الدوحة 19 يناير 2021 (شينخوا) كشف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عن حدوث تطور في العلاقات مع الإمارات على ضوء المصالحة الخليجية، مبديا رغبة الدوحة في جلوس دول الخليج للحوار مع إيران، واستعدادها للوساطة بين الأخيرة والولايات المتحدة. وقال الشيخ محمد، في مقابلة مع تلفزيون ((بلومبرغ)) نقلتها وسائل إعلام محلية اليوم (الثلاثاء)، "شهدنا تطورا في العلاقات بيننا وبين الإمارات، وبدأنا التواصل بالفعل ونتطلع لمواصلة المباحثات". وأضاف "نحن مستعدون لمعالجة أي قضايا لديهم مع قطر أو لدى قطر تجاههم"، مشيرا إلى أن الدوحة تنظر للمستقبل ولن تبقى رهينة الماضي. وذكر أن البلدين استأنفا الرحلات الجوية، ووضعا قواعد لحل الأزمة تضمنت الموافقة على المبادئ العامة التي جرى الحديث عنها مرارا منذ بداية الأزمة ثم إجراء مباحثات ثنائية لمناقشة الخلافات والتحديات التي تواجه العلاقات والعمل معا على حلها. وأبدى وزير الخارجية القطري رغبة بلاده في أن تكون هناك قمة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، موضحا أن هذه رغبة موجودة أيضا لدى باقي دول المجلس كما أن إيران عبرت مرارا عن رغبتها في الحوار. وقال في هذا الصدد " يجب أن يأتي الوقت لجلوس دول مجلس التعاون الخليجي مع إيران إلى الطاولة للتوصل إلى تفاهم مشترك بشأن أننا يجب أن نتعايش معا، فلا يمكن لإيران إبعاد دول الخليج عن المنطقة ولا يمكن لدول الخليج إبعاد إيران من المنطقة". وأعرب الشيخ محمد عن أمله في أن تتوصل الولايات المتحدة وإيران إلى تسوية بشأن البرنامج النووي، مؤكدا دعم بلاده لأي تحرك يفضي إلى تسوية ترضي الجميع. وقال "ما نسعى إليه في قطر هو أن يتوصل الطرفان إلى تسوية ما بغض النظر عن مكان الحوار والأطراف المشاركة في ذلك الحوار، وقطر ستدعم الجميع إذا طلبت الأطراف المعنية من قطر الدعم.. سنرحب بذلك.. ولدينا علاقات جيدة مع الولايات المتحدة ومع إيران". وتابع "إيران جارتنا ولدينا حدود مشتركة وقد وقفت إلى جانبنا خلال الأزمة (الخليجية) وأعتقد أن هناك احتراما متبادلا بين الطرفين يسمح لقطر بلعب هذا الدور، وإذا قامت دولة أخرى بهذا الدور فإن قطر ستدعمها كليا، ولن نقوم بأي دور ما لم يطلب منا أحد ذلك". وكشف وزير الخارجية عن تلقي بلاده طلبا للوساطة مع إيران من حكومة جمهورية كوريا بشأن الناقلة الكورية الجنوبية التي تحتجزها طهران، حيث قال " نحن نعمل عليها مع إيران للتوصل إلى حل وهناك محادثات مباشرة بين الطرفين وربما يحتاجان من قطر دعم ذلك الحوار". وأردف "ردنا على أصدقائنا في كوريا الجنوبية هو أننا سنقوم بكل ما في وسعنا ونحن على تواصل مع الإيرانيين ونأمل أن يكون في استطاعتنا أن نسهل الحوار بين الطرفين". على صعيد آخر، تحدث المسؤول القطري عن عزم بلاده زيادة حجم استثماراتها في قارة آسيا، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ليست من منظور النمو لكن من منظور التنويع. وأوضح أن جهاز قطر للاستثمار استثمر كثيرا في أوروبا خلال السنوات العشر الماضية، كما استثمر بشكل مكثف في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما لم تحصل آسيا على نصيبها من الاستثمارات القطرية. وأفاد بأن آسيا والولايات المتحدة ما تزالان أولوية بالنسبة لاستثمارات بلاده.