رفضت السلطات الإيرانية دعوة أميركية مشروطة لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، داعية إدارة الرئيس الجديد جو بايدن إلى رفع العقوبات والعودة للمعاهدة التي انسحب منها الرئيس السابق دونالد ترامب أولاً، في حين هدد المتحدث باسم رئاسة الأركان الإيرانية أبوالفضل شكارجي بضرب مدينتي تل أبيب وحيفا و"تسويتهما بالأرض". رغم تعويل حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني على رفع العقوبات التي أغرقت الاقتصاد الإيراني في الركود وفاقمت تردي الأوضاع المعيشية بالبلد الغني بالنفط، رفضت طهران أن تقوم بالخطوة الاولى بعودتها الى التزامها بالاتفاق النووي، مقابل عودة إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن إلى الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018. وتقول إيران ان واشنطن يجب ان تقوم بالخطوة الأولى، وتبدأ برفع العقوبات التي فرضتها بعد خروج الإدارة السابقة منه. ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على مطالبة نظيره الأميركي انتوني بلينكن طهران بتطبيق كل التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، من أجل أن تعود واشنطن له، عبر "تويتر" أمس، قائلاً: "الولايات المتحدة هي التي انتهكت الاتفاق النووي. ومنعت وصول الأدوية والأغذية للإيرانيين، وعاقبت الملتزمين بالقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي". وأضاف ظريف: "إيران بقيت ملتزمة بالاتفاق النووي واتخذت فقط تدابير علاجية. الآن من الذي ينبغي أن يتخذ الخطوة الأولى؟". وخاطب نظيره الأميركي مباشرة بالقول: "لا تنس أبداً فشل ترامب الأقصى"، في إشارة الى فشل سياسة الضغط القصوى التي انتهجتها الإدارة السابقة. جاء ذلك بعد أيام من سجال روسي-فرنسي غير مباشر حول الطرف الذي يجب أن يتخذ الخطوة الاولى للعودة الى الاتفاق النووي، واشنطن أم طهران؟ وقالت روسيا ان عودة واشنطن الى الاتفاق ستجبر إيران على احترامه، بالمقابل شددت فرنسا على أن عودة إيران الى احترام الاتفاق ضروري لعودة واشنطن إليه. وكانت طهران أخلّت بالتزامات في الاتفاق، رداً على عقوبات ترامب وعجز الدول الاوروبية عن الالتزام بالاتفاق في ظل الضغوط الاميركية. تخصيب سريع في موازاة ذلك، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران إن تخصيب اليورانيوم بنسبة %20 في البلاد في مجمع "فوردو" يسبق الجدول الزمني المخطط له. ونقل عن قاليباف القول، خلال زيارته لمجمع فوردو لتخصيب اليورانيوم أمس: "تم تنفيذ القانون الذي أقره البرلمان لمواجهة العقوبات خطوة بخطوة، ويتم تخصيب اليورانيوم بشكل يسبق الموعد المحدد". وأضاف: "بالنسبة لتخصيب اليورانيوم بنسبة %20، كان من المقرر إنتاج 120 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب سنويا، لكن التقدم تسارع عن الموعد المحدد، وتمكنت المحطة النووية من تخصيب 17 كيلوغراما من اليورانيوم في غضون شهر تقريباً". لكن قاليباف حرص على التذكير بأن الخطوات التي تدعي بلاده أنها تأتي وفق ما تنص عليه المادتان 36 و37 في الاتفاق النووي يمكن أن يتم التراجع عنها فورا "في حال ألغيت العقوبات". وأرجع المسؤول الإيراني عدم التزام بلاده بتعهداتها إلى عدم التزام مجموعة "5+1" هي الأخرى بتعهداتها، متابعاً أنه "في حال ألغيت العقوبات علينا لاسيما العقوبات المفروضة على صادرات النفط والمبادلات البنكية والتجارة، فإننا أيضاً سنعود إلى الاتفاق" الذي يقيد البرنامج النووي من أجل منع طهران من تطوير قنبلة ذرية. من جهته، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، إن "إمكانياتنا في الصناعة النووية لم تعد تقارن بالسنوات السابقة"، مضيفاً: "سننتج ونجهّز ألف جهاز طرد مركزي من جيل IR2m خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وسننفذ قانون الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء العقوبات بكل تفاصيله". مسار طويل وفي أول تعليقاته العامة بشأن الجمهورية الإسلامية بصفته وزيرا للخارجية، أكد بلينكن على سياسة الرئيس بايدن المتمثلة في أنه "إذا عادت إيران للالتزام الكامل بتعهداتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، فستفعل الولايات المتحدة نفس الشيء". وأوضح بلينكن أنه إذا عادت طهران للالتزام بالاتفاق، فستسعى واشنطن لبناء "اتفاق أطول وأقوى" يتناول مسائل أخرى "صعبة للغاية". وأشار الوزير الأميركي إلى أن "إيران متوقفة عن الالتزام على عدد من الأصعدة وستستغرق عودتها، إن هي قررت أن تفعل، بعض الوقت، ثم سيستغرق منا تقييم ما إن كانت تفي بالتزاماتها بعض الوقت. ما زلنا بعيدين جداً عن ذلك. هذا أقل ما يمكن قوله". وأحجم عن تحديد المسؤول الأميركي الذي سيرأس فريق المحادثات مع إيران. ولم يحدد بلينكن المسائل الصعبة لكن بايدن سبق وقال إنها تشمل تطوير إيران صواريخ باليستية ودعمها قوات تعمل بالوكالة في بلدان مثل العراق وسورية ولبنان واليمن. «تسوية حيفا» وأكبر ميناء إلى ذلك، هدد المتحدث باسم رئاسة الأركان الإيرانية أبوالفضل شكارجي بضرب مدينتي تل أبيب وحيفا و"تسويتهما بالأرض" إذا أقدمت إسرائيل على تنفيذ مخططاتها بشن هجوم محتمل على أهداف إيرانية. وفي معرض رده على طلب رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي من الجيش الإسرائيلي الاستعداد لهجوم محتمل على منشآت نووية إيرانية لمنعها من تطوير قنبلة ذرية، نقل التلفزيون الإيراني عن شكارجي وصفه التهديدات الإسرائيلية بأنها حرب نفسية وأوهام. وأكد أن الجيش الإيراني سيدمر القواعد الصاروخية الإسرائيلية فور تعرض الجمهورية الإسلامية لأي اعتداء، مهدداً بإبادة تل أبيب وحيفا إذا ارتكبت إسرائيل أي خطأ ضد إيران، بحسب تعبير المتحدث العسكري الإيراني. إلى ذلك، كشف رئيس منظمة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية محمد راستاد، عن توجه بلاده لإنشاء "أضخم ميناء تجاري" في البلاد، شرقي مضيق هرمز في ضواحي جاسك على بحر عمان.
مشاركة :