محمود المغربي يبدع على رمال البحر

  • 1/15/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

على شاطئ بحر الفجيرة، حيث الهدوء والسكينة يلف المكان، كان لمحمود المغربي من أصحاب الهمم فيها لقاء خاص مع الفن، فعلى صفحات رمال البحر، شكّل حروفاً وكلمات، ربما عجز عن لفظها بلسانه، بسبب إعاقته السمعية، إلا أنه عبّر عنها بفنة، ليسطر أروع الكلمات، وينحت أبلغ الصور، ليطلعنا من خلالها على مهارته وقدرته في جعل الفن وسيلة في كسر طوق العزلة التي لازمته فترة من الزمن، لينسج علاقات اجتماعية مع المحطين به، ومع كل من تعرف عليه من خلال فنه. رسم ونحت ترعرع محمود المغربي في كنف أسرة وعائلة فنية، برع أفرادها في مختلف الفنون، ما أثر ذلك على نشأته فنياً، ونظراً لاهتمام والده بالرسم والنحت وفن الخط العربي، وامتلاكه ورشة خاصة لذلك، فكان كثيراً ما يصطحب محمود وهو صغير إليها.. هذه الممارسة العملية أمامه جعلته يتشرب الفن مما تمرست أنامله على التعاطي مع الألوان والرسم، فكان الرمل إحدى الوسائل التي أبدع فيها محمود في نحت أشكال فنية وكتابة الأحرف والكلمات على الرمال، بالرغم من إعاقة محمود السمعية، إلا أنه يتمتع بذكاء وفطنة في فهم ما يجري حوله، وما يطلب منه، فالفن بالنسبة له عالمه الخاص الذي يخط إبداعه على رمال شواطئ بحر الفجيرة، حيث يبدأ بحفر وتحديد أطرافها لتسويتها بشكل متقن؛ حتى تظهر المنحوتة كقطعة فنية بديعة. أحاسيس ومشاعر بالرغم من الصعوبات التي واجهت المغربي في تخطيه إعاقته السمعية، والتي عزلته لفترة عن محيطه، فكان يتملكه الكثير من الخوف وانعدام الثقة، في قدرته على التواصل مع محيطه، إلا أن محمود استطاع أن يتجاوز هذه المحنة، من خلال انكبابه على الرسم، فكلما تقع ورقة تحت يديه، سرعان ما يحوّلها إلى لوحة فنية، لتأخذ مكانها بين اللوح المعلقة على جدران غرفته، فكان الفن بالنسبة له محطة ليبوح فيها عما يخلجه من أحاسيس ومشاعر، فهي بمثابة المعبر أو المنافذ التي يطل من خلالها على العالم الخارجي. ولع وشغف عشق محمود النحت على الرمال، وأصبح بشكل يومي يقضي خمس ساعات في النحت، منطلقاً من ولعه وشغفه بهذا الفن، ومكوناً صداقات مع مرتادي شاطئ البحر من الشباب والأطفال، الذين أصبحوا ينتظرونه، ليمتعهم بمنحوتاته التي أصبحت تزدان بها شواطئ الفجيرة، فكان لذلك أثر كبير في شخصية محمود الذي أصبح أكثر ثقة بنفسه، وقدرة على التعبير عن ذاته، وبناء علاقات وطيدة مع أصدقاء جدد. وطموح محمود لم يتوقف، وظل مستمراً في إبداعه، وتطوير مهارته، حيث يرتكز على قاعدة متينة وقوية، منطلقاً في رحاب الفن الذي سيقوده إلى تحقيق أهدافه وبناء مستقبله. قدرة على التشكيل ويوضح أنه انطلق في عملية النحت على الرمال، والتي تأثر بها بشكل كبير بعمه الفنان عمر المغربي، والذي كان بمثابة مرشده الفني، يقدم له الأسس الفنية في ماهية هذا الفن وكيفية النحت والتشكيل، ربما في البداية واجهت محمود بعض الصعوبات، فهو لا يمارس الخط بالقدر الذي يمارس فيه الرسم، ولكن عندما يرى البعض أسلوبه وطريقته في خط الكلمات والحروف مما قد يتصور البعض أنه خطاط، ولكنه يخط الحروف من واقع مهارته في الرسم، وقدرته على التشكيل.

مشاركة :