يتفق الجميع على ألا يُعاد فتح المدارس إلا عندما تكون آمنة للطلاب. ومن المرجح أن تبدو العودة إلى المدارس مختلفة عما اعتدنا عليه وما اعتاد عليه أطفالنا في السابق. ومن بعض السيناريوهات المحتملة أن تُفتح المدارس لفترة من الوقت ثم يصدر قرار بإغلاقها من جديد مؤقتاً، وذلك اعتماداً على التطورات المستمرة لوضع كورونا المستجد، وهذا يحتاج إلى مرونة عالية من السلطات للتكيف من أجل التحقق من سلامة كل طفل. إن جائحة كورونا أظهرت تفاوتات في الأنظمة التعلیمیّة في كثیر من الدول، ّمما زاد من عامل الضغط ّ النفسي على الأهل والمتعلمين على حد سواء ولم يعد التعليم متوفراَ للجميع بشكل عادل ٍ ومتساو, وعلى الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من قبل المؤسسات التعليمية في سبيل تسيير العملية التعليمية إلا أن هناك مجموعة مشكلات واجهت الأسر في العملية التدريسية , وفيما يأتي تحقيق صحفي يقوم من خلال أخذ مجموعة أراء الأسر من مختلف الفئات حول المشكلات التي تعاني منها الاسرة في التحصيل التعليمي لأبنائهم في التعليم عن بعد . بدأت سهام حسن الماجد اختصاصية ارشاد اجتماعي حيث قالت أن التعليم عن بعد لا يعتبر بنفس كفاءة وفاعلية التعليم المدرسي بل يختلف تمام ولا يمكن تعويض التعلم المدرسي والاستغناء عنه لما له أثر بالغ على المتعلمين ونوعية المخرجات . و أن التعليم عن بعد لا يناسب جميع الاطفال حيث هناك أنواع من شخصيات الاطفال بصريين واطفال حسيين واطفال سمعين . وفيما يخص المشكلات التي واجهتها ذكرت ان من خلال اطلاعي بخصوص هذا الموضوع أنا أرى أن هناك عدة فئات من الاباء الفئة الاولى تترك الطفل يتحمل المسؤولية لوحده في المنزل ويكون هذا صعب على طفل كونه طفل لا يستطيع التعامل مع المشكلات التي تواجه اثناء البث من عطل فني او ما شابه ذلك. و الفئة الثانية من الوالدين اضطروا لتوفير طرف أخر من خارج المنزل يقوم مقامها أثناء تواجدهم في العمل مثل الاهل او بعض الجيران . وهناك فئة ثالثة من الوالدين اضطروا لتوفير معلم خصوصي يقوم بمتابعة الدروس مع الابناء لذلك أرى إن مسؤولية الأسرة باتت مضاعفة، لأنها تمثل جهة الإشراف المباشرة على الطالب أثناء تلقيه الدروس عبر قنوات التعلم عن بعد وأن التعليم عن بعد لا يعد خيارًا مستقبلا فقط مجرد بديل نلجأ له في الحالات الاستثنائية .ومن جانبها، قالت منى حسين أحمد معلمة اللغة العربية في المرحلة الابتدائية أن التعليم عن بعد الذي يتم تطبيقه حاليا كبديل عن التعليم المباشر قد يواجه بعض التحديات والمشكلات لا سيما إذا كان ولي الأمر في العمل والطالب بمفرده بالبيت ، أو برفقة أشقائه ما يجعل عملية التركيز صعبة. كذلك أوضحت أن التحدي الآخرى هو زيادة الأعباء ومحدودية الوقت، إذ يتطلب تزامن قيام دوري كولية أمر بواجبي كمعلمة وفي ذات الوقت مباشرة الإشراف على مدى التزام أبنائي بالتعلم عن بعد بمستوى تفاعلي جاد وجيد . ومن جهة أخرى علقت زينب محمد موظفة مركز ديستنكشن للتدريب أن من التحديات كانت صعوبة فهم الطالب للمعلومة بسبب الأسلوب الجديد وعدم جدية الطلبة في بداية الأمر بتلقي الدروس أونلاين ، إلا أن ذلك تم تخطيه لاحقاً، أما المشكلة التي أواجهها تكمن في عدم تمكن الطالب من المشاركة والتفاعل المباشر في الحصص هو الصعوبة الوحيدة حالياً , وذلك بسبب غياب الحوار الفعّال وملل الطلبة وضعف دافعيتهم للتعلم و أن المنصات المعتمدة لا توفر التفاعلية المطلوبة خصوصا في التعليم الابتدائي. وتابعت أن من المشاكل التي واجهتنا ايضا هو ضعف البث المباشر الناتج من الضغط على شبكات الانترنت . وذكرت د.أسماء أحمد دكتورة ومحاضرة في معهد لوجيك للتدريب أن في بداية الامر كان صعب التعامل مع التعليم عن بعد لكن مع استمرار الجائحة تقبلت الاسرة وعملت على أن تهيئة اطفالها على تقبله اكثر من السابق و لفتت أن وزارة التربية والتعليم اعطت ارشادات وتعليمات عن كيفية الانضمام إلى برنامج التيميز وكيفية استخدامه وكفية تفعيل البوابة التعليمية وبالتالي إطلاع ولي الامر بذلك عن طريق موقع الوزارة الالكتروني و وسائل التواصل الاجتماعي , وابانت أن تكاتف كافة الجهات والدعم الذي وفرته الحكومة والمرونة كان كفيلاً بإنجاح التجربة بشكل متكامل . ولفتت أن المشكلات كانت أهمها يتعلق بإجهاد المتعلّم بسبب ما يقضيه من وقت على الأجهزة. ولكن يعتبر التعليم عن بعد طوق نجاة للسنة الدراسية التي كانت ستذهب هباء لولاه.
مشاركة :