ما في خاطري / البحث عن السعادة | فضاء كويتي

  • 8/31/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

(أعطني جرعتي الأولى)... هكذا كان يقول المغني الأميركي المعروف الراحل ألفيس بيرسلي حين يبدأ روتينه اليومي، وتتبع هذه الجرعة جرعات أخرى من العقاقير لكي تساعده على النوم بعد ليلة من الغناء المجهد، فقبل أن ينام يقوم العاملون في مطبخه بإعداد كميات كبيرة من الطعام لكي يلتهمها قبل أن يخلد للنوم فيظل يأكل بشراهة حتى ينام، وفي الليلة التي مات فيها ألفيس أخذ جرعاته كلها في جرعه واحدة كان فيها مقتله. فدعونا نتساءل لماذا عمد شخص حظي بكل هذه الشهرة العالمية وبكل ذلك الحب من معجبيه والذي نال في الظاهر كل ما يمكن أن يحلم به لمثل هذا السلوك؟ لم عمد إلى تدمير جسمه بهذه الصورة التي أدت إلى موته بالنهاية؟، فيقول أخو الفيس ديفيد ستانلي: ان السبب هو لأنه كان يفضل أن يظل فاقد الإحساس تحت تأثير المخدر على أن يكون واعياً وبائسا. فهناك أيضاً الكثير من المشاهير لاقوا المصير نفسه، فهم وصلوا للنجومية التي حلموا بها ولكن لم يجدوا السعادة، فهم بالواقع لم يكونوا يعرفون ماذا يريدون من الحياة وكانوا ينغمسون بالألم على الرغم من النجاح وملايين المعجبين الذين يغمرونهم بالحب، فكانوا عندما يشعرون بالكآبة يبحثون عن جوانب مادية لكي يشعرون بالسعادة وربطوا سعادتهم بشيء مادي، وهذا الذي جعلهم يضيعون السعادة. فمن منا لا يبحث عن السعادة ولكن القليل منا يعرف الطرق التي تؤدي إليها ودائماً يكون لدينا اعتقاد ان الوسائل المادية هي الطريق للسعادة فنربط سعادتنا مثلاً بسيارة جديدة نشتريها أو أموال تدخل حساباتنا البنكية، متناسين ان أول الطرق التي تؤدي إلى السعادة هي الإيمان بالله ومن يحيد عن الإيمان يجد حياته مليئة بالحزن كما قال الله تعالى في كتابه العزيز (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكا )ً، فمن يملك اليقين والإيمان في قلبه فسيفوض أمره لله تعالى فيكون عنده إيمان كامل بأن هناك خالقا عظيما يقف معه في كل موقف صعب يمر به ومن يملك القناعة سيعيش مرتاح البال فكن مقتنعاً بما تملك وانظر لما تملك ولا تنظر إلى مالا تملك وإذا أتيحت لك الفرصة للتغيير الأفضل فاسعى لها، واستشعر النعم الكثيرة التي أنعمها الله عليك ستجد إن السعادة تطرق بابك ولكن أنت لا تجيب فكما قال الكاتب الروسي تولستوي: إننا نبحث عن السعادة غالباً وهي قريبة منا كما نبحث في كثير من الأحيان عن النظارة وهي فوق عيوننا، ومن يريد أن يصل للسعادة يجب أن ينظر للجوانب الإيجابية في أي موقف يتعرض له ولا يشغل باله بالأمور السلبية، وكن متفائلا، وتفكر جيداً بأحبابك وامتنانهم لك ستجد نفسك سعيداً بهذه العلاقات التي تمتلكها، وحدد لك أهدافا قصيرة وطويلة المدى لكي يكون لديك حافز للإنجاز والشعور بالإنجاز والنجاح يجعلك تعيش لحظات سعيدة أنت تستحقها، وأحسن الظن بالآخرين لكي يرتاح بالك، وبادر بالعطاء فان لذة العطاء أجمل من لذة الأخذ وأجمل عطاء هو بر الوالدين ففي برهما سعادة لا يستطيع أحد أن يصفها. كل الذي ذكرته في الفقرة السابقة ليس له علاقه بمال تمتلكه ولا بقصور تسكن فيها فكم من إنسان كان يمتلك كل الأمور المادية المتاحة، ولكنه لا يستطيع أن ينام مرتاح البال بسبب امتلاء قلبه بالحسد والكره للآخرين وكم من إنسان يعيش حياه بسيطة، ولكنه ينام مرتاح البال وسعيداً بما يملك، وأخيراً نستشهد بقول الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله (عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك، عش بالإيمان، عش بالأمل، عش بالحب، عش بالكفاح، عش بالتطبع بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام والأولياء الصالحين، وقدر قيمه الحياة ). * كاتب كويتي Twitter: @Aziz_815

مشاركة :