افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم (الأربعاء) بطولة العالم لكرة اليد للرجال في نسختها الـ 27، بمشاركة 32 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ البطولة، وسط غياب الجمهور كإجراء احترازي بسبب تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). واعتبر السيسي، في كلمته خلال حفل الافتتاح، أن البطولة التي تعد أكبر تجمع رياضي يشهده العالم حاليا "رسالة نؤكد من خلالها أن العالم أصبح قادرا على التعايش في ظل الواقع الجديد الذي فرضته جائحة كورونا". وأكد "سنتجاوز تلك المحنة أكثر تماسكا وتكاملا في مواجهة مختلف التحديات وأكثر تفاهما لقيمة الحياة والتعايش السلمي والآمن بين الشعوب". من جانبه، قال رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد حسن مصطفى خلال الحفل "أنا متأكد أن هذه البطولة ستكون بطولة تاريخية". وأضاف مصطفى، وهو مصري الجنسية، أن كل العالم ينتظر لأن كل الاتحادات الدولية أوقفت نشاطها وتركز على بطولة العالم في مصر والبطولة ستكون موفقة. ووجه رئيس الاتحاد الدولي، الشكر للرئيس السيسي على متابعته لتنفيذ منشآت البطولة والتنظيم ووصول المنتخبات وتذليل العقبات التي واجهت البطولة. وتابع "نعتذر.. لأننا سنلعب بدون جمهور، لكن لم يكن يمكننا التأجيل، لأننا لا نعرف متى سيتوقف فيروس كورونا، والإلغاء كان سيكون له نتيجة سلبية على عائلة كرة اليد.. واتمنى أن يكون هذا الحدث هو الضوء في نهاية النفق المظلم". وجرى حفل الافتتاح بصالة استاد القاهرة، وأشاد وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحى بحفل افتتاح البطولة التي ستستمر فعالياتها حتى 31 يناير الجاري. وقال صبحى، إن الحفل شهد تنظيما رائعا، ونال إشادة جميع وفود المنتخبات التي تشارك في المونديال، والتي أبدت إعجابها وانبهارها بالتنظيم الجيد. وأضاف أن حضور الرئيس السيسى حفل الافتتاح يؤكد دعم ومساندة الدولة المصرية والقيادة السياسية لبطولة العالم لليد، خاصة أنها تقام في ظل تفشى فيروس كورونا، واعتبر ذلك "رسالة إلى دول العالم بأن مصر قادرة على تنظيم البطولات، وعلى قدر المسؤولية على جميع المستويات". وتعد هذه البطولة الثانية التى تستضيفها مصر في تاريخها، بعدما احتضنت كأس العالم لأول مرة في العام 1999. ويشارك في هذه النسخة 32 منتخبا، وذلك للمرة الأولى في تاريخ البطولة، التي كانت تقام طوال السنوات الماضية بحضور 24 فقط. وتم تقسيم المنتخبات المشاركة إلى 8 مجموعات، بحيث تضم كل مجموعة 4 منتخبات. وضمت المجموعة الأولى كل من ألمانيا والمجر والرأس الأخضر وأوروجواي، بينما شملت المجموعة الثانية منتخبات إسبانيا والبرازيل وتونس وبولندا. في حين ضمت المجموعة الثالثة كرواتيا وقطر وأنجولا واليابان، والمجموعة الرابعة الدانمارك والأرجنتين والبحرين والكونغو الديمقراطية. وشملت المجموعة الخامسة فرنسا والنرويج والنمسا وسويسرا، والمجموعة السادسة البرتغال والجزائر والمغرب وأيسلندا. أما المجموعة السابعة فضمت مصر والسويد وتشيلي ومقدونيا الشمالية، والمجموعة الثامنة سلوفينيا وبيلاروسيا وكورويا الجنوبية وروسيا. وخاض منتخبا مصر وتشيلي مباراة الافتتاح، وحسمها الفراعنة لصالحهم بنتيجة 35 مقابل 29 هدفا. وحصل الظهير الأيسر للمنتخب المصري يحيي الدرع على جائزة أفضل لاعب في المباراة، وهو أكثر لاعبي الفراعنة تسجيلا في اللقاء، حيث سجل 6 أهداف. وعقب الفوز، قال لاعب المنتخب المصري محمد ممدوح هاشم إن المباراة "بداية هامة لنا، وكانت اختبارا، بسبب عدم خوضنا مباريات ودية بسبب فيروس كورونا". وأضاف في تصريحات متلفزة، "كان من الجيد ملاقاة تشيلي في أول لقاء، هو منتخب جيد، لكننا أفضل، والمباراة تجربة جيدة قبل مواجهة مقدونيا الشمالية والسويد". وأردف أن "الكل هنا على قلب رجل واحد، ولدينا هدف واحد نريد الوصول إليه، ونرغب في تحقيق إنجاز تاريخي لم يحدث لمصر من قبل"، في إشارة إلى الفوز بالبطولة. وسبق لمنتخب مصر المشاركة في البطولة 15 مرة، ويعد إنجازه في كأس العالم 2001 هو الأبرز حتى الآن، بعدما حصل على المركز الرابع، وهو أول منتخب غير أوروبي ينجح في التأهل للمربع الذهبي في تاريخ البطولة.