كل منا له عالمه الخاص وصارع الحياة وكافح وخسر... وربح وبكى..وضحك وندم... وسقط مرات ونجح مرة... واستسلم لليأس في لحظة ضعف... ونهض من وحل التشاؤم في لحظات كثيرة... إذاً هذه هي الحياة «انا خلقنا الانسان في كبد»، فمن خلال صراعنا وكفاحنا في الحياة... تشكلت شخصياتنا وتبلورت نظرياتنا وتعلمنا الكثير والكثير... فما تعلمته انا يختلف عما تعلمه شخص آخر... فلكل منا له طريقته تعلمت انني بالامس كنت طفلة بريئة واليوم شابة تنبض بالحياة وغدا سأكون في أرذل العمر وصديقة للعكاز والدواء فلماذا التكبر؟... تعلمت ان اتمنى الخير لكل الناس وافرح لفرحهم واحزن لحزنهم... تعلمت اذا السر خرج من لساني انتشر... تعلمت ان احترم العقول ولا اثق بها... تعلمت ان افرح بالقليل قبل الكثير... تعلمت الا اضع الناس في مكانة لا يستحقونها، تعلمت ان اكون صديقة لنفسي ولا اكون عدوة نفسي... فلذلك الحياة علمتني الكثير والكثير، علمتني الحياة ان اكون كالنجم الذي يقضي عمره كله من اجل بث النور للجميع من دون ان ينتظر من احد يرفع راسه ويقول شكرا... فحقيقة الانسان ليست بما يظهره لك بل بما يفعل لاجلك، لذلك اذا اردت ان تعرفه فلا تصغ الى ما يقوله لك بل انظر الى ما يفعله لاجلك... فمن وضع نفسه في موقع الشبهات فلا يلوم من اساء به الظن... فبعض الكلمات ان بقيت بداخلنا تقتلنا وان خرجت فنحن بها مقتولون، فلا في الصمت راحة ولا في البوح راحة... فلا اكثر الناس ينتبه للاشياء الجميلة التي تفعلها من اجلهم الا بعد ان تتوقف عن فعلها... فإن لم تكن قادرا على تشجيع شخص فلا تكن سببا في تحطيم ابداعه... فمهما واجهتك الحياة بمصاعبها وهمومها، فتذكر ان الحياة كالكتاب كل ما عليك فعله هو قلب الصفحة وبدء صفحة جديدة، فالبعض يعيش معه عمر لا تذكر منه لحظة والبعض تعيش معه لحظة تذكرها طول العمر، لان المواقف هي التي تحتل القلوب وليس الزمان... فمعرفة الناس لا تقاس بالزمن أو السنين، ولكن بطيبة القلوب وجمال الاسلوب... فاحيانا تكون الحياة كالماء لا طعم ولا لون ولا رائحة، ولكننا مجبورين ان نشربها للاستمرار فقط... فالجيوب الفارغة لم تمنع احدا من ادراك النجاح، بل العقول الفارغة والقلوب الخاوية هي التي تفعل ذلك... فاجمل ما في الحياة ان تتقاسمها مع انسان يعرف معنى وجودك، يعرف صدق شعورك يشفي لك جروحك يخلص لك غيابك ويبحث عنك حتى في وجودك... وجميل ان تتجاهل حزنا عميقا داخلك وتقول قدر الله وما شاء فعل... فلن تقابل شخصا بالصدفة...القدر حدد ذلك لانه يحمل لك رسالة فتذكر ان كل شخص تلتقي به يحمل لك رسالة دونها فقد تحتاجها في المستقبل... فالاصدقاء لا يتغيرون بل نحن من نتسرع في ان نعد البعض اصدقاء... والا ابالغ في حب اي كائن يدب على ارضها لأن مصيره الرحيل او الفراق او الفناء... وعندما تكتشف انتهاء مدة صلاحيتك في قلوبهم لا تضيع وقتك في استفسارات، احمل ما تبقى من كبريائك وارحل، فالصديق وقت الضيق فكن صديقا للقرآن وسيأتيك فى وقت الضيق متحدثا شافعا لك يوم القيامة... علمتني الحياة ان اكون في الدنيا كأنك كعابر سبيل ففي المدرسة يعلمونك الدرس ومن ثم يختبرونك اما الحياة فتختبرك ومن ثم تعلمك الدرس... فتكون صدمة حينما نسكب كل مشاعرنا مرة واحدة، ونكتشف ان الإناء الذي حواها مكسورا فثمة اشخاص نخشى عليهم من الانكسار لفرط محبتنا لهم فنفاجأ بهم وقد كسرونا... فأمر طبيعي ان يطعنك احد في ظهرك ولكن حين تلتفت وتجده اعز اصدقائك فهذه المصيبة الحقيقية فالاصدقاء يتساقطون عاما بعد عام بعضهم يسقط من القلب وبعضهم من الذاكرة والبعض يسقط من العين... علمتني الحياة ان الصخور تسد الطريق امام الضعفاء، بينما يرتكز عليها الأقوياء للوصول الى القمة، فالحياة كالطريق الملتف كل شيء تفعله سيعود اليك يوما ما، لذا افعل كل ما هو جميل فهو مردود اليك... فلن ابكي وحيدا كي لا اسبب الحزن لمن حولي، وان اسجل شكواي على اوراقي... فهذه هي الحياة شئت ام ابيت لن تكبر من دون أن تتألم ولن تتعلم من دون ان تخطئ، ولن تنجح من دون ان تفشل ولن تحب من دون ان تفقد... فحياة الانسان ليست طويلة بما يكفي ليجرب كل شيء وليست قصيرة بما يكفي ليتذكر كل شيء ولكنها جميلة بما يكفي اذا عرف انها لا تساوي شيء. * كاتبة وإعلامية كويتية Ssahaheenn@hotmail.com Follow Me@ sshaheen9 instagram:u20storiess instagram:u20magazine