شهدت المملكة خلال الفترة الماضية العديد من الأعمال الإرهابية، والتي راح ضحيتها الأبرياء. وقد قامت أجهزة الأمن بإحباط العديد من العمليات الإرهابية الأخرى، بفضل الله، وإلا لكانت النتائج أكثر دموية. إلا أن الرابط بين تلك الهجمات الإرهابية، أنها بأيدي أبناء الوطن. والملفت أن العديد من الإرهابيين، هم ممّن تمت مناصحتهم في برنامج المناصحة، مما يعني أنهم كذبوا على القائمين على البرنامج، برجوعهم لجادة الصواب، وبعد أن أُطلق سراحهم، عادوا للجماعات الإرهابية المنتمين إليها أو إلى جماعات إرهابية أخرى. وبلا شك، إن هؤلاء الإرهابيون «صغار السن»، هم فقط «أدوات» يتم استخدامها لتنفيذ الأعمال الإرهابية، لكون التأثير عليهم سهلاً ببعض الآراء والنصوص الدينية من قِبَل شيوخهم، التي تم تطويعها لغرض الإرهاب؛ ليُنفِّذوا دون تفكير ما يأمرهم به شيوخهم التكفيريون. فقد تم حشو مخهم ببعض النصوص الدينية، من قِبَل شيوخهم، التي تحوّلت إلى نص مُقدَّس لديهم غير قابل للنقاش أو التبديل. إذن الحل هو الضرب بيدٍ من حديد على مراجعهم الدينية وشيوخهم التكفيريين الذين يستقي منهم هؤلاء الشباب الفكر الضال، فهؤلاء الشباب لا يستمعون ولا يأخذون إلا من هؤلاء الشيوخ دون غيرهم. ويجب علينا عدم ترك هؤلاء الشيوخ المتطرفين يُكفّرون الناس ويُبيحون الدماء من على منابرهم أيًّا كانت وشبكات التواصل الاجتماعي، دون أن نتّخذ إجراء ضدهم. والملفت أن بعض هؤلاء التكفيريين أساتذة جامعات، وهم لا يتوانون في تحريض الشباب على السفر للجهاد في الخارج.. والضغط على هؤلاء الشيوخ، لتغيير خطابهم المُوجَّه، خصوصًا للشباب، سيُغيِّر تفكير هؤلاء الشباب، لكونهم لا يستمعون إلا لهم، كما أسلفت. ولنا في تجربة مصر، على سبيل المثال، خير مثل، عندما اشتدت الأعمال الإرهابية لديهم، خصوصًا في فترة التسعينيات من القرن الماضي، حيث قامت الأجهزة الأمنية هناك بملاحقة ومحاكمة العديد من قيادات الجماعات المتطرفة، وقد أدى ذلك إلى مراجعة العديد منها لفكره، كما هو الحال مع «الجماعات الإسلامية»، وإصدارها لمبادرة لوقف العنف في عام 1997م، ومراجعة «تنظيم الجهاد» من قبل قائد التنظيم في مصر المدعو «سيد إمام» وإصداره «وثيقة ترشيد الجهاد» عام 2007م، وأيده العديد من كبار قادة التنظيم. عندها تغيّرت العديد من الأمور، لكون الشباب التابع لتلك التنظيمات أنصت لقاداتهم وشيوخهم، وبادروا بوقف العنف، بعد أن طوّع قاداتهم الآراء والنصوص الدينية لأهمية وقف العنف، تمامًا كما طوّعوها في السابق للتحريض عليه. هذا الفكر التكفيري لا هوادة معه ولا مع الشيوخ المنظرين له، ومن الضروري عدم تركهم ينشرون خطابهم المتطرف، لكون تأثيرهم كبير على الشباب، ودون الضغط عليهم لتغيير خطابهم الديني الموجّه للشباب، فإنه من الصعب تحجيم تطرف الشباب. q.metawea@maklawfirm.net
مشاركة :