بطولة العالم للقوى تسدل الستار.. ونتائج عربية متواضعة

  • 8/31/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

وضع العدَّاء المغربي عبد العاطي إيكيدير حدًا لصيام دام ثماني سنوات لبلاده عن منصات التتويج عندما أحرز برونزية سباق 1500 متر في ختام بطولة العالم لألعاب القوى التي أسدل الستار على منافساتها في بكين أمس بنتائج عربية متواضعة. وأصبح رصيد الدول العربية التي لم تتذوق طعم المعدن الذهبي في بكين، 61 ميدالية عبر تاريخ كل دورات بطولات العالم للقوى بينها 25 ذهبية و19 فضية و17 برونزية وذلك منذ النسخة الأولى عام 1983 في هلسنكي. وسجل إيكيدير بتسجيله 3.34.67 دقيقة ليأتي خلف الكيني إسبيل كيبروب الذي احتفظ بالذهبية مسجلاً 3.34.40 دقيقة، ونال مواطنه إليا مانانغوي الفضية بزمن قدره 3.34.63 دقيقة. وهي الذهبية الثالثة لكيبروب على التوالي في بطولة العالم بعد أن كان توج في 2011 و2013، كما أنه فاز بذهبية السباق في أولمبياد بكين 2008. وحل البطل الأولمبي الجزائري توفيق مخلوفي رابعًا مسجلاً 3.34.76 دقيقة. كما أنها الميدالية العربية الرابعة في البطولة حتى الآن، بعد فضيتي المصري إيهاب عبد الرحمن في رمي الرمح، والتونسي حبيبة لغريبي في سباق 3 آلاف متر موانع، وبرونزية البحرينية أونيس كيروا في سباق الماراثون. ولم يتمكن المغرب من إحراز أي ميدالية منذ أن توجت حسناء بنحسي بفضية سباق 800 متر في دورة أوساكا اليابانية عام 2007، إلى أن نجح إيكيدير أمس في إعادة بلاده إلى منصة التتويج. يذكر أن المغرب أحرز في تاريخ مشاركاته في الدورات السابقة لبطولة العالم لألعاب القوى منذ دورة هلسنكي 1983 حتى دورة موسكو 2013 ما مجموعه 28 ميدالية 10 منها ذهبية و11 فضية و7 برونزية حصدها 10 عدّائين وثلاث عدّاءات، وهو يتصدر ترتيب الدول العربية في هذا المجال. وأحرزت العدّاءة البحرينية أونيس كيروا برونزية سباق الماراثون مسجلة 2.27.39 ساعة. وكانت الذهبية من نصيب الإثيوبية ماري ديبابا (2.27.35 ساعة)، والفضية للكينية هيلا كيبروب (2.27.36 ساعة). أما الكينية الأخرى إدنا كيبلاغات حاملة اللقب في النسختين الأخيرتين عامي 2011 و2013 فاكتفت بالمركز الخامس. وافلت من العرب ميدالية أخرى في اليوم الأخير، بعدما اكتفى القطري معتز برشم بالمركز الرابع في مسابقة الوثب الطويل وهو الذي كان أحد المرشحين للمنافسة على المراكز الثلاثة الأولى، في حين كان الفوز بالذهبية من نصيب الكندي ديريك دروين الذي سجل (2.34 متر)، وأحرز كل من الروسي بوهدان بوندارينكو والصيني هوغيي زهانغ الفضية والبرونزية. وبعد برونزيته في دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012، ثم فضيته في بطولة العالم في موسكو 2013، كان القطري برشم يتطلع للتحليق فوق الجميع في مسابقة الوثب الطويل ومنح بلاده الميدالية الذهبية، وقد تخطى ارتفاع 2.33 متر في أول محاولة له، لكنه أنهى المسابقة في المركز الرابع بعد أن ارتكب خطأ لدى اجتيازه ارتفاع 2.29 متر على أرضية مبتلة. وكانت الأمطار هطلت بغزارة في اليوم الأخير من المنافسات. وأحرزت الألمانية كاترينا موليتور ذهبية مسابقة رمي الرمح وسجلت 67.69 متر فيما نالت الصينية هيو هوي ليو الفضية (66.13) والجنوب أفريقية سونيتي فيلجوين البرونزية (65.79). وانتزعت موليتور الذهبية في محاولتها الأخيرة وسط صمت كبير في ملعب عش الطائر الذي كان يمني النفس بالاحتفال ببطلته المحلية ليو. وهيمنت إثيوبيا على سباق خمسة آلاف متر للسيدات بالفوز بالمراكز الثلاثة الأولى بعدما حققت ألماز إيانا الميدالية الذهبية فيما ذهبت الفضية لسنبيري تيفيري ونالت جنزيبي ديبابا البرونزية لتفشل في تحقيق ثنائية غير مسبوقة. وسجلت إيانا