أعربت دولة الإمارات عن تطلعها إلى تفادي التصعيد، وعودة التهدئة بين جمهورية السودان وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، مبدية قلقها من تطورات الأوضاع بين البلدين الشقيقين حول منطقة الفشقة الحدودية، وأكدت أهمية دورهما الرئيس والفاعل في استقرار وازدهار أفريقيا والمنطقة. وأشارت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان لها، إلى عمق ومتانة العلاقات التي تربط دولة الإمارات وكلا البلدين الشقيقين، مؤكدة أهمية أن يعمل السودان وإثيوبيا معاً لتغليب الحكمة وبدء الحوار ووقف أي أعمال من شأنها زيادة التوتر، ودعت إلى تغليب خطاب التعاون والشراكة بين البلدين الجارين، وبما يلبي آمال وتطلعات شعبي البلدين، في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار. وتبادلت، أمس، كل من السودان وإثيوبيا الاتهامات بالتصعيد، حيث اتهمت مصادر عسكرية سودانية قوات إثيوبية مسلحة بالهجوم على منطقة اللية في محلية القريشة في أراضي الفشقة بولاية القضارف داخل الحدود السودانية بعمق خمسة كيلومترات، وهو ما أدى لمقتل خمسة نساء وطفل وفقدان امرأتين. بينما قال السفير دينا مفتي، المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية: «إن أديس أبابا تبنت التهدئة في الخلاف مع السودان، «لكن يجب ألا يعتبر صمتنا خوفاً». واتهم المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية السودان بالتوغل في الأراضي الإثيوبية ومواصلة نشاطات غير مشروعة على الحدود الإثيوبية، قائلاً: «الجيش السوداني استغل انشغال إثيوبيا بأزمة إقليم تيجراي، وتوغل في أراضينا». وقال مفتي: «إن إثيوبيا متمسكة بالحوار مع السودان، وتسعى لعدم تضخيم موضوع الحدود بين البلدين، وجعله قضية إقليمية». وتزايدت معدلات التعبئة العسكرية للقوات والمعدات على جانبي الحدود بين السودان وإثيوبيا، وفقاً لتصريحات مصادر ميدانية سودانية لـ«الاتحاد». وجددت إثيوبيا، أمس، تأكيد موقفها بضرورة الجلوس والتفاوض مع الجانب السوداني لنزع فتيل التوتر على الحدود بين البلدين. وقال مفتي: «ما زلنا نجدد تأكيدنا على الجلوس والتفاوض والحوار حول الحدود مع السودان، رغم رصدنا لتحركات من الجيش السوداني داخل العمق الإثيوبي». وكانت وسائط إعلام سوداني أفادت بمقتل 6 أشخاص في هجوم لقوات إثيوبية على منطقة بالقرب من منطقة الفشقة الحدودية. وذكر موقع «سودان تربيون»، نقلاً عن مصادر: «إن الهجوم وقع أثناء عمليات حصاد الذرة بالشريط الحدودي، وهو ما أدى إلى تدخل الجيش السوداني، وتمشيط المنطقة وملاحقة القوات الإثيوبية». وتقع منطقة الفشقة على الحدود الشرقية السودانية مع إثيوبيا، وتتميز بأراضيها الخصبة، حيث تتكرر هناك الحوادث مع المزارعين الإثيوبيين، الذين يزرعون أراضي يؤكد السودان أنها داخل حدوده. وكان السودان أعلن قبل أيام أن قواته العسكرية بسطت سيطرتها على كل الأراضي السودانية الواقعة في المنطقة الحدودية، التي يقطنها مزارعون إثيوبيون، وذلك بعد أسابيع من الاشتباكات. ومع اشتعال الصراع بين السلطات الاتحادية الإثيوبية وإقليم تيغراي، نزح آلاف اللاجئين هرباً من الحرب، وهو ما تسبب في أزمة إنسانية كبيرة في السودان، ولاسيما ولاية القضارف.
مشاركة :