أعلن نائب وزير الخارجية خالد الجار الله ان الكويت لم تألُ منذ اندلاع الصراع في سورية جهداً لوضع حلول جذرية للأزمة القائمة هناك محذراً من الأوضاع الانسانية السيئة في المنطقة بلغت مستويات لن يتمكن النظام الانساني الدولي القائم الاستجابة لها. وأعلن الجارالله خلال افتتاح الاجتماع الخامس لكبار المانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية صباح أمس مساندة الكويت لمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة لعقد أول قمة عالمية إنسانية في مدينة اسطنبول في شهر مايو 2016 لوضع حلول ووسائل مبتكرة تمكن المجتمع الدولي من احتواء الأزمات الانسانية القائمة في العالم والاستجابة السريعة للأزمات الانسانية التي قد تحدث في المستقبل. وقال ان الكويت توجت جهودها لدعم الشعب السوري باستضافة مؤتمرات المانحين الثلاثة لدعم الرضع الإنساني في سورية وتبرعها بمبلغ مليار و100 مليون دولارمن الجانب الحكومي و290 مليون دولار من الجانب الأهلي كما أوفت الكويت بتسليم معظم تبرعاتها تلك لوكالات الأمم المتحدة الإنسانية. وقال ان منطقة الشرق الأوسط أمست في وقتنا الحاضر بؤرة الصراعات والأزمات الإنسانية من صنع الإنسان فبجانب الأزمة الانسانية في سورية يمر كل من العراق واليمن الشقيقين بأزمات إنسانية قاسية أفضت إلى نزوح 3.2 مليون نازح في العراق وإلى حاجة 21 مليون شخص في اليمن الى مساعدات إنسانية عاجلة وهو ما يشكل 80 في المئة من تعداد سكان اليمن. وأضاف انه انطلاقا من اضطلاع الكويت بمسؤولياتها الإنسانية أعلنت عن تبرعها في حينه بمبلغ 200 مليون دولار للمساعدة في تخفيف معاناة الشعب العراقي ومبلغ 100 مليون دولار للمساعدة على تخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني نظراً للظروف الصعبة التي يمر بها البلدان. وأوضح ان الاجتماع الخامس لمجموعة كبار المانحين لسورية يجسد الشعور المشترك بالمسؤولية الإنسانية نحو أهمية توفير كافة السبل المتاحة لإغاثة أبناء الشعب السوري الشقيق اللاجئين منهم والنازحين والمتهم الدامية التي تدخل عامها الخامس. وأضاف ان الكويت تحرص على استضافة هذا الاجتماع لإدراكها التام ان هذه الأزمة وصلت إلى مراحل ومستويات باتت تشكل في مجملها أسوأ كارثة إنسانية تشكل في تاريخنا الحديث وتمثل تداعياتها تهديداً مباشراً على الاستقرار الإقليمي والسلم والأمن الدوليين. وأضاف الجار الله ان تلك الأزمة تعبر عن جوانبها الدامية الإحصائيات المفزعة الواردة في تقارير هيئات الامم المتحدة الإنسانية التي أظهرت سقوط 220 الف قتيل وأكثر من مليون مصاب وتشريد اكثر من 11 مليون سوري. وقال انه على الرغم من توفير وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية مساعدات إغاثية للشعب السوري الشقيق خلال النصف الأول من هذا العام الا ان هناك ملايين آخرين يصعب الوصول إليهم نظراً لتواجدهم في مناطق ومدن محاصرة. وذكر ان هناك ما يزيد على 3.8 مليون لاجئ سوري في الدول المجاورة منهم ما يقارب المليونين دون سن الـ 18 مهددون بضياع مستقبلهم وما يزيد على 100 الف مولود بالمنفى،لافتاً إلى ان هذه ارقام مخيفة استنفدت فيها قدرات منظمات الإنسانية على الوفاء. وأضاف ان كلا من لبنان والأردن شهدا منذ اندلاع الأزمة في سورية ارتفاعاً حاداً بشكل غير متوقع في عدد السكان حيث بات عدد اللاجئين يشكلون ثلث السكان في لبنان وأمست تركيا أكبر بلد مضيف للاجئين في العالم في وقت تواجه فيه الأردن تحديات جسيمة جراء استضافتها أعدادا هائلة من اللاجئين شكلت ضغطاً مباشراً على البنى التحتية للدولة. ووجه الجار الله شكره وامتنانه للجهود والتضحيات المضنية التي بذلتها وما زالت تقوم بها دول الجوار السوري منذ اندلاع