أصدرت الدار المصرية اللبنانية طبعةً كاملة محققة و محرّرة من "مختصر تاريخ العرب والتمدن الاسلامى وفي تقديم الطبعة الجديدة يقول الناشر:"كيف نخاطب الغرب حين نقرر أن نتحدث عن تاريخ الحضارة العربية الإسلامية؟ سؤالٌ لا نكف عن طرحه دون أن نتمكن من تقديم إجابة شافيةٍ أو الدفع بحجةٍ مُقنِعة، وهو السؤال الشائك الذي يطفو على السطح كلما طرأ حدثٌ أو نهضت واقعة تسيء للثقافة العربية أو العقيدة الإسلامية وبخاصة في العالم الغربي وآخرها دارت رحاها قبل أسابيع قليلة، ثم ما يلبث السؤال أن يخمد والإجابات أن تحتضر مع انقضاء الواقعة المسيئة أو انطفاء الحدث. بل إن السؤال يغدو أصعب حين نغيِّر قليلاً من وِجهته لنوجهه لذواتنا: كيف نخاطب أنفسنا قبل الآخر، نحن ورثة هذه الحضارة ومعتنقي هذه العقيدة، وقد انفصلنا عن تاريخنا مكتفين بقشور غالباً ما تصلنا من أشخاص ليسوا بالثقات ومن جهات يحركها الغرض السياسي والوجهة الإيديولوجية.ربما يكمن جزء مُشبِع من إجابة هذا السؤال الشائك في كتابٍ عظيم، ومرجعٍ استثنائي، استطاع أن يفتح عيون العالم الغربي مبكراً على التاريخ الحقيقي للحضارة العربية وأن يُثبت أن "التمدن الإسلامي" غائرٌ في تاريخ الإنسانية، من قبل أن تخرج أوروبا نفسها من الظلمات إلى النور. هذا الكتاب هو "مختصر تاريخ العرب والتمدن الإسلامي"، للمؤرخ والمفكر الهندي العظيم "السيد أمير علي" (1849_1928م)، والذي تطرحه "الدار المصرية اللبنانية" بالقاهرة في طبعةٍ محرَّرة ومدققة، وبترجمةٍ كاملة أمينة، ضمن سلسلة "الكلاسيكيات"، مساهمةً منها في دحض الحجة بحجج، وتقديم الصورة الصحيحة للعرب والمسلمين عبر منتجٍ فكري استثنائي تدعمه الوثائق والمعلومات والحقائق، ولا يصدر عن هوى أو يؤسس نفسه دون هويّة.
مشاركة :