يا دار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحًا دار عبلة وأسلمي بيت شعر للشاعر عنترة بن شداد من قصيدة تروي أصدق أنواع العشق الذي حدث قبل الإسلام في عام 252 ميلاديًّا. شاعر أمه جارية، لكنه فارس شجاع. قصة حب شهيرة، مضى عليها قرون طويلة، لكنها محفورة في ذاكرة التاريخ. أحداث هذا الحب وقعت بين صخرتين، عُرفتا بعد ذلك بصخرة عنترة وحصاة النصلة. والصخرتان تقعان شمال محافظة عيون الجواء. لم يتخلَّ عن أمه؛ إذ كانت أميرة حبشية يقال لها زبيبة. الصخرتان تقعان شمال محافظة عيون الجواء، وفي الطرف الشمالي لبلدة غاف الجواء شمال غرب بريدة. يبقى الحب آمال المرأة وأحلام الرجل، لكن الحب الخالد يسري إلى القلوب كما يمشي الدم في الأوردة والشريان. الحب الخالد مر بقصص عبر التاريخ، لكنه توقف عند الكثير في عصرنا الحالي. الحب الذي أقصده الحب بين رجل وامرأة، حب نهايته حياة زوجية سعيدة. الحب في وقتنا له معايير بعيدة عن معايير الحب التي تنبع من القلب إلى القلب؛ أصبح حبًّا يعيش على أنت من تكون، وأنا من أكون. ليس هناك حب من القلب إلا حب الأبوين، أما عدا ذلك فهو حب لا طعم له ولا رائحة، حب تذروه الرياح مع أول اختلاف وخلاف في الرأي، إنه حب مكتوب على رمل الطريق، وليس حب عنترة وعبلة. تاريخيًّا، ليس هناك تأكيد أو نفي حول زواج عنترة بعبلة، لكن المؤكد هذا العشق الذي عاشه عنترة، ومات وهو بالتسعين من عمره. نحن بحاجة إلى الحب، وخصوصًا بين الزوجين. نحن بحاجة إلى الاحترام والتقدير. وهناك من يقول الاحترام قبل الحب. شخصيًّا أبصم وأؤيده؛ لأنه قول العقل وليس القلب. الشهادة بعشق عنترة وعبلة ما هو تحمُّل العاشق حين تصادفه عقبات في طريق تحقيق هدفه. هناك من يقولون إن الحب يأتي بعد الزواج؛ بالواقع هذا يدخلنا في معمعة الاحتمالات وليس اليقين. في رأيي الشخصي، التفاهم القائم على الاحترام قبل الزواج هو مفتاح الحب الذي ينشده الكثيرون من الناس. لن أدخل في فلسفة الحب ودرجاته. أقل درجة في الحب هي الهوى، وأعلاها الهيام، لكنني مع أوسطها العشق، وأفضّل العِشرة. العِشرة التي أساسها المودة التي تربط بين الزوجين؛ فتملأ حياتهما بالسعادة والسرور، والرحمة التي تتعالى على المصالح الشخصية والأهواء الذاتية. العِشرة هي الدواء الشافي مع جفاف العاطفة بين الناس، وخصوصًا بين الزوجين. هناك الكثير من الأزواج مَن يتمني أن يكون مضربًا للعلاقة الزوجية المميزة في محيطه العالي، لكنه يفشل؛ والسبب الأرض التي يقف عليها ليست صلبة. وفي الختام، استشهدت بعشق عنترة وعبلة لصدق المشاعر بينهما. للإنسان ذكرى بعد أن يصبح تحت الثرى. وللذكرى الطيبة رائحة جميلة. همسة للزوجين: مهما حدث بينكما من اختلاف في الرأي فالاحترام هو سيد الموقف، وكونا أهلاً للاحترام. أقتبسُ: (الاحترام فوق كل شيء، فوق الصداقة، وفوق القرابة، وفوق الحب أيضًا) جبران خليل جبران.
مشاركة :