هيلاري تفتش في أوراقٍ قديمة

  • 1/18/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

«المنشق» هو عنوان فيلم بائسٍ فاشل لم تكتب له «النجاح» الذي خططت له الجهة الخفية الممولة ولم يحدث الفرقعة المتوقعة، فأصيب منتجوه وممولوه بخيبة وصدمة كبيرة. والمنشق فيلم يعود متأخرًا للنبش في قضية الصحفي المرحوم جمال خاشقجي التي قال فيها القضاء السعودي كلمة الفصل وأسدل الستار عليها. وعاد المنتجون والجهة الممولة من جديد في سيناريو هجوم آخر واستهدافٍ معتادٍ للرياض فأنتجوا الفيلم الذي مُني بفشلٍ في بداية عرضه ولم يترك أثرًا يذكر إلى درجة أن شركة «نيتفلكس» رفضت عرضه مما ضاعف من حجم خيبة المنتجين المجهولين الواقفين خلفه. احتار دليلهم وضاعت بوصلتهم، ويبدو أن أحدًا خائبًا مثلهم أشار عليهم بشراء موقف هيلاري كلينتون، وتم ترتيب جس النبض الجماهيري بتغريدة كتبتها المذكورة نشرتها في حسابها في تويتر دعت فيها بأسلوب ترويجي دعائي الجمهور لمشاهدة «المنشق» الذي وصفته بأنه «وثائقي بشكل مذهل» حسب تعبيرها، فسجلت بتلك التغريدة سقطةً أخرى من سقطاتها وتعثراتها المكشوفة. هيلاري التي غربت شمسها تعيش مرحلة محرجة في خريف عمرها، فهي لم تترك «تاريخًا دبلوماسيًا» يمكن أن يبقيها في ذاكرة العالم كما في حالة هنري كسينجر مثلاً، بل إن تاريخها السياسي والدبلوماسي ورَّط الادارات الامريكية بأعباءٍ ثقال، والشرق الأوسط والخليج خصوصًا، لم ولن ينسى سوء مواقفها وخطورة ترتيباتها في العام 2011، فكل بصمةٍ تركتها وراءها هنا كانت سوداء مكروهة من شعوب المنطقة. هيلاري من خلال ترويجها الدعائي لفيلم فاشل، يبين أنها مملوءة حد الانفجار حقدًا وطلبًا للثأر الذاتي من دول الخليج العربية. وبالنتيجة فالمرأة تقودها انفعالاتها المكتومة، واذا ما وجدت فرصةً للانتقام والثأر لذاتها، فهي تندفع في ردات فعل لا يمكن أن تصدر ممن مارس العمل الدبلوماسي لسنوات لأكبر دولة في العالم، فتقع من جديد في أخطاء قاتلة وكأنها من جماعة «الردح» الذي شاع في «ربيعهم» سيئ الذكر والنتائج. صحيح أنها خططت لذلك المسمى «ربيعًا» لكنها لم تتعلم الدرس، ولم تعلق جراحها وتتجاوز فشل مخططاتها وهزيمة مشروعها الذي راهنت عليه. لذا فهي إن ظلت مستسلمةً لردات الفعل وتبحث عن سانحة «انتقام وثأر» فستتكرر سقطاتها، وتتحول من دبلوماسية إلى مغردة تبحث عن الإثارة لتقودها إلى خيبة أخرى. خريف العمر وخريف الشهرة وذاكرة الفشل عوامل نفسية تتنازع هيلاري وهي تودع ما تبقى لها من قدرة على النشاط والحضور والحركة فلا تتروى قبل الإقدام على توريط نفسها حتى في الدعاية والإعلان المدفوع الثمن لفيلم فاشل، سقط عند أول عرض له. هيلاري تفتشُ في الأوراق القديمة عليها تعثر بين بقاياها ومخلفاتها عما يمكن له أن يُشفي عندها عقدة الثأر والانتقام، فصدمها الفشل من جديد، ليحفر عميقًا في ذاتٍ مازالت تنزف على هزيمة مشروعٍ لها اندحر وانتهى. هيلاري، لملمي أوراقك القديمة واحملي بضاعتك إلى حديقة منزلك، والعقي جرح مشروعك الفاشل، لعلك تُشفين مما علق بنفسيتك في خريف عمرك.

مشاركة :