كيف يتعامل الفنان مع وسائل التواصل الاجتماعي؟

  • 1/27/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تبدو أن "وسائل التواصل الاجتماعي"، سلاح ذو حدين، في الساحة الفنية وعند كل فنان، إما أن يسيرها لمصلحته الخاصة أو أن تصبح "وباء عليه"! كل هذا يعود للتعامل مع الانفتاح الجديد والقرب من الجمهور، وكيفية إدارة الفنان نفسه وتأثيره بشكل إيجابي. طارق الشناوي: ليأخذوا الحكمة من سوسن بدر ويسرا "المعارك مع الجمهور خطأ فادح" من هنا يشير الناقد المصري طارق الشناوي إلى أن من المهم أن يتعامل الفنان بكامل ذكائه مع "وسائل التواصل الاجتماعي"، لأنها في حقيقة الأمر "سلاح ذو حدين"، وأنا ضدّ فكرة ابتعاد الفنان تماماً عنها، ومن غير المنطق أن يترك الفنان جمهوره على الجانب في هذا الزمن، لكن السؤال الذي يطرح نفسه.. هو كيفية التعامل؟ وبطبيعة الحال هناك فنانون يخفقون في التعامل في هذا الجانب، وآخرون يضعون أنفسهم في مرمى النيران بسبب تغريدات أو نشر فيديو. وبعض الفنانين - مثل نيلي كرم أو أحمد حلمي - يعرفون كيف يضعون المعلومة، وآخرون يتعاملون مع الجمهور بـ"صدر رحب" ولديهم وعي عند تلقي الانتقادات، ولأنني لاحظت مؤخراً أن بعض الفنانين يدخلون في معارك مع الجمهور، وبالتالي فليأخذوا الحكمة من سوسن بدر ويسرا، لأن هناك أحداً قال لسوسن بدر عندما كتبت عن وفاة المخرج حاتم علي، "عقبالك"!! وأحداً قال ليسرا لابنتها "يا أم الطرشى".. خالد ربيع: بعض الفنانين يغرق في بئر "النرجسية" والشعور بالعظمة الحقيقة أن لا سوسن تجاوزت ولا يسرا.. وهذا ما يجب أن يكون في الساحة، الدروس والمواعظ كثر، والفنان يجب أن يكون قدوة، لذلك فدخول الفنان في معارك مع الجمهور يعتبر خطأ فادحاً، وقلت سابقاً لا تجعلوا أحدًا يجبركم على القانون، فلا تتجاوز حتى مع من يتجاوز عليك، لكن للأسف هناك قلة من الفنانين الذين يدركون التعامل مع هذه المساحة. "الأمر له عدّة أوجه" الأمر له عدّة أوجه، كما يقول خالد ربيع "ناقد فني": حيث إن أولها أن هذه المساحة فرصة للفنان ليتواصل مع متابعي أعماله، لذلك لم يكن متحققاً في السابق، فهو الآن يشعر بصدى أعماله بشكل فوري وحميمي من الجمهور، سواءً سلبًا أو إيجابًا، وفي نفس الوقت يشبع غريزته في الاستحواذ ونيل كلمات الإعجاب، وهنا يكون الأمر سلاحًا ذا حدين، فإما أن يتعامل مع المتابعين بالرزانة وعدم التضخيم الذاتي؛ أو أن يغرق في بئر "النرجسية" ويتنامى شعوره بعظمته! ومن ثم يسقط في تصرفات تنفّر الجمهور منه، والحقيقة أن هذا يحدث بكثرة وغزارة، وكم من فنان أو فنانة كانت له صورة ذهنية براقة أو أنه فنان مبدع في مجاله، وعندما انجرف لغواية الشهرة سقط في حفرة التفاهة. وأصبح صانعًا للفن لنيل الشهرة على حساب جودة فنه، وبالتالي تبرز رعونة شخصيته. أما الوجه الآخر فيتعلق بذكائه الاجتماعي؛ ماذا عليه أن يقول لجمهوره وكيف يظهر لهم؟ هل المهم شكله وهندامه ونجوميته، أم بث ما يؤكد رصانته ورقي فكره وجاذبية منطقه وأعماله؟ الحالة الأولى "بريق الظهور" متنامية عند الفنانات بشكل كبير، أقصد الفنانات بالمعنى العام.. إلخ، وإن كان ذلك يشمل الفنانين من الرجال، فحب الظهور البراق يشكل هاجسهم الأول، وبسبب ضحالة ذكائهم في هذا الجانب لا يستمرون كثيرًا في الترويج لذواتهم وسرعان ما ينسحب الجمهور عن متابعتهم. حقيقة الأمر يحتاج منهم إلى مدير متخصص في الظهور الإعلامي، ومعظمهم لا يفطن لذلك. حليمة مظفر: سيطرة الجماهير تُمارس فيها الغوغائية واللا منطقية الوجه الثالث للسوشيال ميديا قد يكون في التعلم من الآخر، فقد يكون التعلم سلبيًا أو قد يشكل بوصلة للفنان كيف يتحرك فنيًا. هناك أيضًا جانب يتعلق بجني المال للفنان عندما يصبح صاحب ملايين المتابعين، وهذه غواية أخرى. "سيطرة الجماهير الغوغائية" وتقول حليمة مظفر: "ناقدة مسرح ودراما ومستشارة ثقافية في وزارة الإعلام": مواقع التواصل الاجتماعي في الإعلام الجديد بات تأثيرها كبيراً في وقتنا الحالي على الرأي العام وما تثيره من قضايا تمس أحياناً الجانب القانوني والإنساني وسيطرة الجماهير على ذلك، وإن كانت سيطرة تُمارس فيها أحياناً الغوغائية واللا منطقية نتيجة أن الكلّ يدلي بدلوه فيها سواء كان متخصصاً وغير متخصص وهم الأغلب، لذلك هو سلاح ذو حدين، ليس للفنانين من النجوم الفنية بل النخب الثقافية والسياسية والشخصيات العامة وحتى الأشخاص العاديين ممن ليست لهم علاقة بالشأن العام قد تجدهم بين ليلة وضُحاها في متناول الرأي العام إما إطراء أو ذماً؛ ولذلك يحتاج التعامل مع الإعلام الجديد الوعي والدقة كونه سريعاً ومتداولاً والأكثر انتشاراً في ظل عولمة الشبكة العنكبوتية. وهذا يلعب دوراً مهماً في الكشف عن مستوى أفكار من يتعامل معه، ويضعه تحت المحاسبة الجماهيرية والقانونية إن لزم الأمر، ويكون ذلك أكثر تأثيراً مع الفنانين من نجوم الفن التمثيلي والموسيقي بشكل خاص لأنهم الأوسع شهرة بين شرائح الجماهير وأخبارهم مادة حيّة ومجال متداول لدى الإعلام نتيجة شهرتهم وعلاقة الجماهير بهم وحتى أسعارهم وما يتقاضونه يعتمد أساساً على نسبة متابعة هذه الجماهير لهم ولأخبارهم، وكون مواقع التواصل الاجتماعي تجعلهم في تواصل مباشر معهم، فهم لا يستطيعون إدارة ظهرهم لها، فقد يؤدي تجاهلهم لها إلى تهميشهم من الذاكرة الإعلامية لدى الأجيال الجديدة، ولذلك يحتاجها الفنانون ويحتاجون فيها إلى الوعي والمسؤولية في استخدامها بحيث ما ينشرونه فيها يحافظ على العلاقة الودية مع جماهيرهم، خاصة أن معظمهم يمثلون قدوة وأنموذجاً يتخيله الجمهور بصورة ما، وبالتالي ينبغي ألا تظهرهم في مستوى من التفاهة ولا البذاءة وأي خطأ لن يتم غفرانه بسهولة وإسقاطه من أرشيفها، بل قد يؤدي إلى سقوط فني شنيع وربما ينهي مسيرتهم الفنية ببساطة نتيجة المحاسبة الجماهيرية. حليمة مظفر خالد ربيع طارق الشناوي

مشاركة :