الأزمة نيابة عن المجتمع الدولي،موضحا ان تلك الجهود تستلزم منا تقديم الدعم الكافي لإسناد حكومات تلك الدول على المضي قدماً في عملية احتواء أزمة اللاجئين السوريين. وأعرب الجار الله عن تقديره واعتزازه بالدور المهم الذي يمارسه العاملون في المنظمات الدولية الانسانية لاحتواء الأزمة في سورية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمفوضية العالية لشؤون اللاجئين وكافة هيئات ووكالات الأمم المتحدة المختلفة الأخرى التي تشكل جهودها وتضحياتها اليد البيضاء التي يمدها المجتمع الدولي لمساعدة المتضررين والمنكوبين في سورية. من جانبه رأى المستشار في الديوان الأميري، رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية،مبعوث الأمم المتحدة الدكتور عبدالله المعتوق ان استمرار الأزمة السورية دون حل على مدى قرابة خمس سنوات دون حل جذري يعتبر وصمة عار تلطخ الضمير الإنساني العالمي واصفاً الأزمة السورية بأنها الأسوأ في التاريخ الإنساني، حيث ان تداعياتها الإنسانية تتجاوز قدرات الدول والمنظمات الانسانية المجتمعة. وذكر المعتوق ان الأرقام تجسد معالم هذه المأساة الأكثر دموية، فهناك أكثر من ربع مليون سوري قتلوا، ومازالت آلة القتل تمعن في سفك الدماء تارة بالبراميل المتفجرة وأخرى بالغازات السامة حيث تدك مدنا وقرى بأكملها وتمسحها من الخريطة بهذه الأسلحة الفتاكة. وقال ان الخطير في الأمر وجود 12.2 مليون سوري نازح ولاجئ أي ما يقارب نصف الشعب يحتاجون الى مساعدات اغاثية وايوائية يتوزعون بين 7.6 مليون نازح في الداخل وأكثر من 4 ملايين لاجئ في الخارج وبهذه الأرقام القابلة للزيادة يومياً فقد وصلت أعداد النازحين إلى معدلات مخيفة ومنعطفات خطيرة لم يشهدها العالم منذ أعمال الإبادة الجماعية في رواندا العام 1994، كما نحن بصدد كارثة جديدة تؤثر في المقام الأول على القارة الأوروبية بسبب الآلاف المؤلفة من اللاجئين الذين يغامرون بالغالي والرخيص بل ويخاطرون بحياتهم وحياة اسرهم للفرار عبر البحر من جحيم ما يعانونه في سورية وغيرها. وقال ان الكارثة السورية تتطلب إلى جانب العمل الإنساني جهوداً إقليمية ودولية مضنية يضطلع بها المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي لوضع نهاية لهذا النزيف المتدفق يومياً والعمل على حماية المدنيين الذين يتساقطون يومياً بالعشرات ان لم يكن بالمئات في مجازر شنيعة، ومساءلة المتورطين في هذه الدماء بل وأصبحوا الآن يموتون غرقاً في عرض البحر وهم يفرون من جحيم الحرب الضررس المستعرة في بلادهم. وشدد على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة ووقف الاقتتال ورفع الحصار عن المناطق المنكوبة والسماح بدخول المواد الاغاثية الغذائية والطبية للمتضررين لأنه في ظل غياب أي حل للصراع سيبقى اللاجئون السوريون في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر وغيرها في ظروف انسانية واجتماعية واقتصادية يرثى لها ومساكن غير آمنة ويواجهون مستقبلاً أكثر بؤساً وشقاء. وقال «في نهاية مارس من العام 2015 استضافت الكويت المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية، وهو الثالث من نوعه خلال 3 سنوات وبلغت نسبة التعهدات خلاله 3.6 مليار دولار، حيث هناك دول أوفت بتعهداتها واخرى زادت تعهداتها وثالثة في طور الوفاء بها ورابعة لم تف بها حتى الآن». وتابع «رغم ايماننا بأن الكارثة كبيرة والكابوس عظيم والأزمة معقدة وتحدياتها جمة على المستويين الإقليمي والدولي وان متطلباتها تفوق أي قدرات للتعامل معها وان أي جهود إنسانية تبقى متواضعة في ظل غياب اي حل وشيك للأزمة الا انه لا يمكن ان ننكر ان مخصصات الدول المانحة ساعدت المنظمات الإنسانية الدولية على ان تقوم بواجبها في العمل على تلبية احتياجات ملايين النازحين داخل سورية واللاجئين في دول الجوار». وأوضح ان الهدف من هذا الاجتماع مواصلة التفكير والبحث والنقاش حول احتياجات الفترة المقبلة لتحقيق الاستجابة الانسانية والانمائية الفاعلة والقدرة على الصمود في مواجهة تحديات الأزمة بالشراكة مع القيادة الدولية. وزاد «اننا ندرك ان عواقب نقص التمويل للعمليات الانسانية في سورية ستترتب عليه نتائج كارثية ربما ستكون عصية على الاحتواء ان لم تبادر الآن ونستثمر هذه الفرصة لتعزيز فرص الاستجابة الإنسانية والوفاء بالتعهدات والالتزامات التي تعهدت وستتعهد بها الدول المانحة». وأضاف ان الفترة الماضية شهدت العديد من الوسائل والاجراءات التي تابعتها شخصيا مع الشركاء والمانحين في الكويت والمنطقة لتعبئة الموارد من أجل سورية بما في ذلك متابعة أي تمويل تعهدت بها الدول المانحة العربية خلال المؤتمر الدولي الثالث للمانحين بالإضافة إلى أننا تابعنا الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية العربية والإسلامية خلال المؤتمر الدولي للمنظمات غير الحكومية. وقال اننا على ثقة بمدى حجم التحديات الجسام التي يعيشها اللاجئون السوريون وهو ما نأمل ان ينعكس في أفكار واقتراحات لتعبئة الموارد وتفعيل مستوى الاستجابة الإنسانية. وتابع «انه لمن حسن الطالع ان ينعقد هذا الاجتماع الإنساني الرفيع متزامناً مع الذكرى الأولى لترفيع منظمة الأمم المتحدة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد قائدا للعمل الإنساني وتسمية الكويت مركزاً انسانياً عالمياً ليتواصل دور الكويت الانساني بحاضر يفيض بالمبادرات والمواقف الإنسانية لسمو الأمير والشعب الكويتي ومستقبل يتطلع خلاله أهل الكويت إلى سيادة الأمن والسلام الدوليين والتعايش بين الشعوب على أساس قواعد الصداقة والاحترام المتبادل». وبين المعتوق ان هذا الاجتماع يعقد دورياً في ضيافة الكويت ليكون منصة لوضع أولويات التمويل وتحديد غايات الصرف والبحث في سبل تفعيل الاستجابة الانسانية على نطاق اوسع والعمل على استكمال الجهود المبذولة في هذا الإطار وتعزيز الجهود الدولية لاغاثة اللاجئين السوريين في الداخل والخارج. وأعرب عن تقديره لاستضافة دول الأردن، لبنان، تركيا، مصر، العراق ملايين اللاجئين السوريين على أرضها والعمل على رعايتها نيابة عن المجتمع الدولي الذي نتطلع إلى ان يتنامى دوره بشكل يتناسب وتبعات تلك الأزمة الخطيرة. وقال انه من غير الانصاف ان نترك هذه الدول وحدها تواجه هذا المصير الذي يفوق قدراتها الاقتصادية وامكاناتها اللوجستية وبنيتها التحتية المنهارة تحت الضغط الهائل للاستخدام من دون ان نساعدها على تطوير خدماتها. بدوره شدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسق الإغاثة الطارئة ستيفن أوبراين على ضرورة التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية لأن نتائجها أثرت وستؤثر على العالم اجمع لفترة طويلة ويشهد على ذلك أزمة المهاجرين إلى أوروبا. وأشار أوبراين إلى تزايد الحاجات الإنسانية للسوريين حالياً أكثر من ذي قبل نظراً لوجود حوالي 4 ملايين لاجئ سوري في الدول المجاورة بالإضافة إلى تشريد مليون شخص مشيراً إلى ان هذه الأرقام قابلة للارتفاع إذا ظلت الأزمة على حالها بسبب عدم التوصل إلى حل سلمي لها. وتطرق إلى زيارته الى بعض الدول ومنها سورية قائلاً انه لم يعد أمام الشعب السوري سوى الهرب الى خارج سورية أوالمعاناة و الموت داخل سورية، مشيراً إلى ان الدمار وصل إلى كل الأصعدة مشدداً على ضرورة بذل كل الجهود لتقديم المساعدات بمختلف أنواعها سواء كانت غذائية أو طبية أو مدرسية أو صحية للسوريين سواء في الداخل السوري أو خارجه. ولفت إلى ان الاحتياجات المادية المطلوبة في العام الحالي تصل إلى 7.4 مليار دولار لم يتحصل منها سوى 2.38 مليار دولار حتى الآن وهو ما يوضح مدى الحاجة إلى تعزيز الجهود وتحويل كل التعهدات الى مبالغ فعلية لأنه من دون ذلك سيتم التقليص المبالغ الخاصة بالمواد الغذائية والتي انخفضت أصلاً نتيجة عدم وصول التعهدات. وأعرب عن شكره للكويت على هذا العمل الدؤوب والفعال واستضافة جميع المؤتمرات الدولية لدعم الوضع الإنساني في سورية فضلاً عن اجتماعات كبار المانحين، لافتاً إلى انه تم الوفاء بـ90 في المئة بالتعهدات من الدول المانحة ومنها الكويت. واختتم أوبراين كلمته قائلاً «ان الإنسانية تسري في الدم والجينات الكويتية». أوبراين لـ «الراي»: نعمل لإقناع المانحين بسداد تعهداتهم | كتبت بشاير العجمي | قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين لـ «الراي» إن المنظمة تعمل لإقناع المانحين الذين تعهدوا بالتبرع لدعم الوضع الإنساني في سورية بدفع المنح. وأضاف أوبراين في تصريح على هامش ترؤسه وفد الأمم المتحدة في الاجتماع أن ليس هناك بديل عن إقناع المانحين بالحاجة إلى مواصلة العمل معاً لمساعدة أولئك العالقين في كارثة رهيبة هي الأكبر عالمياً وهي المأساة السورية. وأشار إلى أن الصعوبة الموجودة حالياً في عدم سداد بعض الدول لما تعهدت به يجب العمل على حلها، مشيراً إلى أن السوريين يحتاجون أن يعمل المجتمع الدولي على معالجة الأزمة السورية بحيث يمنحون الحق في الحياة والحق في حمايتهم. قاسٍ جداً رداً على سؤال للصحافيين لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة ستيفان أوبراين حول زيارته إلى سورية ودول الجوار ورؤيته للوضع هناك قال «ان الوضع في سورية ما زال قاسياً جداً الذين اضطروا للنزوح من مناطق سكناهم واللجوء الى بعض دول الجوار بحثاً عن مكان يحتمون به بعيداً عن التهديد الذي يواجهونه وهذا ما دعانا للحضور لهذا الاجتماع المهم للتأكد من ان هناك فرصة على الأقل لإنقاذ هذه الأرواح في سورية». وأعرب عن شكره بوجوده في الكويت لما تقدمه من عمل إنساني واضح وجلي وأثبت لي بأنه موجود في جينات الكويتيين. الشامسي: تكاتف العرب مفتاح حل الأزمة اليمنية اعتبرت وزيرة الدولة في الإمارات ميثاء سالم الشامسي أن حل الأزمة اليمنية يكمن في تكاتف العرب جميعاً لافتة إلى أن عدم استقرار أي دولة عربية ينعكس على بقية الوطن العربي ودول العالم. وأكدت الشامسي خلال افتتاح الاجتماع الخامس لكبار المانحين أن بلادها تعد من كبار المانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية وتشارك في جميع المؤتمرات الخاصة بدعم الشعب السوري. وقالت إن مبادرات الإمارات مع شقيقتها الكويت من المبادرات الرائدة في مجال دعم اللاجئين السوريين وان هذا الاجتماع يبرز التطور والتقدم الذي قدمته الإمارات في مجال تعهداتها لدعم اللاجئين السوريين وتأمين احتجاجاتهم. المريخ: نتعامل مع المنظمات الأممية رداً على الاتهامات الموجهة لقطر بدعمها بعض المنظمات دون الأخرى قال مدير إدارة التنمية الدولية في وزارة الخارجية القطرية الدكتور أحمد المريخ «ان بلاده تتعامل مع منظمات الأمم المتحدة ولها تأثير كبير على الأرض كما لاحظنا ذلك، كما نبادر بالتبرع ولا نريد ان يقال إننا دفعنا بقدر ما نريد ان نرى تأثير هذا الدعم على الأرض». وأكد أن بلاده كانت على الدوام سباقة في نصرة إخوانها في كافة أنحاء العالم،مشيراً إلى مشاركتها في مؤتمرات المانحين الثلاثة التي استضافتها الكويت لهذا الغرض كما تعد قطر من أكبر المانحين في الصندوق المشترك للسوريين كما قدمنا 33 مليون دولار لمفوضية شؤون اللاجئين عبارة عن مساعدات عينية للاجئين السوريين.
مشاركة :