شعر يرواح بين الأمل واليأس!

  • 1/21/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا أحد في البيت كان هاجس الكتابة عنه يراودني منذ زمن ، ولكن الخوف والتردد منعاني من ذلك، اليوم جاءت الكتابة والأفكار مثل الحلم، فجراً أمسكت القلم وبدأت الكتابة ، وقد سبق ذلك ، قراءة ديوان “ لا أحد في البيت “ أشعارالشاعر الكبير محمد العلي، إعداد الكاتب أحمد عبد السلام العلي، صادر عن دار مسعى 2015 مطبوعات مهرجان بيت الشعر الأول ، جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وهي قراءة قارئ ، محب للعلي . يواصل شاعرنا الكبير في الأبيات القادمة ليخبرنا عن الحلم ومافائدته علينا فيقول : أَيوجعُك الُحلمُ ؟ أَطلقِهُ .. دعه يفيضُ كما الموت ، وتخيّل إذا ما الهديلُ تناعَسَ تحت المطر . شاعرنا هنا كمن يقول: لا تحبس أحلامك أيها الإنسان دع الخوف عنك، وأحلم وتخيل وعش لحظتك فمن الحلم تبدأ الحياة، ومن الحلم ينبعث الأمل. ولكنه في الأبيات التالية يعود للشكوى والسؤال لأن الهم هناأكبر، و يحتاج للحوار، لذلك يشركنا معه . كيفَ الفرارُ من الشعر هذا الذي أصبحَ لصِاً بحجم الليل ؟ هنا هل يريد شاعرنا الهروب من الشعر ؟ وهو الإلهام الذي يتمناه كل شاعر ، ليعبر عن ما في داخله ، لا ؟ ولكن يتمنى هروب آخر ، من تلك الأفكار التي تسرق النوم منه دون أن يستطيع أن يعبر عنها كما ينبغي، أو لم تكن تفهم كما أراد لها ، لذلك هو يطرح السؤال علينا كي نشاركه ونبحث عن مخرج . مُترعاً كانَ ذاك الجدار. كُنتُ أقرأُ ما خطهُ السابقونَ على وجنتيه ، وأصنَعُ في لوعة مُقمٍرة نوافذَ من فرَحٍ ناحلٍ ، ثُمٌ أرسُمُ للاحقين : مواعيدَ ، أجنحة ، ثرثرة .. في هذه الأبيات يعود شاعرنا الكبير يراوح بين الأمل واليأس، ويقول : مُترعاً كانَ ذاك الجدار . وكأنه يصرخ لم يعد لنا شيء نفعله، سبقونا الأولون، فعلوا كل شيء، لكنه يفتح نوافذ للأمل، حتى لو كانت صغيرة، فنحن محكومون بالأمل كما قال : الراحل سعد الله ونوس، ولكن بشرط ؟ أن تحترم الوقت ، وأن لا نتكلم أكثر مما نفعل، وأن تكون أقدامنا على أرض صلبة ، لا نحلق بسماء دون أرض . ويعود لطرح سؤال آخر كي يبني حواره الخاص العام . كيف الفرارُ من هذه الهويِة التي لا تدري على أي موجةٍ تبني وكرها ؟ هو سؤال بمقدار ماهو خاص، فهو عام، لذلك يصر على طرحه كي يكون الحوار مفتوحاً، والنقاش أكثر جدلاً، في بيئة ليست ساكنة، تشتعل فيها حروب الهوية ، التي لا تساعد على البناء، وتلك الأسئلة، تخص الشاعر والمجتمع الذي يعيش فيه، وهي مدار كتاباته طوال الخمسين سنة الماضية، سواء عن طريق الشعر أو المقال .

مشاركة :