إفلاس شركات يدق ناقوس الخطر في نفط غربي تكساس

  • 8/31/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحت منطقة غرب تكساس الأمريكية ومنتجوها ومنتجاتها من النفط محور الاهتمام العالمي في الفترة الأخيرة، حيث إنها منبع للجزء الأكبر من إنتاج الولايات المتحدة من النفط. وشهدت خلال العقد الماضي طفرة إنتاجية كبيرة بسبب سيل الاستثمارات التي تدفقت إليها من كل حدب صوب. وصلت معدلات الإنتاج في الحوض البرمي بتكساس إلى مستويات تقارب القياسية، حيث إنها تنتج نحو 2 مليون برميل يومياً وفقاً للأرقام التي أوردتها وكالة معلومات الطاقة، وهي المرة الأولى التي تبلغ فيها الإنتاجية هذه المستويات منذ سبعينات القرن الماضي. وفي الوقت الذي تهاوت فيه أسعار النفط الخام العام الماضي نتيجة لتخمة المعروض وانخفاض الطلب العالمي، يبدو أن الانخفاض الذي صاحبها خلال الفترة الماضية أصبح سمة مميزة لها مع تزايد التكهنات التي تشير إلى المزيد من التهاوي في الأسعار، وذلك بعد أن شهد القطاع على مدار قرن كامل العديد من التقلبات، وبلوغه لذرواته في فترات متقطعة. وبعد أن تم تداول خام غرب تكساس المتوسط دون 40 دولاراً خلال معظم فترات الأسبوع الماضي، فإنه ارتفع الخميس الماضي وتم تداوله عند 41 دولاراً للبرميل، بعد أن كان يبلغ سعر البرميل منه أكثر من 90 دولاراً قبل عام من الآن. وانخفضت أعداد منصات الحفر في المنطقة بصورة دراماتيكية وبنسبة تخطت ال 55 في المئة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد أن انخفضت أنشطة شركات النفط والحفر فيها. وقال ستيفن برويت مدير شركة إليفيشن ريصورسز التي تعمل في المنطقة إن أسعار النفط الحالية لا تشجع على حفر المزيد من الآبار في الأراضي الأمريكية. وتنتج الشركة المذكورة حالياً نحو 3000 برميل علاوة على 8 ملايين قدم مربعة من الغاز الطبيعي يومياً تنتجها من 3 منصات فقط. وأضاف برويت أن شركته تدرس حالياً إمكانية استمراريتها في ظل الأسعار الحالية التي تبلغ نحو 40 دولاراً للبرميل، وأن من المرجح جداً أن تتوقف الشركة عن أعمال الحفر الجديدة والاكتفاء بالآبار الموجودة تفادياً لارتفاع التكاليف التي لن تغطيها أرباح الشركة في حال استمرار هذا الانهيار في أسعار النفط العالمية. حيث تبلغ تكلفة حفر بئر واحدة جديدة نحو 7 ملايين دولار. وتوقع برويت أن تنخفض أعداد الآبار المنتجة في الحوض، والتي تبلغ 250 بئراً بنسبة تفوق ال 50 في المئة إذا ما حامت أسعار النفط حول 40 دولاراً للبرميل. وقدر محللون تكلفة استخراج النفط من آبار المنطقة بنحو 35-40 دولاراً للبرميل. ما يجعل النفط المستخرج منه الأعلى تكلفة من بين ما يتم إنتاجه في الولايات المتحدة. بيد أن مسؤولين في اتحاد منتجي الحوض البرمي أشاروا إلى أن التكاليف الفعلية تختلف من شركة إلى أخرى، ومن بئر إلى أخرى، وذلك اعتماداً على الكمية التي تنتجها الشركة أو المنصة ووضعها المالي. مشيرين إلى هنالك شركات قادرة على خفض تكاليفها بنسب تصل إلى 50 في المئة. وتوقعت مصادر أن يشهد قطاع إنتاج النفط من الحوض البرمي إفلاس العديد من الشركات العاملة في الحوض، والتي تعاني صعوبات كبيرة في السيولة فضلاً عن الديون التي تثقل كاهلها والمستحقات التي لا يتمكنون من سدادها في تواريخ استحقاقها. إضافة إلى تمنع المؤسسات المالية عن تقديم المزيد من التسهيلات الائتمانية للشركات العاملة في الحوض. وقال مسؤول في أحد الشركات المنتجة في الحوض إن الأوضاع ستكون كارثية على القطاع إذا ما استمرت أسعار النفط في هذا المستوى لفترة تزيد على ستة شهور، حيث إن أكبر الشركات التي تملك إمكانات مالية ضخمة في المنطقة لا يمكنها الصمود لفترة أطول من تلك. انخفاض الإنتاجية ازدادت مخاوف منتجي الحوض البرمي في تكساس من التكهنات التي تذهب في القول إن القطاع سيشهد المزيد من الانخفاض في الإنتاجية، علاوة على الأسعار. حيث لم تعد هنالك أنشطة خاصة بحفر آبار جديدة، وهو ما يشير بصورة واضحة إلى التأزم الكبير الذي يعاني منه القطاع في هذه الفترة. فضلاً عن الصعوبات التي يلقونها في تمويل عملياتهم الإنتاجية والحصول على تسهيلات مصرفية أو قروض جديدة.

مشاركة :