الناس في تفكيرهم، منهم من يعيش في الأسباب، فكل فشل وإخفاق يحمله للدولة والمجتمع والظروف، ومنهم من يعيش في النتائج، فيعيش الواقع بكل سلبياته وإيجابياته ويسعى إلى تقديم المفيد وتحطيم السلبيات.الأمثلة على من يعيش في الأسباب كثيرة، مثلا في الحدائق والمتنزهات تجد شخصا يعجز عن إزالة مخلفاته التي تشوه منظر البيئة وتزعج مرتادي المتنزهات، ثم يتحدث مع شلته عن فساد البلدية، وفي الشوارع وعند الإشارات يفتح باب سيارته ويرمي نفاياته، ثم يتحدث في المجالس عن نظافة الشوارع في ماليزيا.الذي يعيش في النتائج يقر بقصور الخدمات، لكنه يساهم في تقليل السلبيات، ولا يكون سببا في زراعة أذى أو نشر فساد.يحكى أن حاكما وضع صخرة كبيرة على أحد الطرق فأغلقها ووضع حارسا ليخبره بردة فعل الناس.مر رجل فنظر إلى الصخرة منتقدا الوضع وقال: سوف أذهب لأشكو هذا الأمر، ثم مر آخر فقام بما فعله الأول، ثم مر ثلاثة أصدقاء من الشباب فوقفوا بجانب الصخرة وسخروا من وضع بلادهم ووصفوا من وضعها بالجاهل، وانصرفوا.مر يومان حتى جاء فلاح من الطبقة الفقيرة فبادر محاولا دفعها، وطلب المساعدة ممن يمر، فتشجع آخرون وساعدوه فدفعوها حتى أبعدوها.وبعد أن أزاح الصخرة وجد صندوقا حُفِر له تحت الأرض، وفي الصندوق قطع من الذهب ورسالة مكتوب فيها: من الحاكم إلى من يزيل هذه الصخرة، هذه مكافأة للإنسان الإيجابي المبادر لحل المشكلة بدلا من الشكوى منها.وقديما قالوا «أوقد شمعة بدلا من لعن الظلام» هذا المثل فيه دعوة إلى الإيجابية، فسب الظلام لن يغير من وضعه، لكن إيقاد شمعة عمل إيجابي يصب في الاتجاه الصحيح نحو انتشار النور، فالظلام لا ينقشع بكثرة لاعنيه ولا بكثرة الناقمين عليه، بل بكثرة الضوء المنبعث من الشموع.قال «أبو البندري» غفر الله له: وفي الحديث يقول «عليه الصلاة والسلام»: «إنْ قامَتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكُم فَسيلة فإنِ استَطاعَ ألا تَقومَ حتَّى يغرِسَها فلْيغرِسْها» يريد إسلامُنا منا أن نكون إيجابيين حتى آخر رمق في حياتنا.
مشاركة :