تجربة ثرية لفائزي «جائزة الثبيتي»

  • 9/2/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أثنى الناقد محمد العباس على أمانة جائزة الشاعر محمد الثبيتي كونها كسرت حاجز المألوف والعادي بمنحها الجائزة في الدورة الثانية للشاعر الحداثي أحمد الملا، ووصف العباس منح الجائزة لشاعر نص حديث بالتحول الكبير خصوصا بعد أن كانت الأندية الأدبية تصرح بمنع مثل هذا النص من الحضور في منصاتها وتعده خيانة للنص التقليدي العادي والمألوف شعبيا، مثمنا للقائمين على الجائزة إيمانهم العميق بتجاور المذاهب الفنية والتجارب الإبداعية، ومؤكدا أن الجدارة في الفن لا تتحقق باستفتاء شعبي لمعرفة مستويات القبول والرفض كون الزمن وحده كفيل بتخليد الأجمل والأكثر تماسا مع يوميات الإنسان وهمومه ومتاعبه وتحولاته، وأوضح العباس لـ(عكاظ) أن نص أحمد الملا علامة فارقة في مشروع الحداثة السعودية والعربية لاعتبارات عدة منها أن نص الملا ولد في بيئة رافضة للفكرة من أصلها وأثبت وجوده من خلال الاشتغال على التجريب وتطوير النص وتمديده مع نجاحه في تجاوزه الخصومات والمماحكات والالتفات إلى تجاوز الذات والعمل الجاد على المشروع، مبديا سعادته بتميز تجربة الملا وإصراره على الاستمرار برغم المثبطات والمعوقات والتحديات، مشيرا إلى أن تجربة الشاعر جاسم الصحيح أثبتت حضورها عربيا ومحليا، واصفا الصحيح بأنه كمن يقدم العطور المعتقة في آنية جديدة كما يقول البردوني، فيما وصفت الناقدة والأكاديمية منى المالكي منح الجائزة للشاعر أحمد الملا بالخطوة المميزة كون التجارب الشعرية متعددة ومتحركة دائما نحو الأجمل، ولفتت إلى أن الثبيتي تعرض للتهميش والإقصاء لأن تجربته مختلفة وخارج سياق النص آنذاك، وقالت لـ(عكاظ): كأنني بالثبيتي يمدهم بالدعم لمواصلة إبحارهم نحو التحديث دائما وعدم الوقوف عند المعتاد والمألوف برغم الرفض للتجديد دون وعي البعض أن التقليدية والنظم توقعان الشعرية العربية في مأزق المكرور والممل، وأضافت أن تحولات النص الشعري وتشجيعه ودعمه هو ما يثري لحظة الدهشة للمتلقي، فالتجارب كلها شرعية ولا حد للتجريب في مسيرة المبدع، ونقلت من خلال (عكاظ) مباركتها للشاعر أحمد الملا على تجربته الجميلة، وللشاعر جاسم الصحيح على ديوانه الفائز مثمنة لأمانة الجائزة التوفيق في الاختيار والتنويع وتحريك المشهد الشعري والثقافي، من جهته يرى الشاعر محمد خضر أن منح الجائزة للشاعر أحمد الملا اعتراف مستحق بجمالية هذه القصيدة وحضورها الكبير في المشهد المحلي منذ السبعينيات وهو اعتراف متأخر لكنه مهم يدعونا إلى تأملها مجددا لتأخذ مكانها الطبيعي في الأندية الأدبية والجامعات والمؤسسات الثقافية والملتقيات والمناهج الدراسية، ودعا إلى أن نكون سباقين في هذا، إذ من الصعب البحث الآن حول مشروعية النص والعودة مجددا للطرح القديم حوله بعد كل تلك الدراسات والبحوث والملتقيات الخاصة بقصيدة النثر كونها أمرا محسوما من زمن، مشيرا إلى أن القصيدة قادرة على المضي بنا نحو فن مستقل يمثل شكلا من أشكال الشعر المقترحة، لافتا إلى أن الجائزة لا تشرعن للنص وتعطيه إشارة مرور إلا أنه اعتراف مؤسسي أول بهذا المنجز له دلالاته وضوء في طريق هذه القصيده التي أنهكت بالجدل، ويرى أن تجربة أحمد الملا ثرية وممتد فيها ذلك الفهم الخاص من جهة مضامينه وعناوينه الواسعة واستيعابه المبكر لأدوات ذلك النص دون أن يأخذنا إلى معيارية محددة كونه يجرب ويكتب في كل مرة أفقا مختلفا بعيدا عما أشغل الشعراء في أزمنة من الوقوع في الأيديولوجي والخطابي والمباشر بل أخذ يهز نخلته في الأقاصي وأمكنته الخاصة ليأخذنا عبرها لكل ما يريد أن يقوله.

مشاركة :