مع التطور الذي يشهده العالم أجمع ومع هذا الخير وهذه النعمة التي يرفل فيها كثير من الناس ، دب التحاسد والتنافس والتناجش بين أفراد المجتمع ، وبين أبناء القبيلة، و الجيران فيما بينهم ، أصبح الواحد يحسد أخاه وقريبه وجاره كل هذا بسبب عدم القناعة بما آتاه الله وأصبح ينظر إلى مافي أيدي الغير ،بل تعدى إلى أن اصبح الواحد يتمنى زوال النعمة التي أنعمها الله على غيره قال تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) . وانتشرت بين الناس والجيران العداوات والبغضاء بسبب الحسد وعدم القناعة وأصبح البعض يتعدى على الناس بالسباب والشتم ويريد أخذ حقوق الناس بالباطل وأصبح البعض يطلق للسانه العنان في سباب الناس والجيران وقد ورد في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلاً، وإلا رجعت على قائلها. وفي هذا الوقت كثر السباب واللعان بين الناس وقد قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ لَعَّانًا ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي . وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه. البعض من ضعاف النفوس وبسبب الحسد الذي عشعش في قلبه أصبح يزور ويشهد زورا ويغير في كل ما تقع عليه عينه ويديه وهذا كله بسبب عدم الاقتناع بما أعطانا الله سبحانه وتعالى. وعلينا ألا ننظر إلى مافي أيدي الناس وعلينا الرضا والقناعة بماكتبه الله لنا وعلينا التوبة إلى الله ولا نتحدث إلا بما نراه وبما نعلمه ولا نحسد احدا و لا نظلم إنسانا ولا نشهد زورا لأننا سوف نقف بين يدي الله وسنحاسب في الدنيا والآخرة وسوف تشهد علينا جميع جوارحنا قال تعالى (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ).
مشاركة :