المعارضة السورية تنعي قائد لواء التوحيد عبد القادر صالح

  • 11/19/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

توفي قائد لواء التوحيد عبد القادر صالح الذي يعتبر من أبرز القادة العسكريين في المعارضة المسلحة الاثنين متأثراً بجروح كان أصيب بها في غارة نفذتها طائرات النظام في منطقة حلب، في ما يعتبر ضربة للمعارضة التي خسرت خلال الأسابيع الماضية الكثير من المواقع الاستراتيجية في مواجهة النظام في حلب. وأصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي انتقده صالح بشدة خلال الفترة الاخيرة بياناً جاء فيه "ارتقى شهيداً المجاهد البطل عبد القادر الصالح، ابن سورية البار، والقائد العسكري للواء التوحيد، متأثراً بجراحه التي أصيب بها في قصف عشوائي نفذه طيران الأسد المجرم على مدينة حلب قبل أيام". وقال البيان إن صالح هو "أول موقدي المظاهرات السلمية في ريف حلب، وأول المقتحمين لمعاقل عصابات الأسد في حلب، ومؤسس لواء التوحيد،"، معتبراً أنه سيكون "رمزاً حياً يعيش في قلوب جميع السوريين يشهدون له بالأمانة والصدق والإخلاص وحسن السيرة". وكان عبد القادر صالح عضواً في هيئة الأركان للجيش السوري الحر كممثل للجبهة الشمالية. إلاّ أنه ورغم تنسيقه مع القيادة العليا للجيش الحر المرتبطة بالائتلاف السوري المعارض، انتقد بشدة الائتلاف الذي اعتبره "لا يمثل مصالح الشعب السوري". وكان يأخذ عليه انقساماته وانصياع قادته لدول خارجية بدلاً من الارتباط ب"القاعدة الثورية". وبرز صالح في معركة حلب التي بدأت في صيف 2012. وجاء في بيان نعيه الصادر عن المجلس الوطني السوري، أبرز مكونات المعارضة السورية، الاثنين "في شهر تموز/يوليو من عام الثورة الثاني، قدمت الثورة السورية، وقدمت حلب وريفها المعطاء، وجهاً مشرقا، وقائداً من الطراز النادر هو عبد القادر صالح". وأضاف أن "عبد القادر صالح المسكون دائماً بهاجس الوحدة ورص الصفوف، أنشأ وقاد لواء التوحيد الذي حرر مساحات شاسعة من ريف حلب، وفاجأ النظام والعالم بدخول حلب وتحرير معظم أجزاء عاصمة سوريا الاقتصادية، ما شكل مرحلة نوعية حاسمة في كسر شوكة النظام المجرم وإجباره على التراجع تلو التراجع". ونعت القيادة العامة للواء التوحيد في فيديو نشر على موقع يوتيوب، عبد القادر صالح، غير أنها لم تعلن تعيين خلف له وقالت إنها "هيّأت بدل القائد قادة وبدل المجاهد مجاهدين" في حين ذكرت صفحات تابعة للمعارضة السورية أنه تم تعيين المقدم المنشق محمد الحمادين قائداً عاماً للواء التوحيد خلفاً لصالح. وكان صالح (33 عاماً) المعروف بـحجي مارع (نسبة الى بلدة مارع في ريف حلب التي يتحدر منها) أصيب بجروح بالغة الخميس في غارة نفذها الطيران الحربي السوري واستهدفت قياديي لواء التوحيد في مدرسة المشاة (شرق حلب). وقتل في الغارة ايضا يوسف العباس المعروف بابو الطيب، المسؤول الامني في اللواء، بينما اصيب القائد العام للواء عبد العزيز سلامة بجروح طفيفة. وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لـ"فرانس برس" أنه "تم نقل صالح الى مستشفى في تركيا حيث توفي، وسيتم نقل جثمانه الى سوريا لمواراته الثرى". ورأى الباحث السويدي آرون لوند الخبير في الشؤون السورية ان مقتل صالح "في وقت يتقدم النظام السوري في حلب، هو خبر سيئ جداً للمعارضة". وقال في مدونة كتبها عنه إن صالح كان يتمتع بـ"الكاريزما"، مشيراً إلى وجوده الدائم مع عناصره على الجبهة، وإلى ظهوره باستمرار على شاشات التلفزيون، معتبرا انه كان "وجها مهما جدا من وجوه الثورة في حلب". ويقول تشارلز ليستر، المحلل في مركز ابحاث "آي اتش اس جاينز" حول قضايا الإرهاب، لـ"فرانس برس" إن صالح "كان كفرد شخصاً مهماً جداً، وكان كثيرون في حلب وفي سورية كلها ينظرون إليه على أنه ممثل فعلاً للثورة". ويضيف "يتحدر من محيط متواضع ويجاهر بانتمائه الإسلامي، لكنه كان منفتحا على الرغم من ذلك، وأقام علاقات وطيدة مع معظم المجموعات المقاتلة على اختلاف انتماءاتها". ويرى بدوره ان مقتل صالح سيشكل "ضربة كبيرة" للمعارضة المسلحة، لكنه قد يشكل أيضاً حافزاً لها للقيام بهجوم مضاد بعد التقدم الأخير الذي أحرزه النظام. ويحظى عبد القادر صالح بشعبية كبيرة بين المقاتلين والناشطين الذين ملأوا صفحات التواصل الاجتماعي على الانترنت بتعابير الاشادة به وبانجازاته. وأنشئت فور إعلان وفاته صفحة على موقع "فيسبوك" حملت اسم "الشهيد البطل عبد القادر صالح" حصدت خلال ساعات حوالى 5500 تأييد. وينتمي عبد القادر صالح الى التيار الاسلامي في سورية من دون أن يكون متطرفاً. وكانت علاقته متوترة مع "دولة الاسلام في العراق والشام" (داعش). وتحدث مراراً عن "اختلاف لا خلاف" مع جبهة النصرة المرتبطة كالدولة الاسلامية بتنظيم "القاعدة". لكنه كان ينسق مع النصرة في العمليات على الارض. وفي مقابلة مع "فرانس برس" في ريف حلب في آذار/مارس 2013، قال صالح "الناس يسألوننا: أي دولة تريدون؟ أي نظام سياسي؟ نحن في سورية مسلمون بنسبة 85 في المئة. نرغب بدولة إسلامية، لكننا نريدها منتخبة من الشعب". وشكا من غياب الدعم الحقيقي من الدول التي تقول انها مؤيدة للمعارضة، قائلاً "ليست إلاّ وعود. لم نحصل على أي دعم فعلي وحاسم يمكننا من الفوز بالمعركة". وعبد القادر صالح متزوج وله خمسة أولاد. كان يعمل في تجارة الحبوب والمواد الغذائية قبل ان يحمل السلاح بعد تحول النزاع في سوريا الى العسكرة. وكان من أول المنظمين للنشاط السلمي والتظاهرات في مارع في ريف حلب، وحينها أطلق عليه اسم "حجي مارع". عندما انتقل إلى العمل المسلح، اختير ليكون قائد كتيبة محلية، ثم ليقود مجموعة من الكتائب العسكرية للقتال في الريف الشمالي لحلب، فنشأ "لواء التوحيد" الذي بات يضم حوالي ثمانية آلاف مقاتل وهو مدعوم من جهات عدة أبرزها دولة قطر. ويحسب إجمالاً على حركة "الإخوان المسلمين".

مشاركة :