بمجرد توقف السيارات عند الإشارات الضوئية في طرقات تبوك، يتجمع حولها العشرات من المتسولين، يستجدون عطف السائقين بعاهات مصطنعة وتقارير طبية مزورة، نساء وأطفال يرتدون ملابس رثة بين جنباتهم تختبئ الريالات، والجوالات في بعض الأحيان. وعلى الرغم من انقطاع تلك الظاهرة خلال الأشهر الماضية عن مدينة تبوك، إلا أنها عادت للظهور مؤخرا بشكل مخيف، الأمر الذي يستدعي تكاتف الجهود لحل تلك الإشكالية، التي أصبح الكثير من المواطنين يعانون منها، خصوصا أنها تشكل مع استمرارها إزعاجا للمارة والمواطنين في الأسواق والمحلات التجارية والإشارات الضوئية وأمام المساجد. وطالب المواطن جابر الشمراني الجهات المعنية بالعمل على اتخاذ الحل المناسب، للحد من انتشار المتسولين من خلال القبض عليهم والنظر في أوضاعهم، بدلا من تركهم يضايقون الأهالي في كافة المواقع. وذكر المواطن عبدالله البلوي أن معظم المتسولات مجهولات ويستخدمن الأطفال للتسول، وتخوف من استخدام المتسولين والمتسولات الأموال التي تصل إليهم في تمويل عمليات أو منظمات خاصة بالتسول، وأضاف: «يجب البحث في هذه المشكلة ومراقبة المتسولات والمتسولين، للتأكد من أنهم لا يتبعون لعصابات منظمة، ثم بعد ذلك يتم التعامل معهم حسبما يقتضيه الوضع، فإذا كانوا تابعين لعصابات يتم التعامل معهم أمنيا». كما ناشد المواطن عبدالرحمن الشهري أئمة المساجد بضرورة إرشاد وتوعية المواطنين، وحثهم بخطورة هذه الظاهرة وعدم تلبية مطالب المتسولين، مبينا أن ما يقومون به يعد حرفة ومهنة اعتادوا عليها، داعيا الجميع إلى إبلاغ الجهات المختصة عند مشاهدة مثل هذه الظواهر. أما المواطن محمد العنزي فاستغرب عودة الأشخاص المتسولين الذين تم إلقاء القبض عليهم للتسول مرة أخرى، ضاربين بالأنظمة والقوانين عرض الحائط، ما يستدعي اتخاذ عقوبات أكثر ردعا. من جهته، أكد مصدر مطلع لـ«عكاظ» (فضل عدم ذكر اسمه)، أن المتسولين أغلبهم من العمالة اليمنية، التي استغلت وضع التصحيح الحاصل حاليا وقادمة من خارج مدينة تبوك، مشيرا إلى أنه تم عقد اجتماع عاجل مع الشرطة لوضع حلول جذرية لذلك، مؤكدا أنهم قاموا بحملة خلال يوم واحد وقبضوا على أكثر من 25 متسولا وأحيلوا للجهات ذات الاختصاص.
مشاركة :