بايدن يتعهد بالتحرك ضد العنصرية |

  • 1/28/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنه حان “وقت التحرك” ضد “العنصرية المؤسسية” التي “تفسد روح أميركا” ووقّع سلسلة من المراسيم التي يبقى تأثيرها محدودا. وقال الرئيس الديمقراطي في خطاب ألقاه في البيت الأبيض إن موت الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد اختناقا تحت ركبة شرطي أبيض في مايو “يمثل نقطة تحول في موقف البلاد من العدالة العرقية”. وأضاف قبل التوقيع بالأحرف الأولى على عدد من المراسيم، بينها أمر تنفيذي بإنهاء السجون الفيدرالية الخاصة، “حان وقت التحرك لأن الإيمان والأخلاق يمليان ذلك” ولأن العنصرية “مدمرة ومكلفة” للولايات المتحدة. وخلال حملته الانتخابية حصل الديمقراطي على تأييد واسع من الناخبين الأميركيين من أصل أفريقي بعد أن وعد خصوصا بإصلاح نظام السجون في الولايات المتحدة التي تضم عددا كبيرا من أفراد الأقليات. ويأمر المرسوم الجديد وزير العدل بعدم تجديد عقود الجهات المشغلة لهذه السجون عند انتهائها. وقال بايدن إن “هذه خطوة أولى لمنع الشركات الكبرى من الاستفادة من نظام السجون”، منتقدا السجون الخاصة “الأقل إنسانية والأقل أمانا”. وكان هذا الإصلاح تقرر في نهاية عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما. لكن خليفته الجمهوري دونالد ترامب تراجع عنه فور وصوله إلى البيت الأبيض. ولهذا الإصلاح تأثير محدود؛ فـ116 ألفا فقط من أصل أكثر من مليوني سجين كانوا يقبعون في مؤسسات خاصة سنة 2019 ويشكلون 7 في المئة من نزلاء سجون الولايات و16 في المئة من نزلاء السجون الاتحادية، حسب أرقام وزارة العدل. ولا يشمل المرسوم الرئاسي الجديد مراكز احتجاز المهاجرين التي يديرها غالبا مشغلون من القطاع الخاص. لذلك استقبل المدافعون عن حقوق الإنسان النص بفتور. وأعلن ديفيد فتحي من منظمة الاتحاد الأميركي للحريات المدنية أن “المرسوم الموقع هو خطوة أولى مهمة لكن الرئيس بايدن ملزم ببذل المزيد من الجهود”، داعيا إلى الحد من استخدام القوة من قبل الشرطة وإلى التقليل من فرض الحبس الانفرادي على السجناء، كما دعا أيضا إلى إلغاء عقوبة الإعدام على المستوى الفيدرالي. وأضاف أستاذ القانون الجنائي جون بفاف على تويتر أن “هذا التشديد على الشركات الخاصة هو عرض لمشاعر طيبة أكثر منه سياسة متينة”. ووقع الرئيس بايدن ثلاثة مراسيم أخرى مبهمة إلى حد ما، لتعزيز مكافحة التمييز في مجال الإسكان ولمكافحة العنصرية ضد الأميركيين من أصل آسيوي ولتعزيز الحوار بين إدارته والشعوب الأميركية الهندية. وقد حرص على تأكيد أن مكافحة العنصرية “ستستغرق وقتا”، موضحا أن إجراءات أخرى ستتخذ في الأيام والأسابيع المقبلة. وإثر اختتام رئاسته بعد أربع سنوات، يخلّف ترامب وراءه بلدا أكثر انقساما ويهدده عنف سياسي متصاعد، وجزء رئيسي من إرثه سيكون على الأرجح شعبا أكثر تباعدا عن بعضه البعض، سياسيا وثقافيا، فيما يقول مراقبون إن العرق يمثل المحور الرئيسي لهذا الانقسام. وفي أوائل فترته الرئاسية قاوم في بادئ الأمر التنديد بالقوميين البيض بعد تجمع للبيض أعقبته اشتباكات دامية في تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا عام 2017، مما أذكى تكهنات بأنه يتعاطف مع قضيتهم. وغالبا ما كان خطابه الشعبوي المفعم بالعبارات الرنانة يؤدي إلى تفاقم الأزمات العرقية التي نجمت عن مقتل مواطنين سود على أيدي الشرطة. ويقول آرون ديفيد ميلر -وهو مستشار سابق في وزارة الخارجية خدم مع إدارات ديمقراطية وجمهورية ويعمل الآن مع مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن- “لم يشهد التاريخ الحديث رئاسة (كهذه) تجلى فيها اختلال أميركا بهذا الشكل”. ويؤكد محللون أن قوة ترامب السياسية تنبع في جانب منها من قدرته على تصوير نفسه على أنه بطل شعبي، وهو يستغل السخط الذي يعتمل على مدى سنوات في نفوس الريفيين البيض وأبناء الطبقة العاملة بعد أن أصبحت الولايات المتحدة مجتمعا أكثر تعددية عرقية واستشعرت مناطقهم ألم العولمة. ويقول دوغلاس برينكلي المؤرخ الرئاسي بجامعة رايس في هيوستن “لقد بنى ترامب تحالفا يضم عددا من أصحاب نظرية تفوق العرق الأبيض ونظريات المؤامرة والمتعصبين”.

مشاركة :