تعليق: الصين تستجيب لسياسة الضغوط القصوى التي تمارسها أمريكا بصبر كبير

  • 1/28/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي في ردها على أسئلة الصحفيين حول العلاقات الصينية ـ الامريكية يوم 25 يناير الجاري، إن الصين أصبحت أكثر وأكثر استبدادية في الداخل، وأقوى وأقوى في الخارج، وإن بكين منخرطة في سلوك يضر بالعمالة الأمريكية، وستسعى إدارة بايدن للتعامل مع الصين والشؤون ذات الصلة بالعلاقات مع الصين "بصبر". ويمكن الفهم من خلال بيان بساكي وتوصيفها للصين، بأن وصف وموقف إدارة بايدن تجاه الصين مماثل تقريبًا خلال رئاسة ترامب. وأكدت بساكي أن أمريكا تتنافس بشدة مع الصين، والمنافسة الاستراتيجية مع الصين سمة مميزة في القرن احادي والعشرين. في الواقع، ما تصفه إدارة بايدن ما هو إلا طريقة جديدة لاحتواء الصين. وثمة إجماع من قبل الحزبين الرئيسيين في أمريكا على خطهما الخاص بالصين، وأن واشنطن بحاجة إلى جمع الحلفاء معًا لاحتواء الصين. ومن المحمل أن يكون تأكيد أمريكا على " الصبر" إشارة إلى أن حكومة بايدن تعتبر التعامل مع القضايا المحلية مثل الوباء كأولوية قصوى، وتأمل في التواصل بشكل كامل مع حلفائها قبل التعامل مع الصين. لذلك، نعتقد أنه ينبغي على الصين الاستجابة بصبر أيضًا. وقد أصبحت معركة الصين ضد الوباء الآن هي الأكثر سلاسة بين الدول الكبرى في العالم، وتعافى اقتصادنا في أقوى حالاته، والبلاد موحدة للغاية. وبالرغم من إبداء الصين حسن النية في الدعوة إلى تحسين مسار العلاقات الصينية ـ الامريكية لتقليل تكلفة التبادلات بين البلدين، ودعم الاستقرار العالمي، لكن بالنسبة للوضع الراهن للعلاقات الصينية ـ الأمريكية، فإن الصين قد شكلت قدرة قوية على التكيف والتسامح، والصبر أيضا. يجب أن نرى أن فريق ترامب استمر في قمع الصين لمدة أربع سنوات، لكن لم يتحقق أي من محاولاته لإضعاف الصين، بل على العكس من ذلك، خطت الصين خطوة كبيرة نسبيًا إلى الأمام، والخسارة الاستراتيجية الإجمالية للولايات المتحدة أكبر بكثير. لذا، تحتاج النخب السياسية الامريكية الى فهم واضح بأن تحسين العلاقات الصينية ـ الأمريكية هو حسن نية الصين، وليس ضعفا وعدم قدرة الأخيرة على تحمل الضغوط القصوى التي تمارسها أمريكا. لقد أصبح ضرورة محافظة الصين على تنمية قوية في بيئة تدهورت فيها العلاقات الصينية ـ الأمريكية دليلًا استراتيجيًا جديدًا للعملية الاقتصادية للصين. ويعتبر التمسك بتعميق الإصلاحات في الداخل، وزيادة الانفتاح على العالم الخارجي، استراتيجية ناضجة في الصين. وفي أصعب أوقات 2020، زاد الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين بنسبة 4٪، وتخطط العديد من الشركات الأمريكية الكبرى لتوسيع الاستثمار في الصين، ما يثبت أن خط إدارة ترامب بشأن الصين وصل إلى طريق مسدود. إن قيادة إدارة بايدن أمريكا نحو مسار جديد لا ينغي أن يكون مجرد كلاما فقط، وأن ضبط العناصر الموجودة على السطح دون تغيير التفكير الاستراتيجي بمثابة نبيذًا قديمًا في زجاجة جديدة. ويبقى أملنا، ألا تكرر الإدارة الأمريكية الجديدة الأخطاء الاستراتيجية لإدارة ترامب.

مشاركة :