اختتمت هيئة الشارقة للكتاب، أول من أمس، مشاركتها المميزة في فعاليات الدورة الـ22 من معرض بكين الدولي للكتاب، الذي اختيرت خلاله الإمارات ضيفاً للشرف، تقديراً من إدارة المعرض لإنجازاتها الثقافية، وتأكيداً على عمق العلاقات التي تربط بين الصين والإمارات. وقد مثلت الصين على مدار عقود عدة حلقة وصل بين الشرق والغرب، من خلال تبادل البضائع بين دول العالم، وحرصت هيئة الشارقة للكتاب من خلال مشاركتها في معرض بكين الدولي للكتاب، على إعادة إحياء هذه الأهمية التاريخية للمنطقة، لكن هذه المرة بعيداً عن التجارة، وإنما عبر تعزيز الحوار والتفاهم بين الصين وما تحفل به من ثقافات متنوعة، وبين الإمارات الساعية دوماً إلى إرساء دعائم المحبة مع الشعوب كافة. تفاعل أبدى كثير من الناشرين والمثقفين الصينيين رغبتهم في زيارة إمارة الشارقة والإمارات، للتعرف على الفعاليات الثقافية والمهنية التي تنظمها، والمشاركة فيها بشكل دوري، خصوصاً في ظل وجود جالية صينية كبيرة تقيم على أرض الدولة، وترغب في اقتناء الإصدارات المختلفة الصادرة بلغتها الأم، كما أعرب الناشرون عن رغبتهم في التعاون مع الناشرين الإماراتيين والعرب لترجمة بعض إصداراتهم، من وإلى اللغتين الصينية والعربية. أهمية الكتاب تشمل أعمال الهيئة التأكيد على أهمية الكتاب وأثره في نشر الوعي بالمجتمع، في ظل التطور التقني وتنوع مصادر المعرفة، وتعزيز مكانة الإمارة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، لاستقطاب المعنيين بقطاع الثقافة بوجه عام، والنشر والطباعة والترجمة والتوثيق بوجه خاص. ويتبع لهيئة الشارقة للكتاب العديد من المشروعات الثقافية المميّزة، من أبرزها مدينة الشارقة للنشر، التي تعد أول منطقة حرة للنشر في العالم العربي. واستقبل جناح الهيئة في المعرض العديد من الشخصيات الرسمية والثقافية والإعلامية، من بينهم مساعد وزير الثقافة الصيني، يان اكسنغش، الذي تسلم النسخة الصينية من كتاب سرد الذات لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. كما زار الجناح كل من وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الإمارات، عفراء الصابري، والوكيل المساعد للثقافة والفنون في الوزارة، حكم الهاشمي، والقائم بأعمال سفارة الإمارات في العاصمة الصينية، سعيد زعل، إلى جانب عدد كبير من المثقفين والإعلاميين والدبلوماسيين العرب المقيمين في بكين. وقال رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري: تمتلك الإمارات والصين الكثير من نقاط الالتقاء والتواصل الحضاري، التي لا تقتصر على كون كل واحدة منها، تشكل محطة عالمية رائدة للتجارة والاقتصاد، وإنما تستند أيضاً إلى موروث ثقافي عميق، واعتزاز مشترك بالماضي، باعتباره بوابة الدخول إلى المستقبل، ونحن سعداء باحتفاء الصين بالإمارات، ومنجزاتها في مختلف المجالات، وهو ما يدعم علاقات التعاون بين البلدين الصديقين. وأكد العامري أن مشاركة الهيئة في بكين فتحت أبوابها مزيداً من الأبواب للتواصل مع الناشرين الصينيين والآسيويين في المقام الأول، ومن ثم مع عدد كبير من الشخصيات الرسمية، والثقافية، والفكرية، والأكاديمية، والمجتمعية، التي زارت المعرض، وحرصت خلاله على التعرف على دولة الإمارات العربية المتحدة ومؤسساتها عن قرب، وبحث سبل التعاون، سواء للمشاركة في المعارض والمؤتمرات التي تنظمها الهيئة، أو التنسيق لفعاليات مشتركة. وشهد الجناح إقبالاً كبيراً من الناشرين الصينيين والأجانب المشاركين في المعرض، الذين استفسروا عن الهيئة وخدماتها، وعن كيفية المشاركة في فعالياتها، خصوصاً معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومعرض الشارقة لرسوم كتب الطفل، وصندوق منحة معرض الشارقة الدولي للكتاب للترجمة والحقوق.
مشاركة :