خلص تقرير صحفي لمركز الحوار الوطني أنه بعد اللقاءات العديدة التي نظمها المركز منذ إنشائه العام 1424هـ، لتشخيص واقع التطرف الديني وأسبابه وكيفية مواجهته، إلى أن من أبرز أسباب استمالة الشباب نحو التطرف هو المنهج الخفي المتمثل بالتوجيه والإيحاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو استغلالهم في بعض المساجد أو المدارس وغيرها من المؤسسات الثقافية والاجتماعية، إلى آخر ما جاء في التقرير الصحفي الذي وزعه مركز الحوار الأسبوع الماضي. ومع كامل الاحترام لإدارة المركز لم أر جديدا في التقرير سوى استخدام مفردات استجدت بعد إنشاء مركز الحوار كشبكات التواصل الاجتماعي، وإلا فإن المنهج الخفي تحدث عنه كثيرون حتى قبل إنشاء المركز، وتأثيره الكبير سواء في بعض المساجد أو المدارس أو حتى في بعض الدوائر الحكومية قبل أن تخف حدته مؤخرا وبدون تدخل مركز الحوار بل بتفاعل الأحداث وانتشار بصيص من الوعي بخطورته. والسؤال الذي أثرته في مقال سابق مازال قائما، ماذا قدم مركز الحوار طوال أكثر من عقد على إنشائه؟ هل قدم من خلال جلسات حواره العديدة ومؤتمراته الكثيرة، التي كان لي شرف المشاركة في اثنتين منها، لذا فإن حديثي من واقع تجربة ومتابعة، هل قدم ما يشفع أو يبرر الآمال الكبيرة التي بنيت عليه، بغض النظر عن تكاليفه المالية العالية والجهد الإداري لأعضائه والفكري للمشاركين في نقاشاته، والهالة الكبيرة التي تلبسها للمساهمة في تخفيف حدة الاحتقان المأزوم بحدة الصراعات المذهبية. لن أكرر مقولة أستاذنا القصيبي -رحمه الله- أنها كانت تمرينا، ولن أقول إنه لم ينجح فيه أحد، فقط اسأل هل ينحصر دور المركز في عقد اللقاءات وطبع ما دار فيها من نقاشات أو حتى نشر كتب عن فائدة الحوار الوطني، هذه مهمة لجنة صغيرة بوزارة الثقافة أو أية وزارة أخرى كالعدل أو الشؤون الإسلامية. كانت الآمال، أن يتابع مسؤولوه توصياته وتحويلها لبرامج عمل ملزمة سواء لمنابر الرأي أو لكل ما ينشر ويعلن في الصحف ويتعلق بالشأن الثقافي، أن يستصدر قوانين وأنظمة تمنع العبث باللحمة الوطنية وجرنا لمناقشات جانبية أقل ما يشوبها المذهبية والعنصرية والبغضاء ونشر التشدد والغلو والتنطع، وهي ما أنشئ المركز لمحاربته. كل ما حصدناه من مؤتمرات مركز الحوار هو هذه التغطيات الصحفية التي سرعان ما ينطفئ أوجها وتأثيرها ثاني أيام المؤتمر أو اللقاء.
مشاركة :