 50 إلى 100 مليمتر، نمت على أثرها بفضل الله تعالى أشجار الطلح والأرطى والغضى الذي ينتشر في المناطق الرملية منها مثل: عريق الحلوات والمظاهير والمكيحيل وصحراء النفود الكبير, علاوة على أشجار العوسج والأثل والعرفج والرمث والحوا والصمعا والنصي والحميض والخزامى والربلة والشبرم . ويعيش في المحمية عدة أنواع من الكائنات الحية مثل: ظبي الريم مع عدد قليل من ظبي الآدمي, بالإضافة إلى الثّعالب والأرانب البرية والجرابيع وأنواع من الطّيور المستوطنة والمهاجرة مثل الحبارى والكروان، والعديد من أنواع الزّواحف. وزار فريق وكالة الأنباء السعودية محمية “الخنفة” والتقى بمديرها نايف بن مسحل العتيبي الذي تحدث في البداية عن سبب إنشاء المحمية مبينا أنه يعود لخطط الحكومة الرشيدة في التصدي للأخطار المحدقة بالحياة الفطرية في أنحاء المملكة، وإعادة تأهيل أنواع الكائنات الحية والبحرية التي انقرضت والمهددة بخطر الانقراض لضبط التوازن البيئي للنظم البيئية الطبيعية. وأضاف العتيبي أن المحمية تحظى بمتابعة صاحب السمو الأمير بندر ين سعود بن محمد رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية، إذ يهتم سموه بالحفاظ على البيئية الطبيعية للمحمية ومراقبتها على مدار الساعة, وإعادة تأهيل الأنواع المنقرضة من الكائنات التي تواجدت فيها، علاوة على إعادة تنمية وتأهيل الأنواع المهددة بالانقراض والنادرة، ومساعدتها في الاندماج مع الطبيعة الحالية. وأشار العتيبي إلى أن إدارة المحمية تتعاون مع الجهات العاملة الأخرى بالمنطقة مثل إمارة المنطقة والشرطة لتأمين مقرها، كما تتعاون مع مع مختلف القطاعات الحكومية والأهلية كافة في سبيل اتاحة الفرصة لهم للاستفادة من مكونات طبيعة المحمية في مجال الدراسات والأبحاث التي تعود بالنفع على تنميتها. وبين أن الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية تعمل على تطوير آلية العمل بإدارة المحمية، من خلال تطوير برنامج رصد مدعم بكاميرات مراقبة للحياة الفطرية والعمل على توفير بيئة مناسبة للعاملين والزوار بإنشاء مبنى إداري جديد للمحمية يتميز بموقعه المناسب للإشراف على كافة الأعمال التي تقوم بها الهيئة داخل المحمية . وذكر أن المحمية تتيح فرص وظيفية للسكان المجاورين لها, حيث يستفيد من خدماتها أصحاب المواشي كتنظيم رعيهم في بعض أجزاء المحمية بأوقات محددة, وتقدم المحمية خدمات أخرى للمواطنين كتقديم خدمات مخبريه وتحاليل طبية بيطريه لمواشيهم, مشيراً إلى أن المحمية يعمل بها أكثر من 76 موظفاً ما بين مراقب للأمن والسلامة وجوال في المحمية. وعن الإجراءات اللازمة للحصول على ترخيص دخول للمحمية أفاد العتيبي أنه يتطلب من الراغب في زيارة المحمية تعبئة النموذج الخاص بالزيارات الموجود على موقع الهيئة الإليكتروني, وإرساله إلى فاكس رقم 0114422166 قبل موعد الزيارة بأسبوعين. ومحمية الخنفة واحدة من المحميات التي تضمها منطقة تبوك كمحميّة “الطّبيق” التي تقع في شمال غرب المملكة مع حدود المملكة الأردنيّة الهاشميّة, ومساحتها 12105 كيلومترات مربّعة, وتمتاز بوعورتها حيث توجد جبال الطّبيق في الجهة الغربيّة والوسطى التي يصل ارتفاعها إلى 1388متراً ، بالإضافة إلى الأودية والشعاب والخباري, وتكثر على السّطح الصّخور الرّسوبيّة الرمليّة والجيريّة وتوجد بعض المناطق الرمليّة في الجهة الشرقيّة من المحميّة. وتوصف المحميّة بفقر غطائها النباتي نتيجة للرعي الجائر فيها وقطع أشجارها، فيما عدا الأودية التّي تكثر فيها أشجار الطّلح والعوسج وبعض الشجيرات والأعشاب, ويعد الوعل