سقط خمسة جرحى من المدنيين وثلاثة من عناصر قوى الأمن الداخلي خلال مواجهات اندلعت مساء اليوم (الاثنين) أمام مقر دوائر الحكومة المعروف بـ (السرايا) في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان. وأكد مصدر أمني لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن محتجين على الاقفال العام ومحاضر الضبط التي تسطر بحق المخالفين تجمعوا أمام سرايا طرابلس ورشقوا العناصر المكلفة بحمايته بالحجارة ما أدى إلى اصابة ثلاثة عناصر من الأمن. وعمدت إثر ذلك قوات مكافحة الشغب على تفريق المحتجين بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والهراوات ما أدى إلى سقوط خمسة جرحى من المتظاهرين وتوقيف عشرة متظاهرين آخرين. وعقب ذلك تراجع المحتجون إلى ساحة "النور" على بعد أمتار من السرايا وقطعوا الطرقات المؤدية إليها بالإطارات المشتعلة. وكانت طرابلس شهدت اليوم مسيرات احتجاجية على قرار تمديد الاقفال كما قطعت عدة طرقات لبعض الوقت قبل أن يعمل الجيش على فتحها. ويخرق يوميا عشرات المتظاهرين بشمال لبنان حظر التجول المفروض في لبنان رفضا للأوضاع الاقتصادية المتردية واستمرار حالة الطوارئ الصحية بعدما أعلنت الحكومة اللبنانية الإغلاق الكامل في البلاد من 14 يناير إلى 8 فبراير المقبل ضمن تدابير مواجهة تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). وقال جلال سلمى أحد المشاركين في الاحتجاج أمام السرايا لـ (( شينخول)) ، "نحن ننظم يوميا مسيرات ضد إقفال المدينة وتنظيم مخالفات بحق من يفتحون محلاتهم". وأضاف " طرابلس مدينة فقيرة ومعظم سكانها يعيشون على ما يحصلون عليه من دخل يومي وحرمانهم من العمل هو بمثابة قرار بموتهم جوعا". يذكر أن لبنان يواجه عدة أزمات سياسية واقتصادية ومالية ومعيشية متشابكة أدت إلى تفاقم الفقر والبطالة والتضخم المالي وانهيار العملة المحلية وسط تراجع متسارع في احتياطي النقد الأجنبي منذ أكتوبر 2019 مع تجميد المصارف للسحوبات النقدية بالدولار الأمريكي وتقييدها بالعملة المحلية. وقد فاقم هذه المشاكل كارثة انفجار مرفأ بيروت الذي دمر المرفأ وأحياء عدة في العاصمة،إضافة إلى تداعيات تفشي (كوفيد -19) الصحية والاقتصادية.