مواصلة لاعتداءاتها المتكررة على الجامعات والمدارس، اقتحمت ميليشيا الحوثي وصالح أمس جامعة تعز، وحولتها إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، بعد أن فشلت في التقدم باتجاه مرتفع ووادي الدحي غرب المدينة. وقال مصدر في المقاومة الشعبية إن تعزيزات عسكرية ضخمة للانقلابيين قدمت من طريق المخا، غرب تعز، إلى منطقة حبيل سلمان، في محاولة لاستعادة مرتفعات الدحي والكشار التي استخدموها لقصف المدينة في وقت سابق، قبل أن تطردهم المقاومة منها. مضيفا أن هذه القوات اقتحمت الحرم الجامعي، وقامت بنصب مدافع هاون ومضادات طائرات، كما قامت بنشر عدد من القناصة فوق أسطح بعض الكليات. كما قصفت بالدبابات مواقع المقاومة المتمركزة في مرتفعات ووادي الدحي. اعتداءات متواصلة ومضى المصدر بالقول، إن الانقلابيين أعلنوا تعليق الدراسة في الجامعة وطردوا الطلاب ومنعوا دخولهم المبنى، واعتدوا على كثير منهم بعد أن أبدوا اعتراضهم على اقتحام الحرم الجامعي، والاستيلاء على مباني الجامعة وكلياتها. ومضت المصادر بالقول إن بعض الطلاب الذين حاولوا تنظيم مظاهرات رافضة لتلك الاعتداءات تعرضوا للضرب بالعصي وأعقاب البنادق، ما أدى إلى إصابة كثيرين منهم، كما اعتقل الانقلابيون بعض الطلاب. ووصف الأستاذ في الجامعة، حسن نجيب، اقتحام الميليشيات للحرم الجامعي واعتداءاتهم على الطلاب بأنها "خطوة غير مستغربة من فلول الجهل والتخلف، حسب وصفه، وقال في تصريحات إلى "الوطن"، "ماذا نتوقع من جماعة تضم جهلاء وأميين، لم يسبق لهم أن نالوا أي قدر من التعليم، ولم يعرفوا سوى لغة العنف والقوة غير الاعتداء على طلاب داخل جامعاتهم؟ فهذا التصرف غير المسؤول ينسجم تماما مع ما ظلت تمارسه الميليشيات من اعتداء سافر على كل أوجه الحياة في اليمن، فهم منذ البداية اعتدوا على الشرعية، واختطفوا السلطة، واستباحوا أجهزة الدولة، ومارسوا أبشع أنواع الاعتداءات ضد الشعب، من قصف وقتل وتدمير وتجويع، كما نهبوا مقدرات البلاد، لذلك كان الهدف التالي لهم هو اقتحام المؤسسات العلمية والأكاديمية، حتى يكملوا مخططهم الرامي إلى إعادة اليمن إلى عهود التخلف والظلام". نهاية الكابوس ومضى نجيب بالقول "إذا كان هناك من ضوء في هذه العتمة، فهو أن ممارسات الانقلابيين خلال الفترة الأخيرة، وتكثيف القصف العشوائي على أحياء المدنيين، والاعتداء على المؤسسات التعليمية، تدل كلها على قرب نهاية هذا الكابوس، وتؤكد أن المتمردين في أسوأ لحظاتهم، وأنهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، بسبب قوة الضربات التي وجهتها لهم المقاومة الشعبية، وكبدتها لهم الغارات الجوية التي تشنها عليهم طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة". ودعا الطلاب إلى عدم التعرض للمتمردين، بسبب عدم تورعهم عن إلحاق الأذى بكل من يخالفهم الرأي، وتابع "حياة أي طالب وسلامته أهم عندنا كثيرا من أرواح كل هؤلاء الانقلابيين، فطلابنا هم مشاعل النور الذي سيضع حدا لجهل هؤلاء، وهم أمل الأمة للنهوض بالوطن من الدرك الذي وصله جراء ممارساتهم غير المسؤولة".
مشاركة :