مؤتمر مجمع الفقه يفتتح فعالياته وسط تأكيدات على نبذ الغلو والتطرف وإشاعة الطائفية

  • 11/19/2013
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، افتتح مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أعمال الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي يقام خلال المدة من 15إلى21 محرم الجاري، وتستضيفه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وذلك بقاعة الشيخ محمد بن إبراهيم بمبنى المؤتمرات بالجامعة. وشهد حفل الافتتاح حضور سماحة المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، والمستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع والمستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، ورئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المستشار بالديوان الملكي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد وأمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور أحمد خالد بابكر والسفير الحبيب الكعباشي ممثل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامية الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو. بابكر: المجمع هو المرجعية الفقهية للمسلمين في أقطار الأرض كلها وأوضح أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور أحمد خالد بابكر في كلمته، أن مجمع الفقه الإسلامي هو المرجعية الفقهية للمسلمين في أقطار الأرض كلها، مبينا أن المجمع يسعى لتحقيق الآمال الكبيرة المعقودة عليه منذ إنشائه والغايات التي من أجلها أنشئ وهي تكتسب أهمية قصوى في كل يوم، وذلك بكثرة المستجدات وتعاظم التحديات، ولابد من الإشارة إلى الحاجة الماسة لبذل جهود دؤوبة لتحقيق التطوير الذي سبق أن دعا إليه خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر القمة الإسلامية العاشر، الذي استضافته مكة المكرمة. وبين أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي أن المؤتمر يناقش عددا من الموضوعات الفقهية الهامة منها (استكمال موضوع الصكوك، التحوط في المعاملات المالية، المسئولية الجنائية على قائدي المركبات بسبب السرعة واللامبالاة، تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية، الذكاة بعد الصدمة الكهربائية.(إعادة النظر في ضوء المستجدات)، الحوار بين أتباع المذاهب الإسلامية، الوراثةُ، والهندسة الوراثية، والجينوم البشري الجيني، لاعتماد توصيات الندوة الخاصة بها، التقاتل بين المسلمين باسم الجهاد)، كاشفاً أن عدد البحوث المقدمة (62) بحثاً. وأعلن الدكتور بابكر اكتمال مشروع طباعة "معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية"، في (41) مجلداً، كاشفاً أن أنشطة المجمع لا تقتصر على انعقاد مؤتمره الدوري السنوي وحسب، بل هو ماثل في ساحات متعددة، وأنشطته على مدار الأيام والشهور. أوغلو: مجمع الفقه أسهم ولا يزال في تنوير المسلمين بعدها ألقى السفير الحبيب الكعباشي كلمة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامية الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو شكر فيها المجلس على تنظيم هذا المؤتمر بالتعاون مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، مؤكدا أن المؤتمر يتيح فرص قيمة لتدارس جملة من القضايا ومعالجة مجموعة من الإشكاليات التي تواجه العالم الإسلامي في ظل تواتر العديد من المستجدات والتحديات والنوازل التي تبرز بوتيرة متسارعة على الساحتين الإسلامية والعالمية. وبين اوغلو أن مجمع الفقه الإسلامي أسهم ولا يزال في تنوير المسلمين بضرورة نبذ الغلو والتطرف وإشاعة الاعتدال وفقا لقرارات القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة التي عقدت بمكة عام 2005 والتي عهدت إلى الأمين العام للمنظمة بإعادة هيكلة مجمع الفقه الإسلامي ليستجيب للتعامل مع الظروف الدولية الجديدة وللتحديات التي تواجه العالم الإسلامي. ابن حميد: الأمة تواجه اليوم أعظم المشكلات في تاريخها وأضاف أوغلو إن برنامج العمل العشري الذي تبنته قمة مكة المكرمة الاستثنائية تضمن المبادئ والأهداف الإصلاحية التي يعمل المجمع على تحقيقها، مشيراً إلى أنه بصفته أمين عام لمنظمة التعاون الإسلامي قام بتشكيل لجنة من الفقهاء المسلمين تعمل على تطوير المجمع وإعادة هيكلته، وتحقيق التقارب بين المذاهب الإسلامية المختلفة، ومواجهة التعصب المذهبي والغلو في الدين. وأكد أوغلو على ضرورة التصدي لمحاولة بعض الأطراف توظيف مذهبها لتحقيق مآرب سياسية وتحويله إلى أيديولوجية مما يثير نعرة الفتنة المذهبية ويؤدي إلى إحداث شرخ كبير بين المسلمين، وقال: نحن مطالبون اليوم ببذل مزيد من الجهد لمكافحة هذه الظاهرة من خلال ضبط العلاقة بين السياسة والمذهب وعدم استغلال المذهب كذريعة أيديولوجية لبسط النفوذ السياسي. من جهته، نوه رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، أن انعقاد الدورة جاء بعد عشرين دورة عقدها المجمع منذ أول نشأته منها ثمان على أرض المملكة العربية السعودية وبرعاية وضيافة ولاة أمرها وهو غير مستغرب عليهم. وقال ابن حميد: تتابعون ما تمر به امتنا من أزمات وما تواجه من تحديات وقد لا تكون من المبالغة القول إنها من أعظم ما واجهت في تاريخها من مشكلات ومعضلات، فبينما هي تدفع عن حدودها متربصاً خارجياً يهدف إلى النيل من هويتها، تجد من داخلها من يشذ عن جماعتها ويحيد عن وسطية طريقتها أفراد وجماعات زين لهم سوء أعمالهم حتى صاروا بما لديهم فرحين. وأشار رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي أن المجمع معلم فقهي شامخ ويمثل مرجعية علمية واعية، مستعرضا ما يقوم به المجمع من أعمال، والنهج الذي يسير عليه، وبين المقصود بالاجتهاد وابرز خصائص الفقه الإسلامي، والفقيه، وتناول أبرز الموضوعات والأمور التي سيتم مناقشتها في أعمال الدورة. سماحة المفتي العام: المؤتمر له معانٍ عظيمة في خدمة الفقه والحديث وشدد الشيخ ابن حميد على أن الموضوعات التي ستناقش والقرارات التي ستصدر من المجمع ستسهم في حل كثير من مشكلات الأمة وتعالج الكثير من أمراضها وتصحح بعضاً من سلبيات مسيرتها وأخطائها. من جانب آخر أكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أن المناسبة عظيمة وتظاهرة علمية طيبة ومفيدة ومؤتمر قيمّ بمعالمه وأهدافه والمشاركين فيه عبر مجمع فقهي دولي عريق ومستضاف من جامعة عملاقة وعريقة هي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يتوج ذلك الرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي لا يألو جهداً من أجل خدمة الإسلام والمسلمين والنهوض بكل ما يجمع كلمتهم ويوحد صفوفهم يسانده سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز – حفظهم الله. ثم ألقى سماحة المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، كلمة أشار فيها إلى أن المؤتمر له معانٍ عظيمة في خدمة الفقه والحديث، وعليها واجب في تحقيق وحدة الأمة الإسلامية وتحذيرها من الأخطار التي تحيط بها ودرء الضلالات، وطالب العلماء أن يحذروا من مكائد أعداء الأمة. ونوه سماحته أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لا تزال في خير منذ أكثر من ستة عقود ولها مكانتها العظيمة وخرّجت من العلماء والفقهاء والقضاة الذين لهم دور عظيم على مر السنين في المجمع الفقهي، وتسهم في الموضوعات التي يعالجها مجمع الفقه الإسلامي، متمنياً سماحته أن يوفق العاملين بها لعمل الخير ولصالح هذه الأمة.

مشاركة :