من أهم حيوانات المحميّة، كما توجد أعداد قليلة من ظبي الريم والذّئب العربي والثّعالب والأرنب البريّ وبعض أنواع الزّواحف والطّيور المستوطنة والمهاجرة. ومن ضمن الخطط والدراسات التي يقوم عليها المختصين بالهيئة السعودية للحياة الفطرية هو اختيار عدة مواقع بمنطقة تبوك لتكون محميات مقترحة تابعة للهيئة الموقع الأول رأس سويحل ورأس القصبة وتقع على ساحل خليج العقبة وشمال البحر الأحمر، ممتدة من جنوب حقل حتى شرما, بمساحة تصل إلى ( 3571 كم2 ). وتضم كذلك مواقع بحرية وساحلية ومرتفعات جبلية وسهول وأودية وسبخات وجزر وشعاب مرجانية متميزة وأعشاب بحرية ومن الأنواع الفطرية بها الوعل وغزال الإدمي وعناق الأرض والذئب العربي والضبع والوبر والسلحفاة الخضراء والسلحفاة ذات الرأس الشبيهة بمنقار الصقر والطوم والدلافين والطيور بحرية كالنورس والخراشنة وغيرها وأنواع بحرية متميزة ونادرة من الأسماك واللافقريات بالشعاب المرجانية والأعشاب البحرية والغطاء النباتي في المواقع البرية ومن مميزاتها أنها قابلة لتطبيق برامج للسياحة البيئية والترويح البيئي . والموقع الثاني جبال قراقر وتقع جنوب تبوك في محافظة ضباء قرب قرية الديسة بمساحة ( 1678) كم2, وتشمل مواقع مرتفعات جبلية وعرة بالحجر الرملي وأودية عميقة ومواقع مياه مستديمة ومن الأنواع الفطرية الموجود فيها : الوعول، والذئاب، والضباع، وعناق الأرض، والوبر، والدفلى البرية، وأنواع نباتية متميزة ونادرة ومتبقية من العصور الجليدية، فيما يحتمل وجود الأدمي في حرة الرحى، وهي قابلة لتطبيق برامج للسياحة البيئية والترويح البيئي والمنطقة مقترحة أن تكون موقع للتراث العالمي . أما الموقع الثالث المقترح إدراجه ضمن محميات هيئة الحياة الفطرية، فهو جبل الدبّغ ويقع جنوب غرب تبوك وشمال شرق ضباء, ويشمل جبل الدبغ وجبل حرب وجبل شار بمساحة ( 628 كم2), ومواقع جبلية عالية وعرة جرانيتية وأودية وأنواع فطرية أخرى كالوعل، وعناق الأرض، والذئب، والوبر، وأنواع نباتية مثل: العرعر، والفستق الآس، والتوليب، وغيرها. والموقع الرابع يسمى “ضفة الوجه” ويقع على الساحل السعودي للبحر الأحمر من جنوب الوجه حتى شمال غرب ينبع البحر بمساحة: ( 3857 كم 2), منها 480 كم2 تقع في منطقة المدينة المنورة، ويضم العديد من المواقع البحرية الساحلية والجزر والشعب المرجانية، متميزة بأشجار الشورة والقندل والأعشاب البحرية والسهول والسبخات، مع أنواع فطرية وأحياء بحرية نادرة، وغيرها من الطيور. وآخر المواقع المقترحة لمحميات الهيئة هو موقع “حسمى” ويقع شمال غرب تبوك بمساحة ( 3699 كم2 ), ويضم مواقع مرتفعات وأودية جبلية شديدة الانحدار مكونة من الحجر الرملي وسهول ورمال وأودية، علاوة على أنواع فطرية مثل : الوعل، وغزال الآدمي، والوبر، والذئب، والضبع، وعناق الأرض، والنسر الملتحي، ويحتمل وجود النمر العربي. وفي ذلك السياق، أوضح صاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية أن الهيئة حريصة منذ إنشائها بموجب المرسوم الملكي سنة 1406هـ, على تطوير وتنفيذ خطط للتصدي للأخطار المحدقة بالحياة الفطرية في البر والبحر وإعادة تأهيل الأنواع التي انقرضت من البرية والأنواع المهددة بخطر الانقراض مستهدفة إعادة التوازن البيئي للنظم البيئية الطبيعية. ودعا سمو رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية الباحثين والمهتمين من مختلف التخصصات سواء بالجامعات أو من مراكز البحوث لإجراء الدراسات في ما يتعلق بأنشطة الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية كافة .
مشاركة :