لا شك أن ما تقوم به هيئة الرقابة ومكافحة الفساد بالكشف عن الفساد لهو عمل يشاد به ويضرب به المثل في القوة والضرب بأيدي من حديد، لاسيما أنه عمل مليئ بالعقبات ولكن إشادة ولي العهد كانت مصدر تجديد قوة هذا الكيان المتين، كما أن شعار هذا الكيان هو ما قاله ولي العهد سابقاً لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد وهذا ما يثبت لنا أن الهيئة تسير على النهج المطلوب منها كما أنها تتلقى الدعم الكامل من ولي العهد شخصيا. بعد أن رأينا دعم القيادة لهذا الكيان، يأتي هنا دور المواطن بوعيه الفكري وان يكون شعاره لا مكان لفاسدين بيننا وهذا يدل على وعي المجتمع بمخاطر الفساد الاجتماعي والاقتصادي والأمني على الوطن والمواطن، وهذا ما سيجعل الفاسد صورته خائن أمام المجتمع، مخذول أمام نفسه، عبرة أمام القانون. ومقالتي هذه إلى الهيئة بأن القيادة والمجتمع معكم في هذا المرض المتفشي الذي يحتاج إلى لقاح قوي، وأعلموا أن شعبنا سندا مساندا لحملاتكم ضد الفساد والمفسدين، وأن العمل الذي تقومون به سيجعل مملكتنا دوما في مقدمة مصاف دول العالم من النواحي الاقتصادية والاجتماعية ومثالا على السيادة القانونية بإذن الله بتعاون وتكاتف الجميع. والحمدلله خارجياً يضرب بالسعودية وقادتها المثل في محاصرة ومواجهة الفساد، ويتمنون أن يحذو حذوها لما يسببه هذا الفساد من تعثر وتأخر ومشكلات لا نهاية لها، والعالم كله يدرك أن الفساد هو العدو الأساسي للتنمية في كل البلاد، ولطالما كان المال العام عرضة لضعاف النفوس وأعوانهم من الفاسدين، ولكننا في ظل القيادة الرشيدة فإن المال العام يتمتع بحصانة تزيد وتقوى، في ظل إرادة قوية وقيادة حكيمة وضعت حدودا متينة لكل تجاوزات المتنفذين الفاسدين، وكل من تسوّل له نفسه التطاول على حقوق الناس ومصالح الشعب وعدم التبدد بالثروات، وهنا يظهر إصرار الدولة على مكافحة الفساد وحماية الوطن، من أجل تطهير جميع القطاعات من المفسدين بغض النظر عن رتبهم أو مراتبهم أو مراكزهم الوظيفية، الآ يعلمون هؤلاء أن الرتبة أو المرتبة أو المركز منح للأشخاص من أجل خدمة الوطن والمواطن وليس لسرقته من أجل التكسب أو الاستفادة من المال العام بطرق غير شرعية.وأخيراً أقول الفساد من الأعمال الدنيئة، خصوصاً ممن على رأس المسؤولية أو الوظيفة، حكوميين وغير حكوميين، الذين يستغلون النفوذ الوظيفي للتكسب غير المشروع ومخالفة الأنظمة لتحقيق مآربهم الخبيثة. وسبحان الله ألآ تعتبرون وتتعظون بغيركم. قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) والأمثلة على أنواع الفساد كثيرة، مثل: الرشاوى والهدايا المقدمة ممن يرجون مصلحة من المسؤول أوالموظف، والمعاملات السياسية غير القانونية، والغش والخداع، والتلاعب بالمال العام وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة على أنواع الفساد، ولكن نقول لهم وراكم وراكم سيدي بن سلمان جاكم.