حديث / طلّقني... كلمة تقتل الرجل | فضاء كويتي

  • 8/3/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طلقني... طلقني، طلقني... كلمة سهلة اصبحت على لسان زوجات هذا الجيل، فقديما كانت كلمة طلقني كلمة صعبة على الأذن لأنها تفقد الزواج قيمته وقدسيته، لا تستطيع أي زوجة أن تقولها فالكلمة ذاتها لم تكن واردة في قاموس أي سيدة ولكنها الآن أصبحت كلمة عادية تذكر في كل البيوت خصوصا العربية حيث أصبحت ظاهرة منتشرة جداً والسؤال لماذا أصبحت كلمة الطلاق سهلة ومنتشرة أو لماذا أصبحت المرأة المتزوجة تقولها بسهولة عند حدوث أي مشكلة؟ باعتقادي أن هناك بعض الاسباب التي تجعل الزوجة تقولها فمثلا ان وجدت هناك علاقة غير شرعية (خيانة)، او تتعرض لضغوط ومشاكل من قبل اهل زوجها، لا ينفق مادياً على بيته واسرته أو يضربها باستمرار أي يعاملها بعنف والبعض منهن تقولها لأنها تدرك أن القانون ينصف المرأة والزوج مهدد بها... والبعض منهن تقولها في حالة الغضب أو عند وقوع مشكلة ما بينهما فالزوجة هنا تطلق كلمتها من دون التفكير بعقلانية لتقول له طلقني... وهنا يشعر الزوج بالغصة وتبدأ ملامحه تتغير ويصمت للحظات ليفكر وهو ينظر اليها زافراً بقوة قائلاً (ولييه... طلاق عيل المعاش مات وراه نفقة الزوجة ونفقة الاطفال... خادمة... سائق... ايجار شقة... مدارس... وغيرها وينكسر كبرياؤه لأنه يشعر أن هذه المرأة لا تريده ولا تشعره بالأمان، وستتدهور حياته المادية بعد تنفيذها في كل لحظة شجار وغضب ستكررها ففي هذه اللحظة ربما نجد الرجل إما أن يكظم غيضه ولا يطلقها وإما أن ينفجر ويطلقها لحظة ثورته وغضبه قائلاً: (الى اخلقج خلق غيرج... روحه بلا ردة) وفي كلا الحالتين المرأة خاسرة لأنه إن طلقها فستندم بعد أن تهدأ على طلبها وتبكي دموعا أما إذا لم يطلقها فهي خسرت شيئا آخر مهماً سيبقي معها طول حياتها ولن ينساه زوجها لها وهو يذكرها بتلك الكلمة التى جرحته. فالمرأة ان طلبت الطلاق من زوجها في لحظة غضب فلا يكون قصدها انها تريد الطلاق ولكن المرأة من شدة حساسيتها وعاطفتها وفطرتها التي تختلف فيها عن الرجل، فقد تصل للحظة غضب من دون التفكير بعقلانية لتقذفها من دون ان تشعر قائلة (طلقني) ولكن هي لا تريد ذلك ويكون معنى طلبها في هذه اللحظة ليس معنى الطلاق (طلقني) واخرجني من حياتك نهائيا ولكن اعتقد انها تريده في هذه اللحظة ان يصمت ويرحل من المكان الذي هي فيه فتجدها لا شعوريا تنطق الكلمة كرد فعل معاكس لما تريده، ويتحكم في مفردات غضبها وليس عقلها في هذه اللحظة... تريده ان يتحكم في مفرداتها غضبها وليس عقلها فيجب على الزوج الحكيم والعاقل في هذه اللحظة اذا صدر من زوجته ذلك ان يترك البيت ويخرج ويترك زوجته تهدأ وهو يهدأ وربما عندما يعود يسأل زوجته لم طلبتي الطلاق؟ فتجدها مباشرة تقول له لم اكن اقصد ولكن غضبي منك... وتصرف الزوجة الخاطئ سيجعلها تفقد احترام وحب زوجها لها شيئا فشيئا، ولكن ان حصل فالرجل عليه ان يراعي ذلك ولا يسرع بالطلاق لحظة الغضب... فبعض الفتيات تستخدمن تلك الكلمة عندما يردن تهديد الرجل وإشعاره انهن من الممكن ان يبعدن عنه او تركه وفي الحقيقة هن لا يردن الطلاق ومن ثم يندمن عليه بعدما يقوم بتنفيذ طلبها... والبعض يقلنها عندما يجدن خيانة زوجية متكررة او عندما يسلب مالهن او راتبهن الشهري او يحرمهن من زيارة أسرهن... ومن الممكن ان تكون الزوجة التي لديها اطفال تفكر قليلا بعقلانية ولا تنطقها بسهولة وتتحمل عيوبه او الحياة الصعبة لأنها تفكر بمشاعر اطفالها واستقرارهم وتضحي بمشاعرها، ومنهن لا تفكر نهائيا بالاطفال فالحياة بالنسبة لها جميلة ويمكنها ان تتكيف مع المجتمع من غير زوج، فقوة التحمل اختفت تماما من الرجل والمرأة ومن حق السيدة ان تطلب الطلاق عندما يكون هذا القرار سليما لكن من دون تسرع. وعندما يفكر احد الزوجين جدياً في اتخاذ قرار الطلاق، وقد يترجم فعليا الى الخروج من المنزل نهائيا او ربما العودة اليه مرة اخرى، وقد تتكرر هذه العملية مرات عدة ولكن في النهاية يكون القرار موجوداً ويترجم عملياً ويتم الاعلان عنه بصورة علنية، وتتم مناقشته خارج نطاق عش الزوجية كالاهل والاصدقاء... وبعدما يتم بصورته الرسمية، فالبعض يشعر بالفرح ولكن سرعان ما تختفي هذه الفرحة ويذهب النشاط ويتحول الى خمول وتبدأ مرحلة الحزن الفعلي للطلاق... وتظهر اعراض نفسية ومشاعر كثيرة منها الحزن الشديد والألم الكثير والغضب الشديد على الذات او على الطرف الآخر، والبعض يحوّل هذا الغضب الى الأهل سواء اهله او اهل الطرف الثاني... الشعور الشديد بالذنب يستمر وقد يلوم الشخص نفسه بانه مقصر في عمل معين او يلوم نفسه لماذا قدم وضحى في سبيل هذا الزوج... فهي اثناء زواجها كانت لا ترى عيوبه لأنها تحبه وبعد الطلاق تتذكرها لتقول (ضيعت شبابي ودم قلبي وما يستاهلني) او (حسافة على اللي عطيته... وشنهو خذيت من الزواج والله لا ارفع عليه قضية وراها قضية وانتف معاشه عشان ما يذوق الراحة ولا يقدر يتزوج بحرمة ثانية)، وتبدأ تعيش الزوجة مرحلة اكتئاب، فالطلاق هو في الواقع موت الزواج ونهايته. * كاتبة وإعلامية كويتية Ssahaheenn@hotmail.com Follow Me@ sshaheen9 instagram:u20storiess

مشاركة :