الله بالنور: أنصفه العلم

  • 1/20/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وعندما بلغ من العمر 17 عاماً قرر ترك بلده الأم، لأن طموحه أكبر من أن يحتويه ذلك البلد، فهاجر إلى فرنسا أولاً طالباً للمزيد من العلم ودرس الطب، ثم انتقل وحصل على الدكتوراه في بلجيكا، التي رحبت به ومنحته جنسيتها مكافأة لنبوغه، وواصل كفاحه العلمي وتميز كطبيب وباحث علمي، ثم واصل كفاحه العلمي بالذهاب إلى أميركا، والتحق بجامعة هارفارد، وتميز في علم المناعة، ونشر بحوثاً كثيرة ومتميزة، وعمل رئيساً لقسم المناعة وصناعة التطعيمات، وكان خلاقاً في شركة جلاكسو سميث كلاين Glaxo smith Kline، وكافأته أميركا باحتضانه ومنحته الجنسية أيضاً. مرت السنوات وهو يعمل بلا كلل أو ملل، واشتهر أكثر عندما اخترع تطعيماً ضد الملاريا، خصوصاً أنه الأول في العالم الذي حصل على الاعتراف الأوروبي بذلك العقار. واصل أبحاثه في أميركا، وأيضاً اخترع تطعيماً ضد سرطان عنق الرحم (cervical cancer) وتطعيمات أخرى، واستمر من نجاح إلى نجاح أكبر. من منا لا يذكر مدى الفشل والتخبط الذي سار به الرئيس السابق دونالد ترامب في تجاهل خطر "كورونا"؟ وكيف جر أميركا إلى الهاوية وازدادت الحالات بها وكذلك الوفيات؟ بعد ذلك الفشل الذريع وبعد التذمر من الشعب الأميركي ضده اضطر إلى الاستعانة بذلك العالم الجليل لكي يشارك في العمل على تصنيع لقاح أميركي ضد "كورونا" تحت مسمى operation warp speed، كما أنه وصفه في خطاب تعيينه بأنه الشخصية الأهم والأكثر احتراماً في العالم، وقبل سنوات اختارته مجلة فورتشن الشهيرة (fortune) ضمن أهم 50 شخصية الأكثر تأثيراً في العالم. وهو أخيراً من كان وراء اختراع لقاح التطعيم الأميركي مودرنا (Moderna)، وهو من ضمن ثلاثة لقاحات تستعمل الآن، وفي طريقها إلى إنقاذ البشرية من فيروس كورونا الفتاك، ولم يخف ذلك العالم أنه حتى قبل اللقاح كان مستثمراً في هذه الشركة، وسيترك المنصب بمجرد بدء الإنتاج، وسيتم تعيين بديل له في عهد الرئيس بايدن لكي يبعد الشبهات. يجب أن تملأنا السعادة ويغمرنا الفرح والبهجة والفخر بذلك المغربي الذي يحمل الآن الجنسيتين الأميركية والبلجيكية. إلا أنني عكسكم جميعاً أشعر بالأسى والحسرة والتعاسة عندما أرى شخصية عربية الأصل مثله تضطر إلى الهجرة، وترى الجو والتشجيع المناسب للإبداع. فإلى متى في عالمنا العربي نهمل العلماء ونقوم بتمجيد قياديين جهلة؟ إنه المغربي الدكتور منصف محمد السلاوي الذي أنصفه العلم، ولم يهتم به عالمنا العربي.

مشاركة :