- تفتقر المكتبة العربية إلى أعمال رصينة تتناول الحضارة الصينية، على رغم الأهمية الكبيرة والمتنامية التي باتت تحتلها الصين في التاريخ العالمي للقرن الواحد والعشرين وفي المشهد الدولي الراهن. ففي الواقع، لا سبيل لفهم الصين المعاصرة سواء على مستوى البعد الجغرافي السياسي، أو القوة الاقتصادية، أو الهوية الاجتماعية والثقافية بمعزل عن تاريخ الإمبراطورية الصينية. من هنا أصدر مشروع «كلمة» - أبو ظبي كتاباً بعنوان «إمبراطورية التفويض السماوي: الصين بين القرنين الرابع عشر والتاسع عشر» للباحث الإيطالي باولو سانتانجيلو، وترجمه إلى العربية ناصر إسماعيل. وباولو سانتانجيلو، أستاذ تاريخ شرق آسيا في جامعة روما الإيطالية، وأحد أهم الباحثين الإيطاليين المتخصّصين في الدراسات الصينية. يتناول العمل في ثلاثة عشر فصلاً كافة مظاهر الحياة والمجتمع في الإمبراطورية الصينية، في الفترة ما بين القرنين الرابع عشر والتاسع عشر خلال حكم سلالتي مينغ وتشينغ. فيعرض أولاً لتاريخ العلاقات الصينية الأوروبية منذ إرهاصاتها الأولى في القرن السادس عشر، وتطور هذه العلاقات من خلال مقاربة تتجاوز النزعة المركزية الأوروبية التقليدية التي دأبت على التعاطي مع التاريخ الصيني وفق قوالب نمطية استشراقية قديمة.
مشاركة :