القرار في «آخر لحظة» - عثمان بن حمد أباالخيل

  • 8/12/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشراء واتخاذ القرار في آخر لحظة من ثقافة بعض طبقات المجتمع السعودي، وهما وجهان لعملة واحدة، وهي التأخير. هل هذا التأخير له مبرر؟ في الواقع ليس له تبرير منطقي، فهو نمط سلوك. كلمة لَحْظَة (اسم): بُرْهَة. هذا التأخير يصحبه أحيانًا تراجع في آخر لحظة. من صور الشراء والعادات الاجتماعية في آخر لحظة؟ هناك صور كثيرة منها: لا نشتري مقاضي رمضان إلا في آخر ليلة من شعبان، ولا نجدد الجواز إلا قبل السفر بيوم، ولا نفصل ثيابًا جديدة إلا قبل المناسبة بيوم، ولا نشتري مستلزمات المدارس إلا قبل الدراسة بيوم، ولا نخطط للسفر إلا قبل الإجازة. نركض وراء استخراج تأشيرة السفر في آخر لحظة، نذهب للطبيب حين يشتد المرض في آخر لحظة، نلبي الدعوة والحضور في آخر لحظة. مسكينة اللحظة، تتحمل كل هذا والمزيد. وآخر هذه اللحظات شراء تذاكر السفر. لا أستطيع أن اتخذ قرارا، فهذا في حد ذاته قرار بعدم اتخاذ القرار. وهذا يدل على حاجة صاحب القرار إلى بيانات ومعلومات وحيثيات لا اتخاذ القرار، أو يحتاج للمساعدة من الآخرين. لكن للأسف هناك من يتخذ القرار في «آخر لحظة» والنتيجة تكون عكسية وربما كارثية. قرار الطلاق في آخر لحظة مأساة يعيشها الإنسان وقتاً طويلاً من عمره. قرار اتخذ في حالة الغضب، وأقصد الغضب المذموم وما أكثرها، قرارات كارثية قد تكلف الإنسان حياته. نسبة كبيرة من حوادث السيارات سببها الغضب في أثناء القيادة بسبب رفع ضغط قائد السيارة ممن حوله. اقتبس: «أفعل الشيء الصحيح فإن ذلك سوف يجعل البعض ممتنًا بينما يندهش الباقون» (مارك توين). هل من المعقول والمنطق أن يتخذ الإنسان قرارًا مصيريًا بلحظة واحدة؟، (اللحظة) وحدة زمنية قديمة تساوي 90 ثانية فوضى آخر لحظه قد تُكلف الإنسان الجهد والمال والوقت، كذلك تصيبه بالإحباط والتخبط والعودة من حيث بدأ، وكما يقال العودة للمربع الأول. الحياة لا تبتسم للفوضويين عُشاق آخر لحظة، فهي تبتسم لمنْ يعرف كيف يتعامل معها، ويخطط للقرب منها. كم هو جميل أن ينبذ الإنسان «آخر لحظة» ولا تتركها تتحكم به كيف تشاء، ويدرك أن التخطيط وخطوات اتخاذ القرار تجنبه كثيرًا من الهفوات، والاتجاه في الطريق الصحيح الذي يريده. أخيرًا ثقافة «آخر لحظة» أتمنى أن تنتهي وتذوب، كما يذوب الثلج في فصل الصيف، ويحل مكانها ثقافة «أين خطتي؟». بمجرد كتابة الخطة ستضمن نجاح 50 في المائة من تحقيق الهدف وبدون ذلك الفشل هو الهدف القادم، لا بأس من الخطأ في تنفيذ الخطة أو عدم إنجازها على أكمل وجه. وكم هو جميل ورائع أن نطبق ماذا أريد؟ نحن بحاجه أن نعرف ماذا نريد أن نفعل خلال الأسبوع القادم على أقل تقدير فكيف في المستقبل. اقتبس: «التخطيط.. نشاط يساعدك لتصبح الشخص الذي تتمناه». «بيتر دراكر»

مشاركة :