جوبا - اف ب: اتهم المتمردون في جنوب السودان أمس الجيش بخرق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ رسميا أمس من خلال قصف مواقعهم على طول نهر النيل الأبيض،الأمر الذي نفاه الجيش مندداً من جهته بهجوم للمتمردين على قرية. وقال ديكسون غاتلواك المتحدث باسم المتمردين أمس في أديس أبابا، إن "وقف الأعمال العدوانية بدأ في منتصف ليل السبت لكن الحكومة خرقته". وأضاف "إنهم لا ينوون احترامه". وأوضح غاتلواك أن "قافلة عسكرية تضم مركبتين وسبعة زوارق مجهزة بمدافع تتنقل بين بور وبانيجار" في ولايتي جونقلي الشرقية والوحدة الشمالية، وأكد أنهم "يقصفون كلما يرون مواقعنا على ضفة النهر". ورد المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اغير معتبراً أن هذه الاتهامات "مجرد اختلاقات من جانب المتمردين"، وأضاف "لم نُبلغ بأي حادث من أي نوع في المنطقة ". وقال "ليس هناك قوات حكومية في المنطقة" بين بانيجار وبور"، هناك قوات للجيش تتنقل في هذه المنطقة ومن حقها الدفاع عن نفسها ضد من يهاجمها"، من دون أن يوضح ما إذا كانت هذه القوات تعرضت لأي هجوم. كذلك اتهم اغير المتمردين بأنهم هاجموا صباح أمس قرية على بعد ثلاثين كلم شمال شرق بلدة رينك في ولاية النيل الأعلى النفطية التي تشكل ميدانا رئيسيا للمواجهات مع جونقلي والوحدة. وتعذر الاتصال بإيجاد (الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا) التي تولت وساطة في المفاوضات بين طرفي النزاع في العاصمة الأثيوبية وترعى آلية مراقبة وقف النار. وتابع اغير "نريد أن تنشر إيجاد عناصر في كل المناطق للتأكد وتحديد الجهة التي تنتهك وقف إطلاق النار". وأعلن المتمردون من جهتهم أنهم "سيبلغون هيئة إيجاد" التي تضم جيبوتي وأثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال والسودان وجنوب السودان، بالهجمات التي تحدثوا عنها. ووقع الرئيس سالفا كير الأربعاء في جوبا اتفاق السلام، وهذا ما فعله في 17 أغسطس في أديس أبابا زعيم التمرد، نائب الرئيس السابق رياك مشار. وينص هذا الاتفاق الذي يفترض أن ينهي 20 شهراً من حرب أهلية على دخول "وقف لإطلاق النار" حيز التطبيق في الساعة صفر أمس (21,00 ت غ). وقد وقع كير ومشار اللذان وجهت إليهما تهديدات مباشرة بفرض عقوبات، الاتفاق بضغط قوي من المجتمع الدولي. وأصدرا أوامر خطية لقواتهما بوقف المعارك لدى دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، والبقاء في مواقعها وعدم التحرك إلا في حالة "الدفاع المشروع". وجميع اتفاقات وقف إطلاق النار التي أبرمها حتى الآن كير ومشار منذ بداية النزاع، قد انتهكت في الأيام أو الساعات التي تلت توقيعها. وكان جنوب السودان، أحدث دولة في العالم، أعلن استقلاله في يوليو 2011 بعد نزاع مع الخرطوم استمر عقودا. ثم انزلق مجددا إلى الحرب في ديسمبر 2013، عندما اندلعت معارك في إطار جيش جنوب السودان الذي تعصف به انشقاقات سياسة وإثنية يغذيها التنافس بين كير ومشار. وقبل ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ السبت، تبادل الفريقان تهمة شن هجمات جديدة خصوصا في ولاية النيل الأزرق النفطية.
مشاركة :