ما في خاطري / خلّوها تخيس بـ (الأرجنتيني) | فضاء كويتي

  • 9/6/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قبل بضع سنوات استيقظ الشعب الأرجنتيني صباح أحد الأيام، وإذا بتجار الدواجن والبيض كلهم قد اتفقوا على رفع سعر البيض بشكل مفاجئ، ولأن الشعب الأرجنتيني شعب متطور ويفهم الحضارة كان عندما ينزل إلى السوق لشراء البيض فيجد سعره مرتفعاً كان يتركه فهو يقول لنفسه لا يضر إذا لم نأكل البيض لفترة بسيطة، وبعد أيام وكالعادة تأتي سيارة التوزيع الخاصة بشركة الدواجن لتنزل الكميات الجديدة من البيض ولكنهم فوجئوا بأن أصحاب المحال يرفضون إنزال الكميات الجديدة نظراً لان البيض الذي لديهم مازال كما هو لم ينقص فالناس عزفت عن الشراء، وكابر التجار الجشعين وقالوا دعونا ننتظر أياما وانتظروا ولكن هم تناسوا أن الدجاج خلال مدة الانتظار مازال يبيض ويبيض، فتكدس البيض في الثلاجات والمخازن من دون وجود مشترٍ، وبعد أيام فكر التجار الجشعون بأن يبيعوا البيض بسعره السابق قبل الارتفاع ولكن الشعب الأرجنتيني رفض أن يشتري البيض مرة أخرى، فعاد التجار وخفضوا سعر البيض مرة أخرى ولكن الشعب الأرجنتيني رفض الشراء، فكادت عقول التجار تزول فالخسائر تتراكم، فأخيراً اتفق التجار الجشعون على أن يبيعوا البيض بربع سعره قبل الارتفاع مع تقديم اعتذار رسمي للشعب في الصحف بعدم تكرار ما حدث، فانتصر الشعب الأرجنتيني على جشع التجار. فما حدث في الأرجنتين نستطيع أن نكرره في الكويت، فنحن شعب واعٍ ومثقف، ولعل الأيام الأخيرة ونجاح حملة (خلوها... تخيس) خير دليل على دور هذا الشعب الواعي في التحكم في السوق ومحاربة جشع التجار، وهذا الأمر يجب ألا يقتصر فقط على محاربه غلاء أسعار الأسماك فهناك أمور كثيرة تحتاج من الشعب الكويتي وقفة جادة وأهمها هو الارتفاع الملحوظ في أسعار العقار فنجد المواطن يقبل على الشراء والتأجير في بعض المناطق فهذا الأمر جعل التاجر يفكر بزيادة الأسعار فالإقبال كبير والمواطن يدفع، ناهيك عن ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية من دون رقيب أو حسيب وللأسف نجد ردة فعل المواطن خجولة ونجد الإقبال على السلع وبالتالي يتحفز التاجر للاستمرار في جشعه. فدعونا نستمر على هذه الحملات التي ستجعل التاجر يفكر ملياً قبل أن يرفع الأسعار ولا نريد أن تكون هذه الحملات (هبة) وتذهب، فدعونا نقتدي بالشعب الأرجنتيني الذي لقن التجار الجشعين درساً لا ينسونه، ونحن لا نقل شأناً عن الشعب الأرجنتيني بل نفوقهم معرفة وفكراً ولكن الذي ينقصنا هو الإصرار في محاربة هذه الظواهر والإكثار من هذه الحملات لمحاربة غلاء الأسعار، ونحن نعلم أن هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الحكومة وبالأخص وزارة التجارة والصناعة في محاربة ارتفاع الأسعار ونعلم تماماً أن تدخل الحكومة سوف يحل السبب الحقيقي للمشكلة، ولكن أنا في مقالي هذا أوجه الرسالة إلى المواطن وأطالبه بالقيام بدوره على الأقل في التحسين وبالتالي يحدث التغير وهذا الذي نطمح له. * كاتب كويتي Twitter :@Aziz_815

مشاركة :