علماء: كورونا سيتحول إلى نزلة برد عابرة.. لكن متى؟

  • 1/16/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

"مثل نزلة برد عابرة".. يتوقع باحثون أمريكيون بقاء فيروس كورونا، وانتقاله إلى قائمة الأمراض المعدية التي تُعرف بالأمراض المتوطنة؛ لكن مع أعراض أخف ضررًا. فما هي هذه النوعية من الأمراض؟ وكيف سيبدو شكل "كورونا المتوطن"؟ ويتساءل تقرير على موقع "هايل براكسيس" الطبي الألماني: ماذا سيحدث للفيروس التاجي عندما يصبح متوطنًا بين البشر كما يقول العلماء؟ المرض المتوطن وحسب التقرير؛ فقد أجرى باحثون من الولايات المتحدة الأمريكية أبحاثًا حول المستقبل المتوقع للفيروس العنيد، وتوقعوا أن يصبح مرضًا غير ضار في مرحلة عمرية معينة. وفي علم الأوبئة يطلَق مصطلح "المرض المتوطن"، على عدوى مرضية تحدث ضمن مجموعة من السكان، دولة أو قارة، وعند الحفاظ على هذه العدوى عند مستوى معين من الانتشار في منطقة جغرافية معينة دون أي تأثيرات خارجية؛ وفق موقع "المعرفة". ويضيف موقع "الطبي" للمعلومات الصحية والاستشارات الطبية، أن للمناطق المستوطنة ببعض الأمراض كالملاريا أو مرض النوم الإفريقي أو داء شاغاس، كائنات حية ممرضة كالفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات التي تُعتبر عوامل مسببة للمرض، كما أن لها ناقلًا أو حاضنًا للمرض كالذباب الذي ينقل وينشر المرض بين الناس في تلك المنطقة. الملاريا مثال للمرض المتوطن؟ من بين الأمراض المتوطنة هناك مرض الملاريا، الذي يصيب 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم كل عام؛ وخاصة في المناطق الاستوائية. ويقدر مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن حوالى نصف سكان العالم يعيشون في مناطق يكونون فيها مُعرّضين لخطر العدوى بالملاريا، وهو متوطن في مناطق واسعة من إفريقيا وأمريكا الجنوبية. متى يصبح كورونا مرضًا متوطنًا؟ كيف سيتطور فيروس كورونا في غضون عشر سنوات، عندما ينتقل من وباء إلى مرض متوطن ويظل عند مستوى ثابت من العدوى بين السكان؟ حاول الخبراء الإجابة على هذا السؤال عن طريق تطوير نموذج للتنبؤ بمستقبل الفيروس. وحسب موقع إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله"، عَمِل فريق البحث تحت إشراف الباحثة جيني لافين من جامعة إموري في أتلانتا بالولايات المتحدة الأمريكية، على معرفة تقدير كيفية تطور فيروس كورونا في غضون عشر سنوات. ونُشرت نتائج البحث في مجلة "ساينس" الصادرة باللغة الإنجليزية. مستقبل كورونا المتوقع قام فريق البحث بتحليل أربعة أنواع من فيروسات كورونا البشرية المعروفة، والتي تنتشر في جميع أنحاء العالم، وتتسبب في الزكام أو الأمراض التنفسية الشائعة ذات الأعراض الخفيفة. وساعد التحليل الحالي للبيانات المناعية والوبائية لهذه الفيروسات الفريقَ على تطوير نموذج للتنبؤ بالتطور الذي قد يسلكه الفيروس التاجي في حالة تحوله إلى فيروس مستوطن. الأهم من ذلك أن النموذج يأخذ في الاعتبار مختلف مكونات الحماية المناعية. وأوضح الخبراء أن هذه تشمل القابلية للإصابة مرة أخرى، وتخفيف المرض بعد عودة العدوى، وقابلية انتقال الفيروس بعد الإصابة مرة أخرى، والتي تقل بشكل مختلف. ويشتبه الفريق في أنه في المستقبل يمكن أن يؤدي فيروس كورونا المستجد بشكل أساسي إلى أمراض في مرحلة الطفولة المبكرة؛ حيث تحدث العدوى الأولى بين سن الثالثة والخامسة، وسيكون المرض نفسه مصحوبًا بأعراض خفيفة. ووفق فريق البحث، لا يزال من الممكن إصابة كبار السن بالعدوى؛ لكن عدوى الطفولة ستوفر حماية مناعية ضد الأمراض. معدل الوفيات بكورونا سيقل عن الأنفلونزا تفترض جيني لافين من جامعة إموري في أتلانتا وفريقها، أن المناعة ضد فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة والذي‏ يعرف اختصارًا بـSARS-CoV-2 مماثلة لتلك المناعة المكونة ضد الأنواع الأخرى من فيروس كورونا. ونادرًا ما يحدث أن يواجه البالغون الفيروس لأول مرة في حياتهم، وهذا قد يفسر عدم ضررهم، وفق موقع mdr؛ لذلك يفترض الباحثون أن معدل الوفيات بفيروس كورونا سيكون أقل من معدل الأنفلونزا الموسمية على المدى الطويل، أي أقل من 0.1%. هل تصدق توقعات العلماء؟ يعتقد زميل لافين أوتار بيورنستاد في جامعة ولاية بنسلفانيا، أن معدل الوفيات المرتفع والحاجة إلى التطعيم؛ سيصبحان شيئًا من الماضي قريبًا. "ينبغي بذل أقصى الجهود للتغلب على هذا الوباء الذي في طريقه إلى أن يصبح متوطنًا". فهل يتحقق ذلك وتَصْدُق توقعات هؤلاء العلماء؟ سؤال نترك الجواب عليه للزمن.

مشاركة :