أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، الاثنين، أن حواراً وطنياً فلسطينياً سيجرى في العاصمة المصرية في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.وقال أشتية، في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في مدينة رام الله، إن الحوار ستشارك فيه جميع الفصائل الفلسطينية لبحث كيفية إنجاح الانتخابات العامة الفلسطينية المقررة ابتداء من مايو (أيار) المقبل.وأعرب أشتية، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، عن أمله في أن يتكلل الحوار الوطني الفلسطيني بالنجاح، وألا تظهر أي عقبات. وجدد التأكيد على أن الحكومة «جاهزة لوضع كل ما هو ممكن من أجل إنجاح الانتخابات التي نريدها ونحتاجها، ليس فقط من أجل إنهاء الانقسام، ولكن أيضاً من أجل إعادة الوهج الديمقراطي للمؤسسة الفلسطينية وللحياة اليومية».وأعلن أشتية أن السلطة الفلسطينية ستوجه طلباً رسمياً إلى إسرائيل بشأن السماح بمشاركة الفلسطينيين في مدينة القدس في الانتخابات، ترشحاً وانتخاباً. ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني دول الاتحاد الأوروبي إلى تحضير فريق مراقبين للانتخابات الفلسطينية، والمساعدة في ضمان إجرائها في القدس.وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أصدر، يوم الجمعة الماضي، مرسوماً بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية فلسطينية على 3 مراحل.في شأن آخر، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني بوقف إرهاب المستوطنين، ولجم الهجمة الاستيطانية غير المسبوقة التي تقوم بها إسرائيل في هذه المرحلة «من أجل تقويض حل الدولتين». وقال: «إن قرار الحكومة الإسرائيلية المتعلق بإنشاء 760 وحدة استيطانية يدل ليس فقط على سباق الزمن الذي تقوم به إسرائيل مع الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها، بل أنها تستقبل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بهذه الحزمة من المشاريع الاستيطانية».وأضاف أن «هذه الهجمة ترافقها هجمة أخرى تتعلق بإرهاب المستوطنين، وما جرى في قرية مادما بحق الطفلة حلا القط هو نموذج يتكرر بشكل يومي بكامل الأراضي الفلسطينية». وكان أشتية يتحدث عن قرارات تعلق بالبناء الاستيطاني، وهجمات عانى منها الفلسطينيون سجلت خلال الأيام القليلة الماضية، بما فيها محاولة اختطاف طفلة يوم الأحد في قرية مادما بنابلس.وأعرب أشتية عن أمله في أن تبذل الإدارة الأميركية الجديدة كل جهد ممكن من أجل لجم هذه الهجمة الاستيطانية غير المسبوقة التي تقوم بها إسرائيل، سواء كان ذلك في مدينة القدس وما حولها أو في بقية الأراضي الفلسطينية. وجدد التأكيد على ضرورة أن يقف العالم بكل جدية أمام مسؤولياته، وأن يحمي مشروع حل الدولتين الذي ينال إجماعاً دولياً.وفي حين كان أشتية يطلب لجم هجمات المستوطنين، اقتحم عدد منهم المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، رغم الإغلاق المشدد في إسرائيل بسبب فيروس كورونا. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته، قبل أن يغادروه من باب السلسلة.وتمنع إسرائيل الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد بسبب الإغلاق. وأفادت دائرة الأوقاف باعتقال حارس الأقصى طارق صندوقة في أثناء وجوده في مكان عمله على أبواب المسجد، ونقله إلى مراكز التحقيق الإسرائيلية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.وأمام الهجوم الاستيطاني المتصاعد، اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية بدعم إرهاب المستوطنين. وقالت الخارجية إن «العقلية الإسرائيلية الرسمية هي من يدعم إرهاب المستوطنين الذين ينفذون اعتداءاتهم على أبناء شعبنا»، ومن بينها «مهاجمة قرية مادما جنوب نابلس، الأحد، ومحاولة اختطاف الطفلة حلا مشهور القط (11 عاماً)، بعد الاعتداء عليها بالضرب وإصابتها بجروح في رأسها ووجهها».وتابعت: «إن هذه السياسة تصاعدت منذ وصول بنيامين نتنياهو إلى الحكم عام 2009. وتتكرر مشاهد الاستهتار الإسرائيلي بحياة الفلسطيني وأرضه وممتلكاته يومياً، وعلى مدار الساعة. وهي تتعامل معه، ومع مقومات وجوده الإنساني في وطنه، بصفتها أشياء زائدة أو ميداناً للتدريب والرماية».ولفتت الخارجية إلى أن هذه العقلية هي التي تخطط وتنفذ عملية الاستيلاء على الأراضي، وتهدم وتحرق المنازل والمنشآت، بما فيها المساجد والكنائس والمدارس، وهي ذاتها التي تغلق الحرم الإبراهيمي الشريف أمام المصلين المسلمين، وهي التي تعتدي على المسجد الأقصى المبارك. وأعربت عن استغرابها من قدرة المجتمع الدولي على التعايش والتأقلم مع هذه المأساة التي تتكرر بشكل يومي وهو الذي يرفع راية حقوق الإنسان والقانون الدولي ويتغنى بها. واستنكرت سياسة الكيل بمكيالين والازدواجية في المعايير.
مشاركة :