استقبل مركز التدريب بالمنامة في القوات المسلحة، شباب الوطن من مجندي الدفعة الـ15 للخدمة الوطنية التأسيسية «المجموعة الأولى» الخاصة بالموظفين، وسط إجراءات وقائية واحترازية لضمان سلامتهم، واتخاذ كل الإجراءات لتوفير الحماية القصوى لكل مجندي الخدمة الوطنية من أجل الحفاظ عليهم وحمايتهم من الجائحة، تحت إشراف مستشفى زايد العسكري. وتوافد الملتحقون بالخدمة الوطنية على مركز المنامة منذ الصباح، وتم تسجيلهم في الدورة وتسليم جميع الملتحقين متطلبات المجندين من ملابس وعهدة خاصة بهم، وجرى تعريفهم بالمعسكر والنظام الداخلي، إضافة إلى تنظيم محاضرات من قبل المدربين قبل افتتاح الدورة التدريبية، حيث أظهر الطلبة إقبالاً كبيراً وحماساً وثقةً بالالتحاق بالخدمة الوطنية. وكانت مراحل الاستقبال تسير بصورة ممتازة من ضبط والتزام، ابتداءً من مرحلة الاستقبال والتسجيل، مروراً بجميع مراحل التدريب، ويعد ذلك من أساسيات التدريب؛ حتى يكون مجند الخدمة الوطنية قادراً جسدياً ونفسياً على تحمل أقصى الضغوط البدنية والعقلية والنفسية، دون فقدان قدرته على تطبيق مهاراته وتأهيله للمستقبل جندياً احتياطياً يحمي وطنه. ويركز برنامج الخدمة الوطنية في المرحلة الأولى على تحويل المجندين من الصبغة المدنية إلى الصبغة العسكرية، من خلال التدريبات العسكرية وحمل السلاح واستخدامه، وتعويدهم على الضبط والربط العسكري، وتعزيز مستوى لياقتهم البدنية، وترسيخ القيم الوطنية في نفوسهم، وصقل مهاراتهم القيادية وتطويرها، ليبدأ بعد ذلك إعداد وتأهيل المجندين المتطوعين في الحدث الدولي «إكسبو 2020 دبي» من خلال مجموعة من الدورات التدريبية لضمان القيام بالأدوار المناطة بهم، وتنفيذ المهام الموكلة إليهم على أكمل وجه وإتقان واحترافية. ويأتي انعقاد هذه الدورة الاستثنائية في إطار مواكبة استراتيجية الدولة نحو تمكين الكوادر الوطنية ورفدها بالمهارات التخصصية والمهنية. يذكر أن هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية ومكتب «إكسبو 2020 دبي» وقعاً مذكرة تفاهم تهدف إلى مشاركة منتسبي الخدمة الوطنية والاحتياطية في «إكسبو 2020 دبي»، حيث سيشارك منتسبو الخدمة الوطنية والاحتياطية مع نحو 30.000 متطوع في الترحيب بالعالم على أرض دولة الإمارات واستقبال الملايين من الزوار خلال فترة الحدث الدولي الممتدة على مدار ستة أشهر، من أكتوبر 2021 ولغاية أبريل 2022، حيث سيؤدي المجندون مهاماً مختلفة تهدف إلى توفير تجربة استثنائية لزوار «إكسبو» والدول المشاركة في هذا الحدث الدولي الذي يمثل حافزاً ومكسباً كبيراً للدولة، وسيعزز الصورة المشرقة لإمارة دبي بما يفوق التوقعات، وسيترك دون شك إرثاً مميزاً للأجيال القادمة وكل أبنائها المواطنين والمقيمين، الأمر الذي سيسهم في عكس صورة إيجابية عن مجتمع دولة الإمارات، علاوة على مساهمة «الهيئة» في تشكيل قاعدة من المتطوعين وصقلهم بالطريقة الأمنية المناسبة للمستقبل. وبهذه المناسبة، قال اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية: «حرصاً من هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية على المشاركة والتعاون بما يخدم المصلحة العامة، سيشارك منتسبو الخدمة الوطنية الدفعة الـ 15 في تنظيم حدث (إكسبو 2021 دبي)، وذلك من خلال قاعدة من المجندين سيتم صقلهم بالطريقة الأمنية المناسبة للمستقبل عبر دبلوم يتضمن برامج وسبع وحدات معتمدة دولياً، هي المهارات الأساسية المقترنة بالتطوع، والمهارات الأمنية، والإمارات تاريخ وحاضر، وثقافة (إكسبو) والتواصل الحضاري، والمهارات الميدانية، ومهارات التعامل مع أصحاب الهمم، بالإضافة إلى المهارات التخصصية مثل تقنية المعلومات والإعلام والتسويق والأمن والسلامة وغيرها الكثير». وأضاف: «اتخذت دولة الإمارات خطوات ملحوظة لتعزيز سلامة وأمن الدولة مع تهيئة الفرصة للشباب الإماراتي لبناء شخصياتهم من خلال خدمتهم لوطنهم». وأوضح أنه كان للاطلاع والاستفادة من أفضل المعايير العالمية المطبقة في مجال التدريب والخدمة الوطنية أكبر الأثر في نجاح انطلاق البرنامج، هذا إلى جانب تعاون المجتمع الإماراتي وإقباله الشديد على البرنامج، حيث كسبت الخدمة الوطنية الثقة والاحترام بين شرائح المجتمع ولمسوا فوائدها وآثارها الإيجابية على أبنائهم وذويهم. وقال: إن لاستراتيجية برنامج الخدمة الوطنية والاحتياطية منهجية توضح الرؤية