بموقف إنساني جميل خطف "طلحة" ابن محافظة كفر الشيخ القلوب، فقد أشاد عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بفعله المشرف، عندما صادف أم تصرخ بطفلها المصاب بتشنجات وحرارة مرتفعة، فحمله من أحضان أمه بأسرع ما يمكن لأقرب مستشفى، ولم يكتف بذلك فظل مع الأم يواسيها حتى اطمأنت على الطفل، وترك لها كيس به مال لتغطي تكاليف الكشف بعدما لاحظ عدم مقدرتها المادية، وغادر المستشفى سريعًا قبل أن تدرك ذلك.طلحة السيد مغنم هو شاب معدنه مصري أصيل، يبلغ من العمر 21 عامًا، حاصل على دبلوم تجارة، من قرية المرابعين التابعة لمركز كفر الشيخ، تربى في أسرة بسيطة تكافح من أجل لقمة العيش، وتوفى والده بسبب أمراض مزمنة، وقرر طلحة الاعتماد على نفسه، وامتهن السباكة بمحل والده.ذكر "طلحة" لعدسة صدى البلد أنه توجه بالطفل المصاب لمركز الدكتور "أحمد شرابي" بأقصى ما يمكن محاولا إنقاذه بعدما تلقاه من أحضان أمه، وعندما سأله الدكتور عن بيانات المريض لم يبدى ردة فعل، فتعجب الطبيب ثم علم أنه مجرد وسيلة القدر اختاره بها لينقذ الطفل، وحرص الطبيب على مشاركة الموقف على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ليتفاجأ بآلاف التعليقات والمشاركات وإشادة الناس بالموقف.تابع "طلحة" أنه تلقي مكالمة من صديقه ليخبره أنه أصبح حديث السوشيال ميديا في الآونة الأخيرة، وتفاجأ بردة الفعل، وفرح كثيرا بدعوات الكثيرين له، فلم يحب أن تنتشر صورته، ولكن بعد دعوات الناس له شعر بالرضا والفرح الشديد، وحرص على شكر الدكتور أحمد شرابى.وأوضح أنه رأي والدته في موقف الأم، حيث كان والده مريض بالسكر والكبد وتحملت هي مشقة كبيرة في حياتها وعملت بالعديد من المهن لتغطي نفقة علاجه، فلم يكترث لشيء إلا لإنقاذ الطفل وإعادته لأحضان أمه.وأضاف طلحة أنه تربى على مساعدة الآخرين والمحتاجين، وكان مثله الأعلى في ذلك أخوه الأكبر "عبد الحميد"، وذكر لنا الكثير من المواقف التي ظلت عالقة في ذهنه له، وكذلك أخته الكبيرة كانت تحرص على ادخار مصروفها لتساعد به أهلها وأخواتها في مصاريف حياتهم.وذكرت والدته أنها فخورة بكونها أمه، وترى فيهم ثمرة مجهودها وتعبها بالحياة، وتتمنى أن يوفقه الله بحياته ويستمر في مساعدة المحتاجين بكل ما يملك، وأبدت إعجابها بسلوك أبنها وتأثرت لحال الطفل كثيرًا وتتمنى له أن يشفيه الله من اي داء.
مشاركة :