اختتم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس زيارته العاصمة الروسية موسكو بالدعوة إلى وضع استراتيجية دولية لمواجهة قوى الإرهاب والتطرف، محذراً من توسع رقعة الإرهاب. ومن المفترض أن يكون السيسي وصل إلى القاهرة مساء أمس، قبل أن يبدأ مطلع الأسبوع المقبل جولة آسيوية سيهيمن عليها الملف الاقتصادي، يبدأها السبت إلى سنغافورة، قبل أن يصل الإثنين إلى الصين حيث يحضر احتفالاتها بالذكرى السبعين للانتصار في الحرب العالمية الثانية، ويختتمها بزيارة إندونيسيا. وكان السيسي عقد جلسة محادثات أمس في موسكو مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو تناولت «سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات الدفاع والمجالات العسكرية في إطار الروابط الوثيقة التي تربط البلدين». كما أجرى مقابلة مع وكالة «تاس» الروسية، حذر خلالها من توسع رقعة الإرهاب في المنطقة، داعياً العالم إلى صياغة «استراتيجية دولية لمواجهة قوى التطرف والإرهاب» وحض الدول كافة على «محاربة تمدد هذا الشر». وخلص السيسي الذي كان اجتمع أول من أمس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلى أن الأخير «يعرف جيداً الأوضاع في الشرق الأوسط ويدرك أبعاد خطر الإرهاب الذي يهدد المنطقة برمتها والذي قد يشعر العالم برمته بعواقبه الوخيمة». موضحا أن المسائل الرئيسية المدرجة على أجندة العلاقات المصرية- الروسية تتعلق بـ «التعاون الاقتصادي والتنسيق في مكافحة الإرهاب». ودعا السيسي إلى وضع استراتيجية عالمية لمواجهة الإرهاب. من جانبه، نوه الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف بنتائج زيارة الرئيس المصري إلى روسيا، وقال إن «هناك انطباعاً إيجابياً واهتماماً على كل الأصعدة والمستويات، سواء السياسية أو الاقتصادية، في تعزيز العلاقات بين القاهرة وموسكو ودعمها خلال الفترة المقبلة»، التي توقع أن «تشهد تفعيل كل المبادرات التي طرحتها مصر مع الجانب الروسي. من جانبه، أوضح وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن التعاون الاقتصادي وجذب الاستثمارات كان المحور الرئيسي في الزيارة الى روسيا، موضحاً أن مصر مستمرة في وضع أسس لعلاقات متوازنة ومتفاعلة مع كل دول العالم، بما يخدم مصلحتها ومصالح الآخرين أيضاً. وأضاف أن القاهرة تهتم بالعلاقات المصرية الروسية لما أتت به من نتائج في الماضي، ولما تمتلكه روسيا من قدرات في الوقت الحالي، ومن أجل دعم جهود مصر التنموية، مؤكداً أن هذه الزيارة ستساهم في المزيد من التنسيق في الملفات الشائكة بالنسبة إلى سورية واليمن وليبيا والموضوعات المشتركة بين البلدين. وتابع أن «روسيا دولة عظمى لها من الإمكانات والموقع في مجلس الأمن وفي الإطار الدولي ما يجعلها طرفاً فاعلاً، وتنسيقها مع دولة إقليمية بحجم ومركزية مصر هو أمر حيوي وضروري». وكان الملف الاقتصادي هيمن على نشاط السيسي قبل مغادرته موسكو، حيث التقى أمس في مقر إقامته رئيس شركة «روسنفت» إيغور سيتشين، الذي اعتبر أن مصر «شريك استراتيجي يتيح فرصاً واعدة للاستثمار في مجال الطاقة»، مشيراً إلى رغبة الشركة في المساهمة بتطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مضيفاً أن الشركة تدرس بالفعل عدداً من المشروعات لزيادة نشاطها وحجم أعمالها في مصر. وكان الرئيس المصري استقبل في مقر إقامته في موسكو نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دوفوركوفيتش، الذي أكد «رغبة بلاده في تعزيز تعاونها مع مصر في مختلف المجالات، وفي مقدمها الصعيد الاقتصادي، مبدياً اهتمام روسيا بالعمل والاستثمار في مشروع التنمية في منطقة قناة السويس، وإنشاء المركز اللوجيستي لتخزين الحبوب وتداولها وتجارتها في دمياط، فضلاً عن قطاع الطاقة ذات الأهمية الحيوية بالنسبة إلى مصر»، فيما أكد السيسي «أهمية تفعيل التعاون بين البلدين في مجال التصنيع، من خلال إقامة مشروعات جديدة في مناطق محددة تهدف إلى تلبية متطلبات السوق المحلية والتصدير إلى أسواق العديد من الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا». وأوضح بيان رئاسي أنه تم الاتفاق على زيارة وفد روسي مصر من أجل التباحث بشأن أفضل البدائل المطروحة لإقامة تلك المنطقة بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين ويتيح المزيد من فرص العمل وتشغيل الشباب. كما التقى السيسي، رئيس شركة «روزاتوم» العاملة في مجال بناء المحطات النووية سيرجيه كيريينكو، الذي أكد استعداد بلاده للمساهمة في تلبية احتياجات مصر من الطاقة، خصوصاً في المجالات التي تتميز فيها روسيا، ومن بينها إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية. وأوضح بيان رئاسي مصري أن اللقاء تناول العرض الذي قدمته مجموعة روزاتوم لإنشاء محطة طاقة نووية مصرية لإنتاج الكهرباء.
مشاركة :