والرسالة والغايات والأهداف الاستراتيجية للخدمة الوطنية والاحتياطية، وتضع خريطة طريق واضحة للمبادرات والأنشطة المستقبلية المطلوب ترجمتها عملياً على أرض الواقع، ويشترك في هذه العملية أصحاب العلاقة من الجهات المعنية داخل وخارج القوات المسلحة للتأكد من الاستثمار الأمثل للوقت والجهد وتحديد أولويات العمل وتنفيذ المبادرات الضرورية. وأكد اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان قدرة الدولة في المضي قدماً وإكمال مسيرة التقدم والتطور، مع المحافظة على القيم والعادات والتقاليد والموروث الحضاري بوجود جيل قوي بدنياً وفكرياً وصحياً ومعرفياً، جيل واثق من نفسه لديه ولاء وانتماء حقيقي لوطنه وقيادته، يمتلك مقومات الشخصية المتكاملة التي تمكنه من مواجهة التحديات والدفاع عن وطنه بقوة وشجاعة، وهذا الدور ساهم فيه برنامج الخدمة الوطنية والاحتياطية بشكل كبير. وأشار إلى أن العسكريين العاملين على برنامج الخدمة الوطنية والخدمة الاحتياطية يلعبون دوراً أساسياً في نجاح البرنامج وزرع الثقة في نفوس المجندين والمجتمع تجاه أسلوب الإدارة والتطبيق للبرنامج، حيث إنهم يؤدون مهامهم بناء على التوجيهات والتعليمات الصادرة من المستوى الأعلى بشكل احترافي، مع مراعاة العدل والمساواة في التعامل مع شؤون المجندين والحرص على أن يكونوا قدوة حسنة للمجندين من حيث الانضباط والالتزام والامتثال لأعلى المعايير المهنية والعمل بروح الفريق الواحد، والحيادية والموضوعية في التعامل مع الجميع. مجندو الدفعة: تنظيم إكسبو 2020 شرف أعرب العديد من الشباب المنتسبين عن سعادتهم وفخرهم ببدء خدمتهم الوطنية، وقالوا إنهم ينتظرون هذه اللحظة لدخول مراكز التدريب، مؤمنين بأن الواجب الذي سينالون شرف تأديته قد حان بالدخول للمعسكر التدريبي بشكله العملي، آملين أن يجتازوا تلك المرحلة بشرف وعزة وكرامة، كما هو الحال في الخدمة العسكرية. وأكد مجندو الدفعة الـ15 للخدمة الوطنية التأسيسية «المجموعة الأولى» أن تنظيم إكسبو 2020 هو شرف لدولة الإمارات العربية المتحدة ولدول الخليج والعرب، وسوف نكون جديرين بهذه المكانة ولتتميز دولة الإمارات لتكون في مقدمة الدول العربية التي تستضيف هذا المحفل الدولي، وسوف تتميز به وبتنظيمه وبأبنائها، سواء الموظفون أو المتطوعون، وعلينا أن نتكاتف جميعاً في هذا المحفل، وأن تكون أيادينا متراصة بأيادي بعض، وأن ننظر دائماً إلى الأمام وشعارنا التفاؤل والجد والاجتهاد، لكي تكون خطواتنا متسارعة إلى الريادة العالمية. وقال الشقيقان عبدالرحمن وعبدالله حمد الكثيري: إن دافع التجنيد هو حب الوطن والرغبة في الذود عنه وحمايته، ويتجسد ذلك بالفعل من خلال الالتحاق في الخدمة الوطنية التي تعتبر فرصة للتعرف إلى طبيعة الحياة العسكرية والتدريب على حمل السلاح وفكه وتركيبه واستخدامه، إضافة إلى اكتساب مهارات الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية والانضباط. قال المجند عبدالله مبارك الجناحي: إن الالتحاق بالخدمة الوطنية يدل على الروح الوطنية العالية والشعور بالمسؤولية الوطنية، وتأصيل قيم الولاء والانتماء لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، والقيام بالدور الوطني في حماية تراب الوطن، وصون منجزاته ومكتسباته. وأضاف: «إن الانضمام إلى فريق (إكسبو 2020) سيوفر لي فرصاً لا تضاهى لتطوير معارفي وصقل مهاراتي، كما سيتيح لي إمكانية التطور والنمو على الصعيدين الشخصي والمهني، جنباً إلى جنب مع زملائي من المتطوعين الآخرين. نحن جميعاً هنا نعمل يداً بيد من أجل تنظيم (إكسبو) استثنائي يحقق نجاحاً باهراً ويترك أثراً عميقاً في نفوس جميع زواره، وأنا سعيد وفخور للغاية بكوني جزءاً من هذا الحدث التاريخي العالمي». رد الجميل قال المجند مانع محمد الشحي: «إن مشاركته في الخدمة الوطنية تُعد رداً للجميل تجاه الوطن وقيادته التي حرصت وسهرت على أمنه وأمانه، الأمر الذي يتطلب منهم العطاء المستمر والتلبية لندائه وخدمته والحفاظ على سلامة أراضيه، وإنه يشعر بالفخر كونه ضمن هذه الكوكبة من أبناء الوطن، ليكونوا جنوداً في خدمة الوطن والدفاع عنه، واكتساب مهارات الدفاع عن النفس والانضباط وتحمل المسؤولية، معبراً عن سعادته بالانضمام لمثل هذا النوع من الدورات التي ستأهله للمشاركة في أكبر حدث دولي (إكسبو 2020) وبين أن خدمة الوطن شرف كبير لا يضاهيه شرف».
مشاركة :