ياسر أزهر... والتكريم المنتظر - فيصل خالد الخديدي

  • 1/21/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

المبدعون عملة نادرة في عالم يغص بالمتشابهات وزحام أنصاف المواهب، وهم ثروة وطنية ومصدر فخر واعتزاز، وحق لهم تخليد منجزهم وإشهار إبداعاتهم والإسهاب في دراسة وقراءة وتحليل أعمالهم، ومن الوفاء والتكريم للمبدعين الراحلين العناية والحفاظ على منجزاتهم في مشروع حكومي يوثق أعمالهم ويحفظها في متحف دائم يبقي أعمالهم شاهدة على تميزهم وتعود بالنفع الأكبر على أبنائهم وورثتهم، فمنجزات المبدعين الراحلين ثروة لا يمكن تعويضها وقيمة فنية لا تقدر بثمن لا نها شاهد على مستوى إبداعي متفرد وغير متكرر، ومن الفنانين المبدعين المتفردين في الساحة التشكيلية السعودية والذين رحلوا باكراً تاركين إرثاً ثريا وغنيا بقيمته الإبداعية الفنية يأتي الفنان الراحل ياسر أزهر رحمه الله والذي غادرنا قبل قرابة الخمسة أعوام تاركاً مجموعة أعمال متفردة في أسلوبها غنية بألوانها متنوعة في مواضيعها تجمعها روح متصوفة متنزهة سعت للكمال المطلق في التكوين والتلوين، فخرجت تكعيبته من جمود الخطوط إلى انفعالية المشاعر وانطلاقة الحركة بأصالة وطلاقة وتفرد لفنان امتلك أدواته المعرفية والتقنية فقدم أعماله بأسلوب متنامٍ ومتصل بسلسلة سلسة تجمع بساطة وتبسيط الشكل وعمق المعنى وغزارة الفكر. وعلى الرغم من ندرة أعمال الفنان ياسر أزهر رحمه الله إلا أن الفنان هشام بنجابي في مبادرة منه وبحكم علاقته الجيدة والوثيقة مع ذوي الفنان الراحل استطاع مؤخراً في خطوة إيجابية منه تجميع بعض من أعمال ياسر أزهر رحمه الله في معرض استعادي ولمسة وفاء تستحق الذكر والشكر، وبمبادرته الجميلة هذه قدم نموذجا مشرقا من مشاعر الفنان تجاه الفنان ومسئوليته العالية المستوى تجاه منجز زميل له قد رحل باكراً، وهو حس فني راق اعتادته الساحة التشكيلية من الفنان هشام بنجابي. وتكريم الفنان ياسر أزهر رحمه الله وغفر له من الفنان هشام بنجابي لم تكن المبادرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يقدمها فنانو الساحة التشكيلية المحلية لبعضهم إلا أن الأمر المستحق لمبدعي الساحة المحلية أكبر وأعظم من الجهود الفردية التي جاءت بحس وطني وبمسئولية الواجب بين الفنانين، فإرث المبدعين يستحق جهودا حكومية لتكون مشروعا ترعاه الدولة وتحافظ على المنجزات المتفردة والأعمال النادرة للفنانين في متحف وطني يعود نفعه في المقام الأول والأخير لثقافة الوطن واقتصاده، ويظهر وجه أبنائها المشرق في منجزاتهم ويرصد تاريخ الممارسة التشكيلية المحلية بحفظ منجزات مبدعيها وجعلها حق محفوظ لثقافة البلد وفي ذات الوقت يقدم لورثة الفنان التقدير المستحق لأعمال الفنان ويجعلها مصدر فخر لأجيال الفنانين ومصدراً لا ينضب لدراساتها وتحليلها والكتابة عنها بما تستحق.

مشاركة :