من المهم أنّنا كلما خضنا تجربة جديدة نسعى إلى تقييمها والنظر إلى نتائجها من خلال دراسة أو بحث علمي متخصص، تُقدِّم نتائجه وتوصياته لأصحاب القرار للمساهمة في تطوير وتحسين تلك التجربة، ومعرفة سلبياتها وإيجابياتها، والمعوقات التي تواجه تطويرها. مؤخرًا قام مركز السيدة خديجة بنت خويلد بالغرفة التجارية الصناعية بجدة مشكورًا بعمل دراسة عن تجربة عمل المرأة السعودية في قطاع التجزئة، وذلك بهدف استطلاع رأي البائعات عن التجربة من جميع جوانبها، وتحليل النتائج ورفعها لأصحاب القرار للتحسين والتطوير، وتأتي هذه الدراسة بعد دراسة استطلاع الرأي التي قام بها نفس المركز حول مشاركة المرأة الوطنية في التنمية عام 2013، وأثبتت أن المجتمع يؤيد تجربة عمل المرأة في قطاع التجزئة، ويعتبرها ناجحة بنسبة 77%. الدراسة التي قام بها المركز لـ»عيّنة» تجاوزت 1000 بائعة في خمس مناطق مختلفة ومن عشر مدن متنوعة، وتم تحديد العيّنة بناء على نسب التمثيل السكاني لكل منطقة، وإكمال الدراسة وفقًا للضوابط العلمية المتبعة، أظهرت الدراسة رضا 82% من العينة عن عملهن، كما أظهرت تحسُّن تأييد العائلة للبائعة بعد الوظيفة عن نسبة التأييد قبل الوظيفة، وأظهرت النتائج تركيز العاملات على وظائفهن الحالية، فقد أوضحت الدراسة أن 70% لا يبحثن عن عمل حاليًا، وأشارت الدراسة إلى أن 85% من عينة الدراسة تُؤكِّد بأن تعامل الزملاء من الرجال معهن كان ممتازًا، في حين وصف 78% من العينة تعامل المجتمع معهن بأنه كان ممتازًا، أما المفتشون من الجهات الحكومية فقد أكد 64% من البائعات أن تعامل مفتشي وزارة العمل كان ممتازا، في حين أكد 45% بأن تعامل أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان ممتازًا، أما المعوقات فتكمن في المواصلات يليها مستوى الراتب ثم ساعات العمل ثم بُعد مقر السكن عن العمل ثم نوعية العمل، إضافة لعدم وجود مكان لرعاية الأطفال. الدراسة كانت متميّزة وفيها العديد من الفوائد منها: أن هناك نسبة استقرار ممتازة لدى البائعات في العمل، كما أن هناك نسبة تأييد مرتفعة من قبل العوائل لعملهن، وأن الدوام المفضل لنصفهن هو الصباحي، وأن التعامل معهن من قبل الرجال والمجتمع كان ممتازًا. لا يكفي ما سبق، فالمعوقات التي ذُكرت في الدراسة تحتاج إلى حلول عملية، وهذا ما يجب أن يعمل عليه المسؤولون لإنجاح هذه التجربة والعمل على تطويرها واستمراريتها. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :