انطلق أمس مهرجان "حكايا"، الذي تنظمه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في أول أيامه، باستقبال جموع من الطلاب والطالبات في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، للاستمتاع بالفعاليات المتضمنة أنشطة لجميع أفراد الأسرة. ومع دخول الطلبة أرض المهرجان بدت الدهشة على وجوههم، فالرسوم والقصص المصورة تملأ الجدران، وشخصيات البرنامج التلفزيوني الشهير "افتح يا سمسم" تستقبلهم وتتبادل الحديث والتقاط الصور معهم، إلى جانب وجود ورش عمل متخصصة ومتنوعة لتعلم الزائرين فنون كتابة القصص والرسوم المتحركة بطريقة جذابة ومشوقة. وأكدت المدربة سارة الثابت أن مشاركة الطلبة في اليوم الأول كانت متميزة، إذ بدا واضحاً مدى المعلومات الثرية التي يتمتعون بها، والتي تشكل عنصراً مهماً في بناء القصص الجيدة، مشيرة إلى أن ورش العمل تعتمد على استخدام مواد محببة للأطفال بألوان شيقة، بحيث يستطيع الطفل استيعاب القصة ويكونها على أرض الواقع. وذكرت المدربة سارة الخضيران التي تقدم ورشة عمل تحت مسمى "كيف تبتكر شخصية" من برنامج "أسيل ورسيل" التابع لبرنامج "موهبة" أن الورشة مخصصة للأطفال من 6 إلى 12 سنة، وتهدف إلى تطوير المهارات من خلال القصص الكرتونية والرسوم المتحركة، مشيرة إلى أن الأطفال أبدوا تفاعلا كبيراً مع الورشة، وأسهموا في تأليف قصص خاصة بهم مثل قصة "الكائن الفضائي" و"الأخطبوط صديق الإنسان"، ما يوضح مدى تمتعهم بأفكار إبداعية جميلة. فيما عبّرت المعلمة هيا المنيع من الابتدائية 71 عن إعجابها بفكرة المهرجان الجديدة، وقالت: كنت أعتقد أننا سنجد صوراً معلقة على جدران فقط، لكني فوجئت بمشاركة الطالبات في نشاطات عملية أظهرت إبداعاتهن وزادت من حماسهن، مضيفة أن الطالبات استطعن بعد نهاية الورشة الربط بين الرسومات والكلام والقصص التي ألفنها. وفوجئ المعلم عبدالمحسن أبا الخيل، من المدرسة المتوسطة النموذجية بالملز، بمواهب الطلاب واهتمامهم بالرسم وتحويل أفكار عادية إلى إبداعية، وحبهم لتأليف وكتابة القصص. وأوضح أبا الخيل أن كل شيء في المهرجان شد انتباه الطلاب منذ اللحظة الأولى، حيث الدعاية الجاذبة، وشكل وديكور وتصميم أركان المعرض، وتوزيع الألوان وانتشار الصور والشخصيات المحببة للأطفال بين جنبات المعرض، والقصص المصورة على جدران المعرض، مشيداً بتنظيم المهرجان ووجود المساعدين والمرشدين في كل مكان لخدمة الزوار. وأشار المعلم عبدالله أبو غازي، من مدارس الأمة الابتدائية، إلى أن الطلاب أبدوا حماسة كبيرة لزيارة أركان المعرض والمشاركة في ورش العمل والرسم وتحريك الرسوم، ومشاهدة العروض المسرحية وشخصيات "افتح يا سمسم" عن قرب والتصوير معها، مؤكداً أهمية هذا المهرجان في اكتشاف مواهب النشء وتطويرها. وكشف منظمو المهرجان عن مفاجآت تنتظر الأطفال خلال خمسة أيام، منها رحلة لعشرين طفلا إلى مدينة أبوظبي للمشاركة في تصوير إحدى حلقات برنامج "افتح يا سمسم"، إضافة إلى "مفاجأة حكايا شباب"، وتشمل اختيار خمسة موهوبين للعمل مدة أسبوع مع فريقSketch in motion في الأردن. ويسعى "حكايا"، الذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط، إلى ربط شرائح المجتمع كافة بالقراءة، خصوصاً فئة الأطفال، عبر تحفيزها على التخيل والابتكار في صناعة القصة، وتعلم كتابتها، ورسم لوحاتها، وتصور مشاهدها، والاستمتاع بمتابعتها. ويضم مهرجان "حكايا" خمسة أجنحة ثرية بالفعاليات والأنشطة، بدءاً من جناح الطفل، وجناح ورش تدريبية لفئة الشباب، ومقهى الحكواتي، وجناح "افتح يا سمسم"، ومشاهد فنية وقصص مصورة تمتد على أكثر من 500 متر من جدران المهرجان. ويحظى زوار "حكايا"، بمفاجأة سارة تتمثل في عرض أول حلقة تلفزيونية من برنامج "افتح يا سمسم" بحلته الجديدة بعد انقطاع دام 35 عاماً، وذلك على مسرح المهرجان خلال حفلة لتدشين البرنامج يوم الجمعة 20 ذو القعدة (4 سبتمبر) بالتزامن مع بثها في القنوات التلفزيونية. وسيتولى مختصون من جهات عدة بينها مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة والإبداع "موهبة" ومكتبة الملك عبدالعزيز، تعليم الزائرين كيفية صناعة القصة، وذلك عبر ورش عمل وفعاليات تفاعلية، كما جرى تخصيص برامج لتعليم الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين الثالثة والسادسة طرق قراءة القصص من خلال الرسوم والصور. كما يلتقي ضيوف مهرجان "حكايا" بالزائرين، محملين بأسرارهم الكتابية التي يسردونها للمرة الأولى، كاشفين لجمهور متعدد الشرائح خريطة الطريق التي أوصلتهم إلى عالم الكتابة.
مشاركة :