البالغة من العمر 23 عامًا رقمًا قياسيًا على مستوى البطولة بعدما قطعت المسافة في 14 دقيقة و26.83 ثانية لتتفوق بفارق يزيد على 17 ثانية عن مواطنتيها. وكانت ديبابا تطمح لأن تكون أول رياضية تفوز بسباقي 1500 و5000 متر في نفس بطولة العالم أو في دورة الألعاب الأولمبية، لكن تيفيري التي أنهت السباق في 14 دقيقة و44.07 ثانية تفوقت عليها وانتزعت الفضية. وقطعت ديبابا المسافة في 14 دقيقة و44.14 ثانية. ونال رجال الولايات المتحدة ذهبية التتابع 4 مرات 400 متر، في حين كان السباق ذاته من نصيب سيدات جامايكا. وجاء فوز الفريق الأميركي بفضل لاشون ميريت الذي قاد بلاده للذهبية السادسة على التوالي لهذا السباق. ونجح ميريت الذي شارك في المنافسات الخمس السابقة في التفوق على الجامايكي جافون فرانسيس في المرحلة الأخيرة وحقق زمنًا قدره 44.16 ثانية لينجح في عبور خط النهاية بزمن إجمالي للفريق بلغ دقيقتين و57.82 ثانية وهو أفضل زمن هذا العام. وجاء فريق ترينيداد وتوباغو الذي كان متصدرًا في أول ثلاث مراحل من السباق ثانيًا ونال الفضية بزمن قياسي محلي بلغ دقيقتين و58.20 ثانية. وتفوقت بريطانيا على جامايكا ونالت البرونزية بعدما حققت دقيقتين و58.51 ثانية. وخاض فرانسيس المرحلة الأخيرة بقوة، لكن بدا عليه التعب قبل النهاية ليلحق به البريطاني مارتن روني عند خط النهاية. وتصدرت كينيا الترتيب العام للمرة الأولى في تاريخها بعد أن كانت الولايات المتحدة سيدة الموقف في هذا المجال في معظم النسخ السابقة من بطولة العالم. وحصدت كينيا 7 ذهبيات و6 فضيات و16 برونزية، وجامايكا ثانية بـ7 ذهبيات أيضًا وفضيتين و12 برونزية، والولايات المتحدة ثالثة بـ6 ذهبيات ومثلها فضيات ومثلها برونزيات. وسقط في البطولة رقم قياسي واحد كان بطله الأميركي آشتون إيتون في مسابقة العشارية مسجلاً 9045 نقطة. وحطم إيتون رقمه القياسي السابق بفارق 6 نقاط، علما بأنه توج بطلاً أولمبياد في لندن عام 2012، وفي النسخة الأخيرة من بطولة العالم في موسكو قبل سنتين. وأعلن الاتحاد الدولي لألعاب القوى عن اكتشاف حالتي منشطات وقد أوقف العدّاءتين الكينيتين جويس زاكاري (400 متر) وكوكي مانونغا (400 متر حواجز) مؤقتًا لخرقهما القوانين. وثبت تناول العدّاءتين منشطات إثر فحوصات مفاجئة خضعت لهما في الفندق الذي يقيم فيه الرياضيون قبل انطلاق منافسات بطولة العالم الحالية التي انطلقت وسط ظلال هذه الآفة. وبدأ الحديث عن المنشطات بعد أن كشفت القناة الألمانية «إي آر دي» وصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية قبل ثلاثة أسابيع، أن الثلث من أصل 146 رياضيًا نالوا ميداليات عالمية وأولمبية بين 2001 و2012 في سباقي 800م والماراثون، يمثلون «حالات مشبوهة». وركزت القناة الألمانية اتهاماتها في وثائقي استندت إليه «صنداي تايمز» أيضًا، على 12 ألف عينة دم أخذت بين 2001 و2012 من قبل الاتحاد الدولي وعلى الباحثين الأستراليين مايكل إشيندن وروبن باريسوتو اللذين اكتشفا طريقة الكشف عن مادة الإيبو المحظورة. ووصف الاتحاد الدولي لألعاب القوى هذه الادعاءات بـ«الخادعة وهدفها الإثارة»، مضيفًا: «الشك وحده لا يشكل برهانًا على التنشيط». كما وعد البريطاني سيباستيان كو الذي انتخب رئيسًا جديدًا خلال الجمعية العمومية للاتحاد قبل يومين من انطلاق منافسات بطولة العالم بأنه لن يتسامح على الإطلاق في ما يتعلق بالمتنشطين وسينزل بهم أشد العقوبات، وقال في هذا الصدد: «سنكون متيقظين تمامًا لهذه الآفة ولن نتسامح إطلاقًا في ما يتعلق بالخارجين عن القوانين». وستقام النسخة المقبلة من بطولة العالم في لندن عام 2017، وبعدها في قطر عام 2019، ثم يوجين الأميركية عام 2021.

مشاركة :