كم عدد الخوارج وماذا فعل معهم علي بن أبي طالب؟

  • 1/27/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه لما ظهر الخوارج الأول وصل عددهم نحو 6 آلاف خارجي، فحدث قلق عند علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فأرسل إليهم سيدنا ابن عباس حبر الأمة -رضي الله عنهما-.وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» المذاع على فضائية «سي بي سي»، أن ابن عباس -رضي الله عنهما- ذهب إليهم وجلس معهم وأرشده علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعدة نقاط حتى يبينها لهم، ومنها أن القرآن الكريم حمال أوجه، فذهب سيدنا ابن عباس -رضي الله عنهما- فرجع معه 2000 من الخوارج لماذا؟ لأن القضية ليست حجة ولكنها قضية هوى.وتابع: إنه من تتبعنا لأحوال الخوارج وجدنا أن هناك نظرية تسمى بنظرية الأجيال المتتالية: وهى أن كل جيل منهم يأتي أشد من الأجيال السابقة في التشدد والتطرف والتكفير، منوهًا بأن من بدع النابتة: إنكار المذاهب الفقهية وقالوا هم رجال ونحن رجال، فمن منهجهم المعوج خرجت داعش فهم الجيل السادس منهم.وأضاف جمعة عبر الفيسبوك، أن أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية، وهي بنت عم أبي طالب، كانت من المهاجرات، توفيت في حياة النبي بالمدينة، أول الناس إسلاما -في قول كثير من أهل العلم-، قال مجاهد : أول من صلى علي وهو ابن عشر سنين ، قال ابن عباس : أول من أسلم من الناس بعد خديجة علي.وعن محمد القرظي، قال: أول من أسلم خديجة، وأول رجلين أسلما أبو بكر وعلي، وإن أبا بكر أول من أظهر الإسلام، وكان علي يكتم الإسلام فرقا من أبيه، حتى لقيه أبو طالب، فقال: أسلمت؟ قال: نعم، قال: وازر ابن عمك وانصره وأسلم علي قبل أبي بكر.وأوضح: كان يكنى أبا تراب أيضا. عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - بَيْتَ فَاطِمَةَ ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِى الْبَيْتِ فَقَالَ « أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ ؟ »  قَالَتْ : كَانَ بَيْنِى وَبَيْنَهُ شَىْءٌ ، فَغَاضَبَنِى فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِى  فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - لإِنْسَانٍ : « انْظُرْ أَيْنَ هُوَ ؟» . فَجَاءَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - وَهْوَ مُضْطَجِعٌ ، قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ ، وَأَصَابَهُ تُرَابٌ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -  يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ :« قُمْ أَبَا تُرَابٍ ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ » .[صحيح البخاري]وواصل: ولد قبل البعثة بعشر سنين -على الصحيح- ؛ فربى في حجر النبي ولم يفارقه ، وكان علي ممن ثبت مع رسول الله  يوم أحد حين انهزم الناس ،وبايعه على الموت . وبعثه رسول الله في سرية إلى بني سعد بفدك في مائة رجل ،وكان معه إحدى رايات المهاجرين الثلاث يوم فتح مكة ،وبعثه إلى اليمن ،ولم يتخلف عن رسول الله  في غزوة غزاها إلا غزوة تبوك خلفه في أهله .عن عطية حدثني أبو سعيد قال : غزا رسول الله  غزوة تبوك وخلف عليا في أهله. فقال بعض الناس: ما منعه أن يخرج به إلا أنه كره صحبته. فبلغ ذلك عليا فذكره للنبي  فقال : أيا ابن أبي طالب أما ترضى أن تنزل مني بمنزلة هارون من موسى . وعن عبد الله بن شريك قال سمعت عبد الله بن رقيم الكناني قال : قدمنا المدينة فلقينا سعد بن مالك فقال : خرج رسول الله  إلى تبوك وخلف عليا ، فقال له: يا رسول الله خرجت وخلفتني . فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي".وأكمل: زوجه ابنته السيدة فاطمة رضي الله عنها، وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد ولما آخى النبي  بين أصحابه قال له : "أنت أخي" ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد : لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي  وقال غيره : وكان سبب ذلك بغض بني أمية له ؛فكان كل من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يثبته ، وكلما أرادوا إخماده وهددوا من حدث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا، وتتبع النسائي ما خص به من دون الصحابة فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد أكثرها جيد، روى عن النبي  كثيرا ؛وروى عنه من الصحابة : ولداه الحسن والحسين، وابن مسعود ، وأبو موسى ،وابن عباس ،وأبو رافع ،وابن عمر ،وأبو سعيد ،وصهيب ،وزيد بن أرقم ،وجرير،وأبو أمامة ،وأبو جحيفة ،والبراء بن عازب ،وأبو الطفيل وآخرون ومن التابعين من المخضرمين أو من له رؤية .وكان قد اشتهر بالفروسية والشجاعة والإقدام ، وكان أحد الشورى الذين نص عليهم عمر؛ فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف وشرط عليه شروطا امتنع من بعضها فعدل عنه إلى عثمان فقبلها فولاه وسلم علي وبايع عثمان، ولم يزل بعد النبي متصديا لنصر العلم والفتيا، فلما قتل عثمان بايعه الناس ؛ثم كان من قيام جماعة من الصحابة منهم طلحة والزبير وعائشة في تهدئة الناس فكان من وقعة الجمل ما اشتهر ؛ ثم قام معاوية في أهل الشام وكان أميرها لعثمان ولعمر من قبله ؛فدعا إلى الطلب بدم عثمان فكان من وقعة صفين ما كان ، وكان رأى علي أنهم يدخلون في الطاعة ؛ثم يقوم ولي دم عثمان فيدعى به عنده ،ثم يعمل معه ما يوجبه حكم الشريعة المطهرة ،وكان من خالفه يقول له : " تتبعهم واقتلهم" فيرى أن القصاص بغير دعوى ولا إقامة بينة ،وكان من الصحابة فريق لم يدخلوا في شيء من القتال ،وظهر بقتل عمار أن الصواب كان مع علي واتفق على ذلك أهل السنة ولله الحمد.ومن خصائص علي قوله يوم خيبر : ( لأدفعن الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه . فلما أصبح رسول الله غدوا كلهم يرجو أن يعطاها فقال رسول الله : أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : هو يشتكي عينيه . فأتى به فبصق في عينيه فدعا له فبرأ فأعطاه الراية ) أخرجاه في الصحيحين من حديث سهل بن سعد ،ومن حديث سلمة بن الأكوع نحوه باختصار وفيه : "يفتح الله على يديه" ، وفي حديث أبي هريرة عند مسلم نحوه ،وفيه قال عمر : " ما أحببت الإمارة إلا ذلك اليوم ".وكان الإمام علي رضى الله عنه رجلا فوق الربعة ضخم المنكبين طويل اللحية أصلع . وكان نقش خاتم علي "الله الملك" عن أبي سعيد قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانقطع شسعه فأخذها علي يصلحها فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إن منكم رجلا يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله " . فاستشرف لها القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكنه خاصف النعل " .واختم جمعة: كانت مدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر، لأنه بويع بعد قتل عثمان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين،وكانت وقعة الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين، ووقعة صفين في سنة سبع وثلاثين ،ووقعة النهروان مع الخوارج في سنة ثمان وثلاثين ، ثم أقام سنتين يحرض على قتال البغاة فلم يتهيأ ذلك إلى أن مات .

مشاركة :