لا يصلح الناس فوضى

  • 1/25/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

انتظمت البشرية منذ عصور قديمة في جماعات تتناثر على أديم الأرض، وبقدر ما كانت سمة الاجتماع والتعاون غالبة على السلوك العام داخل المجموعة ذاتها، إلا أن تضارب المصالح وتطاحن الطموحات كان واقعا لا يمكن إنكاره في علاقة تلك المجتمعات ببعضها البعض، فنشأت الأزمات، وقامت الحروب، وتم تشويه المعنى الجميل للإنسانية وللاجتماع في كثير من جهات العالم.وعندما كانت تلك المجتمعات تتجه نحو تنظيم أقوم متخذة شكل الدولة، كانت طبيعة العلاقة بين أفرادها تتجه للانضباط أكثر، حيث السلطة العليا ووسائلها التي تمكنها من فرض إرادتها على أولئك الأفراد.غير أن العلاقة بين الدولة ذاتها وبين غيرها من الدول كانت تزداد سوءا في أغلب الأحوال، فكل دولة -كما يقول «نافعة» وآخرون- تخول لنفسها التصرف كما يحلو لها دون أن تخضع في تصرفاتها تلك إلى أية قواعد ملزمة وحتى مع وجود قواعد وأنماط للسلوك يمكن أن تتفق عليها الدول، فلا توجد سلطة عليا فوق سلطة الدول تضمن تطبيق هذه القواعد.ولقد شهد التاريخ كثيرا من المحاولات الهادفة إلى إيجاد سلطة تعلو سلطات الدول، وربما كانت بلاد الإغريق قد شهدت ميلاد فكرة التنظيم الدولي، حيث تأسست رابطة ديلوس بين بعض المدن الإغريقية القديمة بريادة أثينا في سنة 478ق، وما انفك هاجس التنظيم الدولي يلح على المفكرين والسياسيين حتى تمخضت عن ذلك عصبة الأمم ثم هيئة الأمم المتحدة في عام 1945.وقد تزايد عدد المنظمات الدولية حتى جاوز الستمئة منظمة بحلول عام 1980، وكان للعرب والمسلمين مكانهم على خريطة تلك التنظيمات، عندما انتظم عقد العرب في جامعتهم عام 1945ثم انتظم عقد المسلمين في رابطة العالم الإسلامي عام 1962ثم في منظمة التعاون الإسلامي عام 1969وعندما أنشأت دول الخليج العربي مجلس التعاون الخليجي عام1981.لقد باشرت تلك التنظيمات دورها في مختلف المشاكل السياسية والاقتصادية والثقافية، التي طرحت على بساط البحث، وبغض النظر عما تحقق لها فإنها تظل إنجازا كبيرا للعرب والمسلمين في مسارات العلاقات الدولية وضمن آفاق التعاون الإنساني في العصر الحديث.

مشاركة :